خلفت المبادرة التي أطلقها حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى محمد السادس، من أجل ضمان وصول دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، حالة من الهلع وهاجس الجزائر لملاحقة خطوات المغرب في أفريقيا يدفعها لإعلان مبادرة “منطقة للتبادل الحر” لدول الساحل بعدما فقدت التأثير في الجوار في ظل أزماتها مع مالي والنيجر وتقاربهما مع المغرب، جسده الضجيج الذي خلفته هذه المبادرة على مستوى الإعلام الجزائري والذي يدور في فلكه.
الجزائر – أعلن الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون إحداث “منطقة للتبادل الحر” بين بلاده وكل من موريتانيا ومالي والنيجر بالإضافة إلى ليبيا وتونس، في مساعيه لتدارك مسار الشراكة الجديدة بين المغرب ودول منطقة الساحل التي تبنى استنادا على منحها إطلالة على المحيط الأطلسي، بينما يبدو أن الإعلان الجزائري لم يغري الدول المعنية المستاءة من مواقف النظام الجزائري.
وتروج السلطات الجزائرية منذ ما يقارب ستة أشهر لمبادرة تبدو أنها ولدت ميتة، وهي ما يعرب “منطقة للتبادل الحر” التي تحاول من خلالها الجزائر توريط دول الساحل في دعم مشروعها دعم الإرهاب واحتضانه، في ظل أزماتها مع مالي والنيجر وتقاربهما مع المغرب ، غير أن هذه المبادرة تبقى من غير ذات جدوى وتفتقد لأدنى فرصة للتجسيد، ما دام أن البلد اللذي تعوّل عليه الجزائر في مشروعها المية هو موريتانيا، وهي غير معنية بتلك المبادرة التي ولدت ميّتة.
وتواصل السلطات الجزائرية مساعيها لمجاراة المغرب واللحاق بخطواته وحراكه الدبلوماسي الفاعل في المنطقة الذي مكنه من حجز مكانة هامة في القارة الأفريقية، بينما وجدت الجزائر نفسها محاصرة بسبب تدخلها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة مما زاد في عزلتها اقليميا ودوليا.
ونقل بيان عن رئاسة الجمهورية عن تبون قوله إن “الجزائر ستعرف في 2024 إنشاء مناطق حرة للتبادل بينها وبين أشقائها، بداية بموريتانيا الشقيقة، ثم دول الساحل، مالي والنيجر، بالإضافة إلى دولتي تونس وليبيا”، وأضاف “تتمسك بلادي بتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والتكامل القارّي وتؤكد على أهمية العمل لتحسين مستوى كفاءة عمليات التكامل الاقتصادي الإفريقي”.
وأورد تبون خلال كلمته في الاجتماع الـ41 للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات الوكالة الإنمائية للاتحاد الإفريقي “نيباد”، أن “هذا التكامل يتعلق خاصة بتحسين البنية التحتية من خلال زيادة الشراكات بين القطاعين العام والخاص والاستفادة من الموارد الوطنية”، داعيا إلى “تحسين الشبكات الإقليمية للإنتاج والتجارة من خلال تعزيز القدرات الإنتاجية”.
جاء ذلك ضمن كلمة لتبون الثلاثاء، خلال الاجتماع الـ41 للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات الوكالة الإنمائية للاتحاد الإفريقي “نيباد”، حيث قال أن “هذا التكامل يتعلق خاصة بتحسين البنية التحتية من خلال زيادة الشراكات بين القطاعين العام والخاص والاستفادة من الموارد الوطنية”، داعيا إلى “تحسين الشبكات الإقليمية للإنتاج والتجارة من خلال تعزيز القدرات الإنتاجية”.
ولا تعتبر مصادفة أن تأتي تصريحات تبون بعد المبادرة الدولية التي أعلن عنها العاهل المغربي الملك محمد السادس، في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، خلال خطابه في الذكرى الثامنة والأربعين للمسيرة الخضراء، حين تحدث عن تمكين دول الساحل من الوصول إلى المحيط الأطلسي، وهي المبادرة التي أعلنت أربع دول الانخراط فيها رسميا، وهي مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد.
مبادرة الأطلسي..المنتظر من رئيس وزراء النيجر موقفا أكثر وضوحاً بخصوص مغربية الصحراء