أكد الموقع الإخباري الأمريكي “أكسيوس”، اليوم الجمعة، نقلا عن مصادر مطلعة أن إدارة الرئيس جو بايدن لن تتراجع عن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على الصحراء.
وكشف موقع أكسيوس أن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن ،أكد لوزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ، ناصر بوريطة ، خلال المكالمة الهاتفية التي جرت بينهما اليوم الجمعة ، أن إدارة بايدن لن تتراجع عن هذا الاعتراف المتضمن في الإعلان الذي وقعه الرئيس ترامب في دجنبر الماضي.
وأضاف الموقع أن بيانا لوزارة الخارجية الأميركية لم يشر إلى قضية الصحراء ضمن المواضيع التي تم التطرق لها، إلا أن مصدرين أكدا أن القضية نوقشت، وأن بلينكن قال إن إدارة بايدن لن تتراجع عن سياسة ترامب على الأقل في الوقت الراهن.
وأضاف أن كبار المسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية أجروا مناقشات متعددة حول هذه المسألة خلال الأسابيع الأخيرة.
وبحسب كاتب المقال، المطلع على السياسة الخارجية الأمريكية ، فإن القرار الذي أسفرت عنه عن هذه المناقشات هو أن الولايات المتحدة “لن تتراجع” عن الإعلان الذي يؤكد على مغربية الصحراء، مع العمل من أجل تعيين مبعوث أممي جديد إلى صحراء واستئناف العملية السياسية بهدف التوصل إلى تسوية نهائية على أساس المبادرة المغربية للحكم الذاتي
وفي المكالمة التي جرت اليوم الجمعة، رحب بلينكن بالخطوات المغربية لتحسين العلاقات مع إسرائيل وأشار إلى أن العلاقة المغربية الإسرائيلية ستجلب فوائد طويلة الأجل لكلا البلدين.
وقبل عشرة أيام، تحدث مستشار بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، مع وزير الخارجية المغربي وأعطى انطباعا بأنه لن يكون هناك أي تغيير في سياسة الولايات المتحدة بشأن الصحراء، وفق ما نقل الموقع عن مصدر مطلع على المكالمة.
كانت هناك جرأة أميركية ليس بعدها جرأة في السعي الى كسر الحلقة المغلقة التي تدور فيها قضيّة الصحراء المغربية منذ العام 1975، وهي قضيّة مفتعلة من أولها الى آخرها.
كان لا بدّ من خطوة اميركية مدروسة وشجاعة للانتهاء من قضيّة استمرت طويلا لسبب واحد يتمثل في الرغبة في استنزاف المغرب من قبل نظام عاجز. إنّه نظام جزائري عاجز عن الاعتراف بان العالم تغيّر وانّ عليه الاهتمام بشعبه بدل البقاء في اسر مفاهيم غير مفهومة. لا تعني سياسة الهروب الى خارج حدود الجزائر شيئا للجزائريين انفسهم. لا ينفع شعب الجزائر الحاق الاذى بالمغرب في شيء. في نهاية المطاف، ليست الجزائر، التي استخدمت “بوليساريو” واستثمرت فيها، سوى دولة من دول العالم الثالث مرّت بسلسلة من التجارب الفاشلة منذ استقلت في العام 1962. لعلّ اكبر دليل على ذلك ان الدولة الجزائرية، بكل مؤسساتها، لم تفعل، منذ الاستقلال، سوى التحريض على فرنسا التي لا يزال كلّ جزائري يطمح الى الهجرة اليها!
تَعتبر المملكة المغربية قضية الصحراء قضيتها الوطنية الأولى منذ أكثر من 45 عاماً، ومحدداً أساسياً لأجندتها الديبلوماسية وتحالفاتها الدولية.
الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء يشكل ضربة قاسية لأطروحة البوليساريو والجزائر وتتويجاً لسلسلة من المحطات التي عمل فيها المغرب بتدرج على تعزيز وجوده في إقليم الصحراء، كان آخرها تدخل الجيش الملكي في منطقة “الكركرات” العازلة، بعدما قطع عناصر من مليشيات البوليساريو المعبر الوحيد الذي يربط المغرب بموريتانيا وإفريقيا. تدخلٌ وصفه المغرب في حينه بـ”غير الهجومي”، راقبه ممثلون عن مينورسو (بعثة الأمم المتحدة في الصحراء المغربية). بعدها أعلنت جبهة البوليساريو انسحابها من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في العام 1991 تحت رعاية الأمم المتحدة. ومنذ ذلك الحين وهي تصدر بيانات شبه يومية حول هجمات عسكرية تقول إنها تستهدف الجدار الأمني المغربي الممتد على طول 2700 كيلومتر، هجمات من الصعب التأكد.
الموقف الأمريكي الجديد سرعان ما ترجم على أرض الواقع، إذ اعتمدت واشنطن خريطة رسمية جديدة للمغرب تضم إقليم الصحراء، قدمها رسمياً ديفيد فيشر السفير الأمريكي في الرباط الذي قال بالمناسبة: “يسعدني الليلة أن أقدم لكم الخريطة الرسمية الجديدة للمملكة المغربية التي ستعتمدها الحكومة الأمريكية”. ونقل الحساب الرسمي للسفارة على موقع فيسبوك عنه القول “هذه الخريطة هي تمثيل ملموس للإعلان الجريء للرئيس ترامب الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء المغربية”. وأضاف السفير “أسعى لتقديم هذه الخريطة كهدية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تقديراً لقيادته الجريئة ولدعمه المستمر والقيِم للصداقة العميقة بين بلدينا”.
الموقف الأمريكي أغضب البوليساريو والجزائر اللتان أكدتا أن ذلك لن يغير من طبيعة النزاع ولا من وضع الإقليم من وجهة نظر القانون الدولي.