ملء السدود في المغرب فاقت نسبة 75% وأخرى تجاوزت 50% لخدمة الرأسمال الصناعي و دعم كبار الملاكين للأراضي الفلاحية

0
682

إن المطر آية من آيات الله -تعالى- التي تدل على قدرته العظيمة التي لا حدّ لها، فمن الذي يستطيع أن يغيث الناس بالمطر فيذهب ظمأهم، ويلطّف الجو الشديد الحرارة الذي يَصليهم؟ لا أحد سوى الله -جلّ جلاله…

فقد شهد المغرب مؤخراً تساقطاً للأمطار حمل معه آمالاً لدى الفلاحين بتجاوز أزمة الجفاف التدبيرية وليست خطأ السماء.

ويرى خبراء ،  إن التساقطات المستمرة منذ فترة سيكون لها وقع كبير على الفرشة المائية وحقينة السدود بالمغرب، مضيفين أنها ستكون نعمة على الفلاح الصغير الذي ينتظر هذه الأمطار.

أودت التساقطات المطرية الأخيرة التي همت العديد من أقاليم المغرب إلى زيادة مهمة في حقينة السدود في مختلف مناطق المغرب، خاصة تلك الموجودة في الشمال والوسط الشمالي.

وحتى 30 مارس 2024، وطبقا لموقع “مغرب السدود”، التابع لوزارة التجهيز والماء، فقد ناهزت نسبة الملء في العديد من السدود نسبة 100%.

وسجلت 6 سدود نسبة ملء قصوى تناهز 100%، وهي سد شفشاون، سد الشريف الإدريسي، سد النخلة، سد بوهودة، سد علي واد زا، وسد سيدي إدريس.




كما سجلت 10 سدود نسبة ملء تجاوزت 75%، ويتعلق الأمر بسد سمير، سد طنجة المتوسط، سد وادي المخازن، سد منع سبو، سد علال الفاسي، سد سعيد معاشو، سد أيت مسعود، سد يعقوب المنصور، سد سيدي امحمد بن سليمان الجزولي، وسد أبو العباس السبتي.

وحقتت 8 سدود نسبة ملء فاقت أكثر من 50%، وهي سد مولاي الحسن بلمهدي، سد ميشليفن، سد لوطا، سد مشروع حمادي، سد تمسنوتين، سد مولاي يوسف، سد تانسيفت، وسد اللوكس.

وحسب نفس الموقع، فقد ناهزت نسبة ملء السدود الإجمالية في المغرب 27.69% بما يقد بـ 4463,63 مليون متر مكعب من المياه.

وفي آخر نشرة إنذارية صادرة المديرية العامة للأرصاد الجوية، يوم السبت، توقعت أن تشهد عدد من مناطق المغرب تساقطات مطرية جد قوية ومحليا رعدية، قد تصل مقاييسها إلى 120 ملم يوم السبت والأحد.

يذكر ، أنه “في دجنبر 2021 وصلت حقينة بعض السدود إلى مستويات مخيفة، أهمها سد المسيرة الذي يوجد على واد أم ربيع والذي وصلت نسبة الماء فيه إلى 5 في المائة، وهي نسبة خطيرة جدا بالنسبة لثاني أكبر سد في المغرب” مستغربا من ” إعادة انتظار الدولة وصول السدود المغربية إلى مستويات مرعبة لكي تنتبه لقلة المياه”.

السؤال الذي يجب أن يطرح ،  “أين كانت الحكومة حينما كانت نسب المياه في السدود المغربية تتناقص من 60 في المائة إلى50 في المائة إلى 40 في المائة ؟ قبل أن تصل إلى نسبة 5 في المائة”.

ومن الغريب أن  “الغريب في الأمر هو أنه في هذه الفترة التي نتحدث فيها عن الجفاف، وأنه يجب تقنين استعمال الماء، تخرج الدولة لتخبرنا أن سنة 2021 هي سنة استثنائية من الناحية الفلاحية”، لأن “هذه المعطيات تسقط الحكومة في التناقض بين خطاب أزمة الجفاف الذي تصرح به للمواطنين مقابل تحسن النشاط الفلاحي الذي يتطلب موارد مائية كبيرة”.

