وزير الثقافة يسلم الأشعري جائزة «الأركانة» للشعر.. من يقف وراء إقصاء وتهميش مجلة “ميمونة” اليهودية من دعم وزارة الثقافة ؟؟

0
117

دعا الكاتب والصحافي والإعلامي ، جمال السوسي، إلى ضرورة الابتعاد عن الخلفية السياسية في التعاطي مع موضوع التراث اليهودي المغربي. مؤكدا أن دعم مجلة تعني بالثقافة اليهودية المغربية كمجلة “ميمونة”  يعد أمرا بديهيا ينسجم مع قيم التسامح بين الأديان والحضارات والدفاع عن حقوق الأقليات.  ولا يختلف اثنان على أن اليهود المغاربة كانوا ولا يزالون من أهم مكونات المجتمع المغربي، ولا شك أن البلاد تزخر بثقافة عبرية تسعى البلاد على حمايتها، سواء دستوريا أو عمليا وحتى علميا. 

الرباط – تسلم الشاعر والكاتب والوزير الأسبق للثقافة محمد الأشعري مساء الجمعة في الرباط جائزة (أركانة العالمية) في دورتها الخامسة عشرة للعام 2020 بعدما حالت جائحة فيروس كورونا بينه وهذا التتويج لفترة طويلة.

وغصت قاعة المكتبة الوطنية بالرباط بشعراء وسياسيين وكتاب ومهتمين بالشأن الثقافي، كما حضر وزير الشباب والثقافة محمد المهدي بن سعيد، الذي سلم الأشعري مجسم الجائزة الذي يأتي على شكل شجرة الأركان النادرة التي تنمو في جنوب المغرب.

وعبر الأشعري في هذه المناسبة عن امتنانه العميق “لهذه الشجرة، شجرة الرواية التي أثمرت قصائد هذه الأرض، قصائد النساء في المدن والقرى خلف أسوارهن الفعلية أو الرمزية، قصائد الجوالين والرحل، قصائد اللغات العكرة والصفاء الذهني، قصائد الأمازيغية والملحون والأندلس، قصائد العتاقة والحداثة، لكل هؤلاء الذين غذوا هذه الشجرة، أقدم هذه اللحظة الجميلة”.

وقال مراد القادري، رئيس بيت الشعر في المغرب لرويترز “اليوم في المكتبة الوطنية استعاد بيت الشعر في المغرب وشركاؤه، صندوق الإيداع والتدبير ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، استعادوا الحياة الثقافة، وهذا مصدر فرح وسرور وكافة المعنيين بالحقل الثقافي في المغرب ان يكون الشعر هو بوابة هذه الاستعادة بعد سنتين من الوباء وانقطاع الممارسة الثقافية والحياة الفنية”.

وأضاف أن الجميع في بيت الشعر “سعداء أن يكون الشاعر محمد الأشعري متوج بهذه الجائزة، وهو الذي واظب خلال أربعة عقود على الوفاء للكلمة في لحظات انتصارها لكل ما هو جميل، ولكل ما هو إنساني، وفي لحظات وقوفها إلى جانب الحلم وإلى جانب الدهشة وإلى جانب الخيال”.

واعتبر القادري أن جائزة أركانة “كانت دائما حريصة في اختياراتها وفي انتقائها للشعراء الذين يضيفون الجديد للسجل الشعري الإنساني، ليس فقط السجل المغربي أو العربي، كل هؤلاء الذين منحونا حيوات جديدة من خلال الشعر ومن خلال اللغة والشاعر الأشعري أحد هؤلاء”.

وذهبت الجائزة في الدورات السابقة إلى أسماء بارزة في مجال الشعر أمثال الفلسطيني محمود درويش والعراقي سعدي يوسف والمغربي الطاهر بن جلون والفرنسي إيف بونفوا واللبناني وديع سعادة.

والأشعري ولد في العام 1951 بمدينة زرهون في شمال المغرب ودرس الحقوق قبل أن يشتغل بالصحافة حيث رأس تحرير عدد من الصحف والملاحق الثقافية والمجلات كما انخرط في العمل السياسي.

تولى رئاسة اتحاد كتاب المغرب العام 1989 ثم عين لاحقا وزيرا للثقافة في أكثر من حكومة وصدر له نحو 11 ديوانا شعريا إضافة إلى عدد من الأعمال الأدبية.

من أبرز دواوينه الشعرية (صهيل الخيل الجريحة) و(عينان بسعة الحلم) و(سيرة المطر) و(حكايات صخرية) و(قصائد نائية) و(جمرة قرب عش الكلمات).

وفي العام 2011 فاز بالجائزة العالمية للرواية العربية من الإمارات عن رواية (القوس والفراشة) مناصفة مع السعودية رجاء عالم. 

