تصعيد البوليساريو، ومن خلفها الجزائر، يهدف إلى التشويش على إنجازات المغرب التي تحققت في الأشهر الأخيرة، وتريد الايهام بوجود توترات شديدة في الصحراء المغربية للفت انتباه العالم عن الجهود الدبلوماسية.
تواصل جبهة البوليساريو الانفصالية الترويج لوجود حرب بينها وبين المغرب، حيث أعلن الانفصاليون من خلال وسائل إعلام تابعة لها أو وسائل إعلام جزائرية، بالإيهام بوجود توترات شديدة عند الجدار الرملي العازل، بينما تسوق هذه الأيام لمواجهة عسكرية مع الجيش المغربي.
وذكرت تلك المصادر أن القوات المغربية بدأت تعزز من وجودها قرب الجدار العازل استعداد لمواجهة عسكرية مع عصابات الجبهة، في توقيت يشير إلى محاولة للإبقاء على ضجيج التوترات متقدا، بينما أعادت الجهود الدبلوماسية المغربية إلى الواجهة ملف الموائد المستديرة كإطار عمل حتمي تشارك فيه كل الأطراف المعنية بما فيها الجزائر باعتبارها جزء من المشكلة المفتعلة.
وتعارض الجزائر هذا الإطار بينما يلقى ترحيبا من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على اعتبار أنه أحد الطرق لتهيئة الأرضية للحل السلمي وتقريب وجهات النظر لحلحلة الأزمة.
وجددت موريتانيا موقفها من الوقوف على الحياد الايجابي من النزاع في الصحراء، بينما تبدو هي معنية أكثر من الجزائر بحل النزاع الذي ترى أنه يؤثر على أمنها بحكم ارتباطها الحدودي مع الصحراء المغربية، فيما سبق لها أن واجهت ولا تزال أنشطة إجرامية وإرهابية ينفذها عناصر من الميليشيات التابعة للبوليساريو.
وعبرت وسائل الاعلام التابعة للبوليساريو عن مخاوفها من أن ينفذ الجيش المغربي التي زعمت أنه حشد المزيد من القوات قرب الجدار الرملي، هجوما مباغتا على ميليشيات الجبهة.
وتبدي القوات المغربية قدرا كبيرا من ضبط النفس في التعامل مع استفزازات مسلحي البوليساريو في التزام منها بمقررات الأمم المتحدة، لكنها أيضا تبدي حزما في مواجهة أي نشاط يهدد أمن المملكة ووحدتها الترابية.
وسبق أن نفذ الجيش المغربي عملية نوعية بتصفية قائد ميداني كبير وعضو في جبهة البوليساريو حاول مع مجموعة من المسلحين اختراق الجدار الرملي العازل وهي عملية جاءت في إطار التصدي لأنشطة إرهابية تنفذها ميليشيات الجبهة الانفصالية.
ولم تبادر القوات المغربية منذ تحلل الجبهة من اتفاق وقف إطلاق النار بعد عملية فتحها لمعبر الكركرات وطرد عصابات البوليساريو بأي عمل خارج الأطر المسموح بها ولم تتحرك إلا دفاعا عن النفس وحماية للأمن في المنطقة.
وتحركت وسائل الإعلام التابعة للجبهة الانفصالية في الفترة الأخيرة لاستعادة رواية الحرب خاصة بعد كلمة ممثل الجزائر لدى الأمم المتحدة حول ملف الصحراء ورد السفير عمر هلال على ادعاءاته التي لاقت ترحيبا واسعا محليا ودوليا لأنها كانت مسنودة بالحجة والبرهان وعززت وجاهة الموقف المغربي وتمسكه بالحل السلمي وفقا لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية وبأن مغربية الصحراء خط أحمر.
وعلق النشاط السياسي المعارض لجبهة البوليساريو والمنفي خارج مخيمات تندوف مصطفى مولود ولد سلمى في تدوينة على حسابه بفيسبوك، على ترويج وسائل إعلام تابعة للجبهة الانفصالية بالقول إن “المغرب أثبت طيلة العقود الفائتة أنه أكثر ذكاء وحكمة من الجزائر في إدارته لنزاع الصحراء ولن يعطي للجزائر في الوقت بدل الضائع فرصة للعودة للمباراة من جديد”.
وتابع “المغرب في موقف قوة و لا يحتاج إلى أي عمل عسكري بري في جنوب الصحراء كما تروج له بعض المواقع…”.
وأوضح الناشط السياسي الذي سبق له أن كتب عدة تدوينات فضح فيها ممارسات البوليساريو والدفع الجزائري لتأجيج التوتر، أن “أي عمل عسكري من شأنه تغيير الوضع الميداني على الأرض يقوم به المغرب بعد عملية الكركرات سيقابله تدخل جزائري مباشر في مناطق شمال الصحراء تحت عنوان حماية الأمن القومي الجزائري”.
وخلص إلى القول أن الضجة المفتعلة في وسائل إعلام تابعة للبوليساريو حول هجوم مغربي مباغت، ليس إلا استحضارا دوريا لوجود توتر في المنطقة في الوقت الذي تستمر فيه الجهود الدبلوماسية للدفع نحو حل سلمي ينهي النزاع المفتعل.
وقال ولد سلمى “الجزائر لن تقبل أن تصير البوليساريو مشكلة داخلية جزائرية” ، مضيفا أن “ما يُروج له مرتبط بشهر أكتوبر الذي عادة ما تسلط فيه الأضواء على نزاع الصحراء، و هي محاولة من خصوم المغرب لإثبات أنه يوجد توتر في المنطقة بعدما عجزوا عن ذلك ميدانيا”.
وأثبت المغرب مرارا قدرة عالية على التعاطي مع الاستفزازات على الأرض والأكاذيب التي تسوق لها البوليساريو والجزائر في ما يتعلق بملف النزاع وحرص على توثيق كل الانتهاكات ومراسلة الأمم المتحدة بشأنها.
وتواجه جبهة البوليساريو عزلة متنامية بعد أن اعترفت أكثر من 100 دولة من كل جهات العالم. كما افتتحت قرابة 30 دولة ومنظمة إقليمية قنصليات عامة لها في مدينتي العيون والداخلة، مؤكدة بذلك دعمها التام لمغربية الصحراء”.