بايتاس: رغم التساقطات الأخيرة فإن الوضعية المائية صعبة ..لك الحمد يا الله على نعمة المطر

ويظهر للجميع أن الشماعة التي تعلق عليها الحكومة ” مسألة الجفاف” لتغطي على فشل مشروع المغرب الأخضر، ففي الوقت الذي تقول فيه الحكومة إن الإنتاج الزراعي ارتفع خلال العقد الماضي، وتضاعفت الصادرات الفلاحية 3 مرات، وتقلص عجز الميزان التجاري الزراعي، وارتفعت فرص العمل في القرى؛ يقول منتقدون إن المخطط فشل في تحقيق الأمن الغذائي لتهميشه حاجات السوق الداخلية، وتركيزه على التصدير وتقليص الزراعات المعيشية، في حين يتهمه آخرون باستنزاف الموارد المائية لتشجيعه زراعات مستنزفة للمياه مثل الأفوكادو والبطيخ وغيرهما، في وقت تعاني فيه البلاد من ندرة المياه، ويعيش عدد من القرى في الصيف على وقع أزمات عطش.

ودافع رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش عن مخطط المغرب الأخضر أمام البرلمانيين أثناء حضوره مؤخرا جلسة المساءلة الشهرية حول السيادة الغذائية.

ورأى أخنوش -الذي كان وزيرا للفلاحة 14 عاما، وأشرف على وضع وتنفيذ المخطط- أن تلك الاتهامات بعيدة عن الحقيقة بالنظر للنتائج الإيجابية التي تحققت في القطاع الزراعي خلال العشرية الماضية.

وحسب المعطيات التي قدمها رئيس الحكومة أمام نواب البرلمان، فإن المخطط الأخضر أسهم في مضاعفة الناتج الداخلي الخام الزراعي ليتجاوز سقف 127 مليار درهم (نحو 13 مليار دولار) عام 2021، ومضاعفة الصادرات 3 مرات، مع تمكنه من خلق أكثر من 50 مليون يوم عمل إضافي بنسبة تشغيل بلغت 75% في الوسط القروي، كما أسهم في تحسين متوسط الدخل الفلاحي بالقرى بنسبة 66%.

الصورة 2: المغرب/ الرباط/ سناء القويطي/ إحدى القرى شمال المغرب/ مصدر الصورة: سناء القويطي Fw: تسليم مادة/المغرب/الرباط/ سناء القويطي/ اقتصاد/ تقرير عن مخطط المغرب الاخضر

واليوم لا تزال الدولة مستمرة في تبنى سياسة بناء السدود خاصة مع ظهور مساحات جديدة للزراعة بجنوب البلاد، و يصل عددها حاليا الى 140 سدا كبيرا فضلا عن عشرات السدود الصغيرة(حوالي 250 سدا) .اهم ومعظم السدود التي تم بناؤها، تسقي الأراضي التي تم الاستلاء عليها بعد انسحاب المستعمر منها،. “من يتوفر على مصادر الماء بهكتارين ستكون وضعيته أحسن ممن لا يتوفر على الماء ولديه 50 هكتارا فالماء يغير كل شيء بشكل جذري”(7). فالماء لا يمكن الاستغناء عنه للإنتاج الزراعي.

