لأول مرة منذ انسحابها قبل 17 عاماً، اتخذت إسرائيل قرارا باجتياح بري لغزة، بعد سياسة “الأرض المحروقة” التي اتبعها بالغارات المدمرة، تمهيداً لتخفيف الأضرار والخسائر المتوقعة من هذا الغزو.
قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اليوم الجمعة إن الذخائر وقدرات الدفاع الجوي وغيرها من العتاد والموارد تتدفق بسرعة إلى إسرائيل التي تتأهب قواتها لاجتياح محتمل لغزة، فيما أعلنت الولايات المتحدة عن دعمها اللامحدود للدولة العبرية في حربها ضد حركة حماس.
وأكد أوستن إن وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” مستعدة لإرسال مزيد من المساعدات العسكرية إلى أقرب حليف لواشنطن في الشرق الأوسط.
وقال للصحفيين في تل أبيب “المجموعة الهجومية جيرالد فورد موجودة الآن في المنطقة بقيادة أكبر حاملة طائرات في العالم. عززنا أسراب الطائرات الأميركية المقاتلة في الشرق الأوسط ونقف على أهبة الاستعداد التام لنشر أصول إضافية إذا لزم الأمر”.
وحذر أوستن في مؤتمر صحفي في تل أبيب مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت من أن هذا هو وقت “الحزم” وليس “الانتقام”.
وقارن أوستن حماس بتنظيم الدولة الإسلامية الذي ظهر في العراق وسوريا قبل عقد، في ترديد للمقارنة التي يعقدها القادة الإسرائيليون وهم يحشدون الدعم لهجومهم المقبل على غزة.
وتوفر حاملة الطائرات جيرالد فورد خيارات عسكرية متعددة للولايات المتحدة، فبالإضافة إلى كونها استعراض للقوة الصلبة أمام الأعداء وحتى الأصدقاء في منطقة الشرق الأوسط، فيمكن لها أن توفر الذخائر للجيش الإسرائيلي وحتى الطائرات الهجومية والمقاتلة من نوع إف 35 وإف16 وإف 15.
وفي حال تعرض القواعد العسكرية الجوية الإسرائيلية بقصف بالطائرات المسيرة أو الصواريخ، فيمكن لحاملة الطائرات أن تشكل ملاذا آمنا مؤقتا للطائرات الحربية الإسرائيلية.
وفي ظل حديث عن وجود نحو 20 إسرائيليا يحملون الجنسية الأميركية محتجزين لدى كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، فمن المتوقع أن تسعى واشنطن لمحاولة تنفيذ عملية عسكرية محدودة لتحريرهم.
ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة قد تشارك في قصف قطاع غزة، لمجرد الاستعراض العسكري وتجريب أسلحة جديدة وتدريب طياريها ومقاتليها الشباب على أجواء الحرب الحقيقية.
ووفق تقديرات خبراء، أن الاجتياح البري سيدمر قطاع غزة بلا مبرر، ويواجه صعوبات أبرزها: الكمائن والخنادق في غزة، والأعداد الكبيرة من الرهائن الإسرائيليين، والتحصينات التي شيدتها حماس بالقطاع، ومع ذلك يمكن تنفيذ عمليات توغل من قبل مجموعات خاصة للقيام بعمليات نوعية فقط.
وطمأن أوستن أوكرانيا أيضا قائلا إن واشنطن ستدعم إسرائيل في حربها على حماس في الوقت نفسه الذي تواصل فيه دعمها لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي.
وانتاب القلق المسؤولين الأوكرانيين من أن يؤثر ذهاب المساعدات العسكرية الأميركية إلى إسرائيل على ما يصل كييف من شحنات المعدات وعلى مخزونها من الأسلحة والذخائر.
وقال أوستن “ما زالت الولايات المتحدة أقوى دولة في العالم وما زلنا قادرين تماما على إظهار القوة والوفاء بالتزاماتنا وتوجيه الموارد إلى ساحات متعددة لذا سنقف إلى جانب إسرائيل بينما نقف إلى جانب أوكرانيا”.
وشنت إسرائيل أعنف قصف على الإطلاق بقطاع غزة بعد أن نفذت حماس هجوما مباغتا وغير مسبوق عبر الحدود على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
ومن المتوقع أن تكثف إسرائيل ردها الذي شمل بالفعل إسقاط آلاف القنابل على غزة فيما تستعد لهجوم بري محتمل على القطاع الساحلي الضيق والمكتظ بالسكان.
وقالت الولايات المتحدة وحلفاء غربيون آخرون إنهم سيدعمون إسرائيل في خوضها حربا يقول الزعماء الإسرائيليون إنها ستكون طويلة الأمد.
وأمرت إسرائيل، يوم الجمعة، سكان مدينة غزة بإخلائها والنزوح جنوبا، في إجراء رفضته حماس، وأكدت الأمم المتحدة أنه يطال 1.1 مليون شخص، تزامنا مع تزايد احتمالات الاجتياح البري للقطاع المحاصر منذ حوالي 15 عاما.
وبدأت قوات الاحتياط، التي تم استدعاؤها والبالغ عددها 350 ألف عنصر؛ 100 ألف منهم على الحدود الشمالية مع لبنان وسوريا والبقية في محيط غزة، تدريبات عملية على الاجتياح.
يتألف الجيش الإٍسرائيلي من 173 ألف جندي في الخدمة الفعلية، ونحو من 465 ألف جندي احتياط، ويبلغ تعداد المؤهلين للخدمة العسكرية نحو 1.7 مليون شخص.
– حشدت إسرائيل قوام جيشها وبينه 8000 من قوات الكوماندوز الخاصة، وقطع المدفعية وقاذفات الصواريخ إلى جانب 300 دبابة في مستوطنة سديروت الحدودية.
– يبلغ تعداد القوات البرية الإسرائيلية 140 ألف جندي يزاولون الخدمة حاليا، وتمتلك هذه القوات 1650 دبابة، بينها 500 من فئة الميركافا توصف بأنها من ضمن الدبابات الأكثر تحصينا في العالم.
– تمتلك إٍسرائيل 7500 مدرعة قتالية، ويبلغ قوام سلاح المدفعية نحو ألف آلية بينها 650 مدفعا ذاتي الحركة، إلى جانب 300 مدفع ميداني.
وفق إحصائية نشرتها صحيفة “ذا صن” البريطانية، استخدمت إسرائيل منظومة قاتلة من الصواريخ والقنابل ضمت أكثر من 600 طائرة حربية و300 قاذفة صواريخ لمهاجمة قطاع غزة المكتظ بالسكان، بينما أسقطت 2000 قطعة ذخيرة و1000 طن من القنابل على أكثر من 2400 هدف لحركة حماس في قطاع غزة وذلك حتى يوم الأربعاء الماضي.
وفق تقارير عسكرية تمتلك إسرائيل 595 طائرة حربية متعددة المهام، بينها 241 طائرة مقاتلة و23 طائرة هجومية، إلى جانب 128 مروحية عسكرية، وطائرات لتنفيذ المهام الخاصة وأخرى للشحن العسكري.
كما لديها، وفق موقع “غلوبال فاير” و”أرمي ريكوغنيش”، 11 نوعا من الصواريخ بعضها محلي وأخرى مستوردة من دول أخرى وتشمل صواريخ مجنحة وأخرى باليستية إضافة إلى المدفعية الصاروخية، وأبرزها: