وزارة الداخلية التونسية تلغي بطولة الصداقة العربية الخاصة بأكاديميات كرة القدم بعد احتجاج المغرب على مشاركة البوليساريو

0
203

قررت وزارة الداخلية التونسية إلغاء بطولة الصداقة العربية الخاصة بأكاديميات كرة القدم التي كانت ستعرف مشاركة جبهة البوليساريو الانفصالية المهزومة إقليمياً ودولياً وجاء قرار إلغاء البطولة التي كانت مقررة اعتبارا من 20 إلى25 من شهر مارس/آذار الجاري، عقب تدخل مسؤولين في وزارة الداخلية التونسية.

وتم إلغاء الدوري الكروي عقب الجدل الذي تسبب فيه الإعلان عن وجود ممثلين عن جبهة البوليساريو للمشاركة في هذا الحدث.ويبدو أن تدخل السفير المغربي في تونس حسن طارق لدى السلطات التونسية أتى آكله عقب احتجاجه على استضافة وفد الجمهورية الوهمية بتونس، وهو ما استجابت له السلطات التونسية سريعا.

ولم تعلق السلطات التونسية حول موافقتها على مشاركة جبهة البوليساريو تحت اسم “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية” في حدث رياضي لكرة القدم على الأراضي التونسية.

باتت جبهة البوليساريو الانفصالية تعاني مزيدا من العزلة إقليميا ودوليا مع ردود أفعالها المتشنجة على خلفية قرار الحكومة الاسبانية دعم مقترح المملكة المغربية منح حكم ذاتي لإقليم الصحراء مقابل إنهاء النزاع الدبلوماسي بين الرباط ومدريد. 

وقد عبّرت جبهة بوليساريو في بيان عن “استغرابها” من رسالة الحكومة الاسبانية حول مبادرة الحكم الذاتي المغربية.

وقال بيان البوليساريو السبت “بكثير من الإستغراب، اطلعنا مساء اليوم (الجمعة) على محتوى البيانين الصادرين عن السلطات المغربية وحكومة القوة المديرة الاسبانية”.

وزعمت الجبهة الانفصالية أن “الموقف المعبر عنه من لدن الحكومة الإسبانية يتناقض مع الشرعية الدولية”.

وكانت الحكومة الإسبانية أعلنت الجمعة عن “مرحلة جديدة في العلاقة مع المغرب تقوم على الاحترام المتبادل واحترام الاتفاقات وغياب الإجراءات الأحادية والشفافية والتواصل الدائم”.

وجاء الإعلان بعد بيان للديوان الملكي المغربي أشار فيه إلى رسالة وصلت من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز اعتبر فيها أن مبادرة “الحكم الذاتي” المغربية المقترحة للإقليم المتنازع عليه “بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف”.

وأشادت الرباط “عاليا بالمواقف الإيجابية” و”الالتزامات البناءة” لاسبانيا إزاء مقترح المملكة منح حكم ذاتي لحل نزاع الصحراء المغربية، ما من شأنه تحسين العلاقات المتأزمة بين الجارين.

وحمّل بيان بوليساريو إسبانيا ومعها فرنسا باعتبارهما قوتين مستعمرتين سابقتين، مسؤولية “الدفاع عن حدود الصحراء”.

وحاولت الجبهة الانفصالية استمالة الأحزاب الاسبانية بدعوة القوى السياسية في مدريد إلى “الضغط على الحكومة الاسبانية” لتصحيح ما تصفه “بالخطا الفادح” فيما يبدو انه رد فعل يائس من النجاحات الدبلوماسية التي تحققها المغرب في الملف.

يذكر أن العلاقات المغربية التونسية تشهد نواعاً من التباعد، خاصة بعد خضوع تونس للضغوط الجزائرية وامتناعها عن التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي حول الصحراء المغربية الأخير.

وكان مجلس الأمن الدولي قرر الجمعة اعتماد قرار تقدمت به الولايات المتحدة ويتعلق بتمديد تفويض بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء حول الصحراء المغربية (مينورسو)، حيث وافق أغلب أعضاء المجلس (13 صوتاً)، وامتنعت كل من روسيا وتونس عن التصويت.  