و عندما يتوفر احد الملاكين على ماء السقي فإنه يستفيد من إمكانية الاغتناء على حساب مصالح الجميع لان بناء السدود والتجهيزات الأخرى مال عام ومن المفروض ان يوجه الى الجميع على وجه المساواة. غير ان بناء السدود لا يسقي حاليا سوى حوالي 15 % من مجموع الأراضي الصالحة للزراعة( و التي تقدر بحوالي تسعة ملايين هكتار) بعد مرور اكثر من خمسين سنة على مسلسل بناء السدود، بينما تضل 85% من الأرضي المتبقية تحت رحمة الامطار. من الواضح إذن أن الدولة نهجت سياسة تمييزية فيما يخص توزيع الماء أي أنها أعطت الماء لكبار الملاكين و حرمت صغار الفلاحين و مناطق عديدة من المغرب بسبب تركز أهم السدود بما كان يسميه المستعمر” المغرب النافع” وهذه العملية كانت اكثر تمييزا من عملية توزيع الأراضي على الموالين. هذا المعطى يدل بوضوح على ان السدود موجهة أساسا لسقي الضيعات العصرية التي يمتلكها الملاكون الكبار اما معظم الفلاحين الصغار والمتوسطين فتظل أراضيهم رهينة بتقلبات التساقطات المطرية، كما انه كاف لتكذيب الخطاب الرسمي الذي يدعي ان هدف بناء السدود هو تجنب التقلبات المناخية وضمان سقي مستديم للمزروعات الفلاحية.

ثانيا، لم يحقق المغرب اكتفاء ذاتيا فيما يخص انتاج المواد الأساسية التي يستهلكها سكانه، لذلك يضطر لاستيرادها، خاصة الحبوب والسكر والزيت وقد كانت قيمة المواد المستوردة من المواد الغذائية والمشروبات و التبغ خلال سنة2017 هي 35615 مليون درهم(8) و هو ما يشكل 9.57%من مجموع الواردات خلال نفس السنة، بينما يصدر الخصروات والطماطم و الحوامض…الخ من الضيعات العصرية ذات السقي المنتظم الى دول اوربا الغربية على الخصوص. وهنا ينكشف من جديد ادعاء توفير الاستقلال الغذائي لسكان المغرب و يتضح ان هدف بناء هذه السدود هو السماح للملاكين العقاريين الكبار بسقي ضيعاتهم و تصدير منتوجاتهم نحو الأسواق الخارجية. هذا العمل فضلا عن كونه يهرب الثروة المائية الوطنية فإنه يسمح بمراكمة اقلية من الملاكين الكبار لأموال طائلة على حساب السيادة الغذائية للبلاد واستقلال قراراتها. لقد دعم صندوق النقد الدولي هذا التوجه، كما سنرى لاحقا، والمتمثل في جعل المغرب حديقة خلفية لتصدير المنتوجات الزراعية.

ثالثا، إذا نظرنا الى حجم المياه المستعملة للشرب فنجد انها لا تمثل سوى%12 ( بينما توجه  معظم المياه المعبأة أي حوالي 85%  لري الزراعة التصديرية على الخصوص، في حين تستفيد الصناعة  من 3% فقط)، و أن الساكنة لا تستعمل سوى 66 % من ماء السدود في شربها، وتستفيد بأشكال جد متباينة حسب المناطق.

وحسب أرقام التقرير الوطني للمغرب حول الماء، فإن نصيب الفرد المغربي من المياه سيتجه نحو الانخفاض. و بالفعل  لقد ” انخفض هذا النصيب من 2500 مترا مكعبا سنة 1960 إلى حوالي 720 متر مكعب حاليا”. ومع ذلك فهذا المعدل يخفي حقيقة مرة، لان توزيع حصة الفرد من الماء تعرف تفاوتات كبيرة حسب المناطق. فحصة الفرد من الماء بالمناطق الجنوبية لا تتجاوز 180 متر مكعب في السنة، إلا أنها تصل إلى حوالي 1850 متر مكعب بالنسبة للذين يعيشون بالقرب من الأحواض المائية في الشمال.

يعمق تبذير المياه وضعف التجهيزات و تلاشيها و توحل السدود التي تتقلص حقينتها باستمرار الوضعية المشار اليها أعلاه. لذلك انفجر غضب المواطنين بحثا عن الماء الشروب في عدة مناطق من المغرب فيما تسميه الصحافة المغربية بثورة العطش. إنه دليل آخر على عدم صدقية الادعاء القائل بأن بناء السدود يهدف الى توفير الماء لساكنة المغرب.

تستعمل الصناعة حوالي 3% من مياه السدود، غير ان مدن رئيسية كطنجة و الجديدة و البيضاء والقنيطرة وسلا والرباط فإنها تعتمد 100% على مياه السدود فيما يخص حاجياتها من الماء الصناعي والشروب كذلك.

