نشيد امتداح لأرض الصبا والوطن الأكبر…

0
108

الكاتب والشاعر ، المكي أبو الشمائل 

أنس البلاد، مريحا، يريني 

غابات عمري دنى عاطرات،

وإن يلامس فؤادا كسيرا

فهو يشفى وما من أساة… بها ثرى 

كالمسك، تحسبه وهج تبر

طرى المنى

رغم الذي في المنى من سبات… 

يا مجدها، 

هي في القلب ذكرى

تزور في غربتي بثبات ! 

طفت المجاهيل في الأرض طرا

فلم أجد مثلها لمسات…

زرت الينابيع أنشد وردا

عسى بشرب أداوي مزاجي،

ما في سواها سكون وإلف،

ولا صدى

شعر روح تناجي،

ولا طعوم لعيش هنيئ،

فهم صدري دون علاج !!

في مهجري،

يوم يعتل جسمي،

أخاف موتا يداهمني كالشريد بين تخوم الملاجي،

 فأشتكي للإله اغترابي،

وإذ يجيب… يضاء سراجي…

أهديك، إن جار يوما عداة،

مني وفاء، ودون ملال،

من جذع عمري سواقي افتداء

وما بنفسي خوف النصال،

ولي إليك بشارات سعى

أهديكها مثل عقد لآلي،

مبرة ليس تفنى نضوبا

حتى يقر الأناسي نضالي…

أرض االصبا

والجدود الألى لي

لديك، مهد الهنا

أنت، أرض المعالي…

كل الشذا منك برد جراح

ينسي مساقاة كأس شقاء،

فهل أنا

أستحق بلادي

ومغربي

موطنا للعلاء،

وموطنا

للأماجد كانوا

شادوا المعالي وفق الرجاء ؟

من لي هنا

علني ذو اشتراك

في زرعه

موطنا

بالثراء،

والعمر يسري مكبل خطو

نحو الثرى

دون أى اصطفاء ؟

إن لم أكنه الفتى فعزائي

أن الحجا

راغب عن أناس !

أفضالها

ذات حفز ولكن

أيديهم

عرقلت ذا المراس،

سوى قلوب، ببلوى خطايا، 

زادت هياما بذات وكاس،

فكان إتراس قومي كصد

عن سعى نفس تصدت لباس،

عن بذل جهد ونصح لخير

يشفي الحزانى، فحق ابتئاسي…

 الرباط، يوم الأحد 6 نونبر 2022.

ترجى القراءة، مع الشكر، بشىء من التأني في انتظار إتمام تنقيح القصيدة وشكلها المحتم بسبب طبيعتها المعقدة.

وإن الفقرة المقتضبة أعلاه ربما هي متجاوزة الآن، بيد أنها ستبقى ملازمة للقصيدة كجزء من هذا العمل الأدبي، إذ أنها لا تحول، أخيرا، دون قراءة القصيدة التي بين أيدينا،  كما أنها تقتضي حيزا لها كجزء من الملحق النثري هذا. 

برغم ما عودت نفسي وقرائي عليه من داب كدأب العقاد ولامارتين على تذييل القصائد الشعرية بإضافة نص نثري به توضيح وبيان، فإني أكتفي هذه المرة بفكرة مقتضبة هنا كتذييل لأفيد شيئا هو تحصيل حاصل. 

بمعنى أن القصيدة التي بين أيدينا هي للتغني بامجاد الوطن، بمفهوميه المحلي والوطني، وللأفادة عن الحسرة حيال أخطاء بعض اهله في حقه. 

وإذ تأتي هذه القصيدة في زمن تخليد عيد المسيرة الخضراء المظفرة، فهي كتوأم لقصيدتي المنشورة سابقا، بنفس المناسبة، تحت عنوان : من وحى مسيرة فتح، أو هي أخت تلك القصيدة من الرضاع، وكلتاهما، طبعا، تعرضان بعض أصناف المعالي التي هي من مميزات المغرب، بلد الحضارة الإسلامية  الزاهية المتميزة فيه بنبوغ المغاربة في علوم القرآن والحديث والفقه والأصول والعقيدة واللغة والحفظ والأراجيز، وبلد الأمبراطورية الإسلامية التاريخية التي لا مثيل لها على وجه الأرض والسائدة إلى اليوم كسيادة دولة الخلافة الراشدة في زمانها خيرا وفضلا وعدلا وعزة ورفعة، الخ.