وكتب عبد الوهاب الهاني، رئيس حزب المجد: «الانقلاب الرُّوسي في الدِّبلوماسيَّة التُّونسيَّة والامتناع عن التَّصويت على القرار 2602 (2021) «الَّذي جدَّد بموجبه مجلس الأمن تفويض بعثة الأمم المتَّحدة للاستفتاء حول الصَّحراء المغربيَّة (مينورسو)»، والاصطفاف الانعزالي مع روسيا الاتِّحاديَّة وريثة الاتِّحاد السُّوفياتي لأوَّل مرَّة في تاريخ الدِّبلوماسيَّة التُّونسيَّة العريق وخرق العقيدة الدِّبلوماسيَّة التُّونسيَّة القائمة على حلِّ النِّزاعات بالآليَّات السِّلميَّة والحياد الإيجابي، وتزامنه مع عُضويَّة تونس في مجلس الأمن الدُّولي وخرقها للإجماع العربي والإسلامي والإفريقي والدّولي ناقص روسيا، هو أخطر القرارات الَّتي اتَّخذتها سُلطات التَّدابير الاستثنائيَّة، وسيكون لها بالغ التَّأثير على سُمعة تونس وعلاقاتنا الخارجيَّة وتُعاوننا الدُّولي».

الجزائر تستدعي سفيرها في إسبانيا بسبب موقفها من قضية الصحراء.. هذا النصر : تأديب الكيان الوهمي

وأضاف، في تدوينة عل صفحته في موقع فيسبوك: «المندوب الدَّائم السَّفير طارق الأدب ومستشارو الرئيس مطالبون اليوم وغداً بتوضيح ملابسات هذا «الانقلاب الرُّوسي». ويبقى رئيس الجمهوريَّة هو المسؤول الأوَّل مُؤسَّسيّاً وسياسيّاً عن هذا «الانقلاب الرُّوسي» الَّذي تمَّ أثناء رئاسته للدَّولة وبإذنه أو موافقته أو مباركته أو صمته، وهو المسؤول الأَوَّل عنه أوَّلاً وأخيراً، أمام الدَّولة وأمام الشَّعب وأمام العالم وأمام التَّاريخ وأمام الله».

فيما هاجم الإعلام المغربي تونس، معتبراً أن قصر قرطاج «خضع» لقصر المرادية، وفق تعبير صحيفة هسبريس الأوسع انتشاراً في البلاد، مشيرة إلى أن تونس «تستبدل سياسة الحياد التقليدي في ملف الصحراء المغربية بنوع من التقارب السياسي مع الجزائر، وهي المرة الأولى في التاريخ السياسي التونسي خلال العقود الماضية، الأمر الذي رده البعض إلى المباحثات الأمنية والاقتصادية التي جمعت بين الطرفين في الأشهر الأخيرة».

وردا على الجدل المثار حول الموقف التونسي، قال وليد الحجام، مستشار الرئيس قيس سعيد، إنّ تونس «تتمسك بعلاقاتها الأخوية والتاريخية المتميزة مع كلّ الدول المغاربية، كما تتمسك بمبدأ الحياد الإيجابي في تعاطيها مع ملف الصحراء المغربية، وهي تعتبر الفضاء المغاربي مكسباً هاماً وخياراً استراتيجياً لا غنى عنه، وتحرص على تدعيمه بالتعاون مع كل الأشقاء في المنطقة، وذلك إيماناً منها بوحدة المصير، وبضرورة العمل المشترك لتحقيق تطلّعات الشعوب».

وأضاف لوكالة الأنباء المحلية: «تونس تحرص على تغليب لغة الحوار للتوصل إلى حل سياسي مقبول لملف الصحراء الغربية، يُعزّز الاستقرار في المنطقة، ويفتح آفاقاً واعدة لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في اتحاد المغرب العربي ويدعم قدرتها على رفع التحديات الأمنية والاقتصادية والتنموية المشتركة».

وتابع بقوله: «وانطلاقاً من التزامها بالشرعية الدولية وبدور الأمم المتّحدة في صون السلم والأمن الدوليين، تؤكّد دعمها الكامل للجهود الدؤوبة للأمين العام للأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي لقضية الصحراء المغربية وللدور الهام الذي تضطلع به بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء المغربية، كما ترحب بتعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء المغربية، ستيفان ديميستورا، وتعتبره خطوة مهمة نحو دفع مسار التسوية السياسية وخلق زخم إيجابي لمواصلة جهود الحل السلمي وتدعم جهوده».

 

 

 

 

 

 

البوليساريو تحمل اسبانيا مسؤولية تداعيات اعتراف مدريد بالحكم الذاتي وتضع خطة لغزو إسبانيا بوتين من الشمال والجزائر من الجنوب