أطاك المغرب” تنتقد التبعية الغذائية وتدعو الحكومة إلى حماية المنتجات  المحلية وتنظيم الفلاحين الصغار | aljiha24- جريدة إلكترونية

 لذلك نستنتج ان الدولة توجه استعمال الماء، كثروة مشتركة لتغطية حاجيات كبار الرأسماليين في الفلاحة والصناعة، على الخصوص، على حساب حاجيات الموطنين من الشرب و الري المعاشي.

الخلاصة الاولى

شكلت السدود بالنسبة للدولة أداة رئيسية في مغرب ما بعد الاستقلال لكسب و دعم كبار الملاكين للأراضي الفلاحية، فبعد الاستحواذ على الأرض من قبل كبار الضباط و المسؤولين الأمنيين و العسكريين فضلا عن كبار الاعيان، جاء الاستحواذ على الماء عبر بناء السدود، مما سمح بمنح امتيازات كبيرة لهذه النخب على حساب الشعب الكادح.

رغم الجفاف.. المغرب يحافظ على دينامية التصدير خلال الموسم الفلاحي الحالي –  Kech24: Morocco News – كِشـ24 : جريدة إلكترونية مغربية

  • بناء السدود و الاستقلال الغذائي

حصيلة بناء السدود نجدها في السطور التالية على الموقع الرسمي لوزارة الفلاحة و الصيد البحري، حيث نقرأ ما يلي:

” تم تكريس الفلاحة السقوية بالمغرب كمكون أساسي في الاقتصاد الوطني والجهوي باعتبارها رافعة لإنتاج الثروات وخلق فرص العمل. رغم استغلالها ل15% من المساحات المزروعة، فإن الفلاحة السقوية تساهم بحوالي 45% من معدل القيمة المضافة الفلاحية و75% من الصادرات الفلاحية. مساهمة تتجلى في فترات الجفاف حيث يتأثر الإنتاج بالمناطق البورية بحيث سجل خلال الموسم الفلاحي 1994-1995، الذي عرف بجفافه، مساهمة الزراعة السقوية ب 70% من القيمة المضافة…” (10)

يساهم القطاع السقوي بما معدله 99% من إنتاج السكر و82% من الخضروات و100% من الحوامض و75% من الأعلاف و75% من الحليب.

 ومع كل المعطيات الرسمية أعلاه، فاقتناء المعدات والتجهيزات والعديد من المدخلات الفلاحية من الخارج جعلتها( أي الفلاحة السقوية) ذات قيمة إضافية ضعيفة.

وبالمقابل ينفق المغرب ملايير الدولارات على استيراد المواد الغذائية، و قد كشفت إحدى التقارير الحديثة لمركز بحثي جنوب إفريقي أن المغرب أنفق ما يقارب 4،6 مليار دولار( حوالي41.4 مليار درهم مغربي) على الواردات الغذائية ما بين 2012 و2016، وأصبح يحتل المرتبة الرابعة على مستوى القارة الإفريقية بعد كل من مصر والجزائر وجنوب افريقيا.

وبالمقابل فإنه جاء ثالثا على لائحة الدول الافريقية الأكثر تصديرا بعد كل من جنوب افريقيا و كوت ديفوار.

كرست سياسة السدود دور المغرب كحديقة خلفية لاوربا، و تم القطع، منذ بداية السبعينات،  بين الإنتاج الفلاحي العصري من جهة وحاجيات الاستهلاك الداخلي ومتطلبات السوق الوطني من جهة اخرى. واصبح المغرب يستورد ما يستهلك و يصدر ما ينتج. و هكذا فقد كرست الدولة امكانياتها لإنتاج المواد الغذائية، ذات القيمة المضافة “العالية”، حسب التعبير الرسمي، مقابل تجاهلها، في برامجها، للزراعات الموجهة للسوق الداخلي و التي  يحتاجها المواطنون/ت في استهلاكهم اليومي كالحبوب و الزيوت وغير ذلك. ونتيجة لذلك ارتفعت صادرات كبار الرأسماليين في مجال الفلاحة نحو الخارج مما ساعد على زيادة مراكمتهم للثروة بسرقة ماء البلاد( ماء السدود الموجه لضيعتاهم)، و بالمقابل ازدادت واردات المغرب من المنتوجات الفلاحية و المواد الغذائية المصنعة. وتسمح أيضا عملية الاستيراد هاته باغتناء المستوردين على حساب حاجيات الساكنة.

