54% بالمئة من الأسر تعاني من تدهور مستوى المعيشة ..كورونا ضاعف معدل الفقر سبع مرات!؟

0
338

عادت الزيادات الصاروخية في أثمان المواد الاستهلاكية مع بداية شهر رمضان المبارك لتفرغ جيوب المغاربة، عندما اصطدموا بارتفاع أسعار البيض واللحوم الحمراء ولحوم الدواجن وحتى الخضار والزيت. زيادات زكته “المندوبية السامية للتخطيط” في تقرير حديث حول تطور أثمان الاستهلاك خلال النصف الأول من سنة 2021.

الرباط – كشف مسح أجرته المندوبية السامية للتخطيط بالمغرب، أن 54.4 بالمئة من الأسر تقول إنها تعاني من تدهور المعيشة خلال 12 شهرا السابقة، فيما استنزفت %39,3 من مدخراتها أو لجأت إلى الاقتراض خلال ال12 شهرا الماضية.

وقالت المندوبية (رسمية)، في بيان أصدرته الأربعاء، أن  تصور الأسر لتطور وضعيتها المالية خلال 12 شهرا المقبلة، فتتوقع 35,1% منها تحسنها مقابل 13,8% التي تنتظر تدهورها و 51,1 % التي تتوقع استقرارها، وهكذا استقر رصيد هذا المؤشر في 21,3 نقطة مقابل 0,6 نقطة خلال الفصل السابق و8,5  نقطة خلال نفس الفصل من السنة الماضية.

وأوضحت أنه خلال الفصل الأول من سنة 2021، صرحت %74,9 من الأسر بأن أسعار المواد الغذائية قد عرفت ارتفاعا خلال 12 شهرا الأخيرة، في حين رأت 0,8% فقط عكس ذلك.

أما بخصوص تطور أسعار المواد الغذائية خلال 12 شهرا المقبلة، فتتوقع %64,0 من الأسر استمرارها في الارتفاع في حين لا يتجاوز معدل الأسر التي تنتظر انخفاضها 3,9%.

واعتبرت 73,2% من الأسر، خلال الفصل الأول من سنة 2021، أن الظروف غير ملائمة للقيام بشراء سلع مستديمة، في حين رأت %11,7 عكس ذلك، وهكذا استقر رصيد هذا المؤشر في مستواه السلبي مسجلا ناقص 61,5 نقطة مقابل ناقص 61,2 نقطة خلال الفصل السابق وناقص  32,6 نقطة خلال نفس الفصل من سنة 2020.

وأبرزت المندوبية أنه خلال الفصل الأول من سنة 2021، توقعت %76,1 من الأسر مقابل %13,9 ارتفاعا في مستوى البطالة خلال 12 شهرا المقبلة، وهكذا استقر رصيد هذا المؤشر في مستوى سلبي بلغ ناقص  62,2نقطة، مقابل ناقص78,3 نقطة خلال الفصل السابق وناقص 70,8 نقطة خلال نفس الفصل من السنة الماضية.

وكشفت المندوبية العجز الكبير للأسر المغربية على الادخار، حيث صرحت 19,6% من الأسر المغربية على قدرتها على الادخار، مقابل 80,4% عاجزة عن الادخار.

وتهم مكونات مؤشر الثقة آراء الأسر حول تطور مستوى المعيشة والبطالة وفرص اقتناء السلع المستدامة وكذا تطور وضعيتهم المالية. 

وقالت هيئة الإحصاءات الرسمية إنه “في سياق الأزمة الصحية، تضاعف معدل الفقر 7 مرات على الصعيد الوطني، حيث انتقل من %1.7 قبل هذه الأزمة إلى %11.7 خلال الحجر الصحي”، الذي استمر ثلاثة أشهر العام الماضي فقط واختفى.

علاوة على ذلك تضاعف معدل الهشاشة “بأكثر من مرتين حيث انتقل من %7.3 قبل الحجر الصحي إلى %16.7 أثناء الحجر”، خصوصا في الأرياف.

وفي المقابل خففت المساعدات الحكومية التي استفادت منها نحو 5 ملايين أسرة خلال ثلاثة أشهر “من انتشار الفقر بـ9 نقاط مئوية، والهشاشة بمقدار 8 نقاط والفوارق الاجتماعية بمقدار 6 نقاط”.

