البوليساريو تشعر بعزلة غير مسبوقة مع تفكك أحزمة الدعم الخارجية.. نجاح دبلوماسي جديد دعم أوروبي واسع للحكم الذاتي في الصحراء وهولندا وإيطاليا ومصر وتركيا تحسم مواقفها لصالح المغرب

0
350

تشعر جبهة البوليساريو بعزلة غير مسبوقة مع تفكك أحزمة الدعم الخارجي، بعد احتمال كبير لحدوث تحول جذري في موقف الاتحاد الأوروبي نفسه، بدأت تتضح معالمه منذ أن انضمت ألمانيا وقبرص وإيطاليا وهولندا لدعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية.

أعلن وزير الخارجية ناصر بوريطة، خلال ندوة صحفية تلت اختتام اجتماع التحالف الدولي ضد داعش في مراكش، بتبلور دينامية أوروبية لحل ملف الصحراء بناء على المبادرة المغربية، ما يعني بوجود احتمال كبير لحدوث تحول جذري في موقف الاتحاد الأوروبي نفسه، وهو الأمر الذي بدأت تتضح معالمه منذ أن انضمت ألمانيا وقبرص وإيطاليا.

وكانت ألمانيا تتزعم محور “الجمود” الذي يُفضل الإبقاء على دعم المسار الأممي دون الحكم الذاتي، إلى صف فرنسا التي حسمت قرارها مبكرا بخصوص هذا الأمر، ثم جاء الإعلان الإسباني في مارس المنصرم ليؤكد أن أوروبا أضحت أكثر اقناعا بأن الحل المغربي هو الأكثر واقعية.

الجديد الذي حملته قمة مراكش، والمتمثل في إعلان هولندا، عبر وزير خارجيتها فوبكي هويكسترا، الوقوف إلى جانب هذا المقترح باعتباره “مساهمة جادة وذات مصداقية في العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة”.

وإلى جانب هولندا ومعها رومانيا، استطاعت الرباط جلب بلد عضو آخر في الاتحاد الأوروبي إلى صف طرح الحكم الذاتي، ويتعلق الأمر بقبرص البلد الذي يعاني إلى اليوم من الانقسام المفروض بحكم الأمر الواقع بين قبرص الجنوبية ذات الأغلبية اليونانية وقبرص الشمالية ذات الأغلبية التركية، لذلك فإن موقف وزير خارجية نيقوسيا، يوانيس كاسوليدس، كان واضحا في إعلان دعم الحكم الذاتي والتأكيد على أن بلاده تساند “مبدأ احترام الوحدة الترابية للدول ولقرارات مجلس الأمن الدولي، ورفضها التام لكل المحاولات الانفصالية التي يواجهها المغرب وقبرص”.

وتنضم هولندا إلى صفوف عدد متزايد من الدول الغربية والعربية والإفريقية في التعبير عن دعمها للاقتراح الذي قدمه المغرب في 2007 بخصوص الحكم الذاتي كمخرج لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود.

ومن جهتها ابتعدت مصر كثيرا عن “المنطقة الرمادية” التي اعتادت التموقع فيها بخصوص ملف الصحراء واختارت الانضمام إلى مواقف الدول العربية الأكثر تأثيرا الداعمة لمغربية الصحراء، على غرار السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين وسلطنة عمان والأردن. 

وينعقد اجتماع التحالف الدولي بمشاركة 76 دولة، بينها تركيا، كما يشارك أيضا ممثلو عدة منظمات دولية، أبرزها الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والمنظمة الدولية للشرطة القضائية “الإنتربول” وحلف الشمال الأطلسي “الناتو” ومجموعة دول الساحل والصحراء. 

وتأسس التحالف في العام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر في أوج تمدده على أكثر من 110 آلاف كلم مربع بين العراق وسوريا. ويضم 84 عضوا بين دول ومنظمات دولية، منها حلف شمال الأطلسي والشرطة الدولية (إنتربول). 

ويحشد المغرب الدعم لخطة الحكم الذاتي من الدول الغربية، منذ اعتراف الولايات المتحدة بسيادة الرباط على صحرائه في 2020.

ومع النجاحات الدبلوماسية التي حققتها الرباط فيما يتعلق بالصحراء المغربية قررت الجزائر في اغسطس/اب الماضي قطع علاقتها مع جارتها الغربية بذريعة تعرضها لتهديدات وهو امر نفته الرباط جملة وتفصيلا.

أعلنت مدريد ي 18 مارس/اذار دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء، معتبرة إياها حاليا “الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لحل النزاع”. واستنكرت الجزائر “تحوّل” موقف مدريد واستدعت في اليوم التالي سفيرها في إسبانيا.

وامام تلك التطورات أشهرت الجزائر ورقة الغاز في وجه اسبانيا ويبدو ان هولندا ستواجه بدورها الغضب الجزائري.

 

 

 

وزير خارجية إسبانيا يجدد موقف بلاده دعم مبادرة الحكم الذاتي بوصفها الحل الوحيد والممكن لقضية الصحراء