لقد ساهمت سياسة السدود في عجز الميزان التجاري الفلاحي المغربي مما ساهم في تعميق ازمة المديونية و في فقدان المغرب لسيادته الغذائية و أصبحت سياسته الفلاحية موجهة اكثر فأكثر لخذمة أقلية من كبار الملاكين خاصة بعد السياسة الجديدة للدولة في المجال الفلاحي و التي بدأت سنة 2008 بوضع  ما سمته المخطط الأخضر في مجال الفلاحة .

هذه مستجدات تنزيل السجل الوطني على أزيد من مليون فلاح مغربي

رغم المصاريف الضخمة التي انفقت على السدود، فهذه الأخيرة لا تغطي سوى الجزء القليل من الأراضي الفلاحية، بينما تضل %85 من هذه الأراضي خاضعة لتقلبات التساقطات المطرية و لا تغطي سوى 66%من حاجيات الساكنة من الماء الشروب مع تباينات كبيرة بين المناطق تترواح ما بين 0% و100% .

خلال سنة 2017 ، مثلا، تمت زراعة 5.4 مليون هكتار بالحبوب و كل هذه الأراضي غير مسقية. لذلك تظل إحدى الحاجيات الأساسية للمغاربة خاضعة للتقلبات المطرية و لا تستفيد من النفقات العمومية في بناء السدود. و من المؤسف ان المغرب أنفق، خلال نفس السنة، على استيراد هذه المادة فقط ما يعادل 57.75% من صادرات الطماطم و الخضر(الطازجة و المعلبة) والحوامض مجتمعة ( يتم انتاج هذه المواد بالضيعات المسقية العصرية).

بالإضافة الى كون بناء السدود لا يخدم سوى مصلحة كبار الملاكين، بالأساس، فإن استراتيجية البناء هاته ليست بالناجحة، فتبخر المياه، خاصة في فصل الصيف، يؤدي إلى تناقص حجم حقينة السدود( تقدر الطاقة الاستيعابية للسدود الكبرى المئة و الاربعون ب 17.6 مليار متر مكعب)  ويزيد من هذا التناقص توحلها، ثم “موتها” مع مرور الوقت. و معلوم أن  إزالة الاوحال تتطلب مصاريف ضخمة قد تتجاوز بناء السد نفسه كما ان هذه الموارد المائية  تشهد  ضياع كميات هامة تقدر ب 3,1 مليار متر مكعب  سنويا في قطاعي السقي و الماء الشروب نظرا لضعف التجهيزات و تلاشيها، ولا تتجاوز فعالية شبكات التوزيع بهما، 55%  و70% على التوالي.  يمثل هذا الحجم الهام خسارة كبرى للاقتصاد المغربي، والتوجه الرسمي نفسه يعترف بهذا الضياع الهائل حيث تقر وزارة الفلاحة و الصيد البحري بضرورة تشجيع اقتصاد الماء و الحد من ضياعه عبر صيانة وتأهيل شبكات الري في المجالات السقوية.

اليوم، يجب ان ينصب الحديث على كيفية توزيع الماء بالمغرب وأن هذه السدود و طريقة تدبيرها لا تمثل حلا لعدد هام من المغاربة في مجال الشرب و لأغلبيتهم في مجال السقي انها لا تخدم،أساسا، سوى اقلية من الناهبين. لذلك تظل مسألة الإصلاح الزراعي ببعديها المجالي و المائي مطروحة على جدول الاعمال، اصلاح يراعي مصلحة السواد الأعظم بإعادة توزيع عادل للأرض و الماء.