جهود مجلة “ميمونة” اليهودية المغربية للمحافظه على التراث اليهودي ونشر ثقافة التسامح والتعايش

نص دستور 2011 على أهمية الرافد العبري في الثقافة المغربية، معتبرا أنه جزء لا يتجزأ منها ويغني مكونات الهوية الوطنية، مُشددا في ديباجته أن “المغرب دولة إسلامية ذات سيادة كاملة، متشبثة بوحدتها الوطنية والترابية، وبصيانة تلاحم مقومات هويتها الوطنية، الموحدة بانصهار كل مكوناتها، العربية – الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الأفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية”.

https://mimona.org/musulmans-et-juifs-au-cours-de-lhistoire-les-juifs-du-maroc/

 

ويؤكد المحللون الدستوريون بالبلاد بأن استحضار الرافد العبري هو وليد دستور 2011 ، إذ لأول مرة ذكر أحد دساتير البلاد اليهودية كأحد مكونات الوطن، إلا أن هذا لا يعني أن الاعتراف بهم كان متواجدا منذ عصور. 

يقول السوسي، مدير نشر مجلة “ميمونة” اليهودية المغربية، إن دستور 2011 شكل استثناء، مؤكداً أنه أول وثيقة دستورية استحضرت المكون اليهودي كجزء لا يتجزأ من مكونات المملكة. 

عام 2013 أصدر صاحب الجلالة الملك المفدى محمد السادس حفظهى الله أمرا ساميا بترميم كل المعابد اليهودية بمختلف ربوع البلاد، وهي خطوة لاقت استحسان اليهود، سواء القاطنين بالمغرب وحتى أولئك الذين هاجروا لكنهم دأبوا على زيارة موطن الأجداد كلما تيسر ذلك. 

الملك المفدى محمد السادس حفظه الله شدد في أوامره أنه “لا يجب ألا يقتصر دور هذه الكنس فقط على العبادة، إنما أن تكون أيضا فضاءً للحوار الثقافي وإحياء القيم الحضارية للمغرب”.

وانطلقت ورش كبرى لترميم مختلف المعابد اليهودية، ورغم ذلك وعلى مر السنوات كانت تصدر أوامر ملكية بترميم أحياء الملاح التي تعد جزءا من تاريخ اليهود بالمغرب، وتشهد على ذكريات التعايش بين المسلمين واليهود. 

وأكد الصحافي والإعلامي السوسي”أن عملية ترميم المتاحف اليهودية انطلقت منذ عام 1997، وتم منذ ذلك الحين ترميم أكثر من 9 معابد يهودية، تزخر بالثقافة اليهودية وتضم تراثا وجب الحفاظ عليه لكونه جزءا أساسيا من تاريخ البلاد. 




وقال سامي كاسبي، رئيبس جمعية ميمون للثرات اليهودي المغربي بالعامية الهولندية أمستردام : “سيدنا الملك محمد السادس هو الذي أعطى أوامره للاهتمام بكل ما يهم اليهود من معابد ومزارات، هناك العشرات في الجنوب والشمال وهي التي تربط اليهود المغاربة بمختلف بقاع العالم بأرض أجدادهم”.

وتابع قائلا: “هنالك من اليهود المغاربية الذين يسافرون لـ30 أو 40 سنة لكنهم دائما يعودون إلى هنا لزيارة أرضهم والتعرف على تاريخهم”.  

لا يقتصر الحفاظ على الثقافة اليهودية بالمملكة المغربية الشريفة على المعابد بل يتعداه لإنشاء المتاحف والمعارض اليهودية، وهي أيضا تتم برعاية ملكية. 

آخر المبادرات الملكية التي لاقت استحسانا كبيرا من قبل الطائفة اليهودية بالمغرب كانت زيارة عاهل البلاد في يناير/كانون الثاني من العام المنصرم لمؤسسة “بيت الذاكرة” وهي مساحة روحية وتراثية للحفاظ على الذاكرة اليهودية المغربية وتعزيزها في الصويرة.

للإشارة فكرة ومشروع “بيت الذاكرة ” اول من تقدم بالشروع “جمعية بركة الملاح” و”جمعية ميمون” اليهوديتين لوزارة الثقافة سنة 2016 م ضمن المشاريع التي تدعمها الوزارة ، وكالعادة جميع مشاريع وأفكار الجمعيتين تتبنىها جهات نافذة في البلاد، المهم انزال المشورع على أرض الواقع وتحقيق المشروع، وليس فكرة مَنْ؟!.

المبادرة لاقت استحسانا كبيرا، وأشاد بها المستشار الملكي اليهودي، أندري أزولاي، قائلا “إنها دليل أن المغرب يتذكر تاريخه”، كما أطلق الملك ورشا لتشييد عدد من المتاحف اليهودية في مدن مغربية عدة، منها في المدينة العتيقة بفاس. 

للإشارة فإن المغرب يضم عدد كبير من اليهود الذي فضلوا الاستقرار في المملكة، ورفضوا الهجرة نحو إسرائيل أو أوروبا أو كندا أو الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن عددهم غير محدد بشكل رسمي، فيما تشير أرقام فدرالية اليهود المغاربة في واشنطن إلى وجود أزيد من مليون يهودي مغربي في إسرائيل.