دراسة رسمية.. إرتفاع نسبة الفقراء بالمغرب بسبب كورونا - جهة 12

الأسعار الصاروخية في أثمان المواد الاستهلاكية

وجهة نظر تتقاسمه مع المواطن صحيفة “المساء” التي كتبت، افتتاحية قالت فيها إن الأسعار الحارقة التي سكنت أسواق الخضار والفواكه والدجاج، والتي طالت أيضاً عدداً من المواد الأخرى، لم تنجح في لفت انتباه الحكومة ولا أحزاب الأغلبية المشكّلة لها، بعد أن صرفت هذه الأخيرة كل اهتمامها نحو “القاسم الانتخابي”.  وأضافت أن “الغلاء لم تعد موجة أو سحابة صيف عابرة كما نظن، أو كما تدعي الحكومة التي تجتهد كثيراً في صناعة التبريرات لإلصاق التهمة إما بالمضاربة أو بالتساقطات أو بالجفاف أو بالسوق العالمية وتقلباتها”. وأوضحت أن “الغلاء أصبح قاعدة ثابتة ومهيمنة على السوق، في ظل الجمود الذي أصاب الأجور، بالموازاة مع الزيادات التي زحفت شيئاً فشيئاً على العديد من السلع والمواد والخدمات، حتى أصبحنا الآن أمام وضع غير متكافئ تحاول الحكومة الالتفاف عليه عوض المبادرة إلى معالجته، بعد أن تأكد أن السلم المتحرك للأجور كان مجرد حلم عزيز المنال”.

واستطردت قائلة: “كما فعل سعد الدين العثماني ذات يوم، حين زار السد وتباهى بشرب كؤوس كثيرة من الماء ليطمئن المغاربة إلى جودته بعد فضيحة “الواد الحار” (في إشارة إلى قضية تلوث البيئة والماء) كنا نتمنى أن يبادر رئيس الحكومة إلى زيارة سوق شعبي من أجل معاينة الصعوبة البالغة التي يجدها المواطن المغربي في الموازنة بين ملء القفة وإفراغ جيبه في معادلة غير متكافئة بالمرة، خاصة بعد هذه الجائحة التي زادت في إفقار الفقير وإغناء الغني، والعهدة على التقارير الرسمية التي توقعت أن ينخرط أزيد من مليون مغربي في نادي الفقر من أوسع أبوابه”.

ولاحظت الصحيفة نفسها أن “هذه المعادلة تكشف أن معدلات الفقر بالمغرب مثل البورصة تتحرك يومياً بتحرك الأسعار دوماً نحو الأعلى؛ كما أن هذه المعادلة تكشف وجود عملية انزياح مستمر بين الطبقة الفقيرة والمعدمة وما كان يسمى سابقاً بالطبقة المتوسطة بعد أن توحد الجميع في الشكوى من سوط الغلاء”.

أما بخصوص تطور أسعار المواد الغذائية خلال 12 شهرا المقبلة، فتتوقع 87,6% من الأسر استمرارها في الارتفاع في حين لا يتجاوز معدل الأسر التي تنتظر انخفاضها 0,1%. وهكذا استقر رصيد هذه الآراء في مستوى سلبي بلغ ناقص 87,5 نقطة، عوض ناقص 86,6 نقطة المسجلة خلال الفصل السابق وناقص 82,9 نقطة المسجلة خلال نفس الفصل من السنة الماضية.

ومن أجل العودة إلى حياة طبيعية واستئناف النشاط الاقتصادي، تراهن المملكة على حملة وطنية للتطعيم منذ نهاية يناير، حيث استفاد من الحملة حتى الآن أكثر من 4.2 مليون شخص بينهم أكثر من 3.8 مليون تلقوا الجرعة الثانية من لقاحي أسترازينيكا البريطاني أو سينوفارم الصيني، بيد أن وسائل إعلام محلية نبهت في الآونة إلى الأخيرة إلى احتمال تباطؤ وتيرة الحملة بسبب مخاوف من تأخر استلام جرعات اللقاحين.