في سابقة لتعزيز الحظوظ..المغرب ينضم لإسبانيا والبرتغال في ملف مشترك لتنظيم مونديال 2030

0
604

صاحب الجلالة الملك المفدى  محمد السادس يؤكد أن هذا الترشح يمثّل شاهدا على تضافر جهود العبقرية والإبداع وتكامل الخبرات والإمكانات.

أعلن صاحب الجلالة الملك المفدى محمد السادس حفظه الله اليوم الثلاثاء ترشح المغرب بملف مشترك مع إسبانيا والبرتغال لتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2030، وفق رسالة وجهها إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، فيما تحتدم المنافسة على احتضان النهائيات التي تصادف الذكرى المئوية لانطلاق البطولة.

وقال جلالة الملك المفدى حفظه الله في رسالته إن بلاده “قررت الترشح المشترك مع إسبانيا والبرتغال لتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2030″، مضيفا “سيحمل هذا الترشيح المشترك الذي يعد سابقة في تاريخ كرة القدم عنوان الربط بين أفريقيا وأوروبا وبين شمال البحر الأبيض المتوسط وجنوبه وبين القارة الأفريقية والعالم العربي والفضاء الأورومتوسطي”.

وتابع أن “هذا الترشح سيجسد أسمى معاني الالتئام حول أفضل ما لدى هذا الجانب أو ذاك وينتصب شاهدا على تضافر جهود العبقرية والإبداع وتكامل الخبرات والإمكانات”.

وأضاف في رسالته حفظه الله أن “المملكة المغربية أثبتت في مناسبات عديدة وبالعمل الملموس أنها تضع إمكانياتها وبنياتها التحتية وتجربتها، لاسيما في مجال الكرة القدم، رهن إشارة جميع البلدان الأفريقية الشقيقة الراغبة بدورها في جعل الشباب دعامة للأمل والنمو”، مؤكدا أن “طموحه من أجل بلده لا يضاهيه في جوهره سوى طموحه من أجل القارة الأفريقية”.

وأعلنت الرباط عن تقديم الملف المشترك أثناء تكريم الملك محمد السادس وحصوله على جائزة الإنجاز المميز لعام 2022 والمقدمة من قبل باتريس موتسيبي رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) اليوم الثلاثاء في رواندا، فيما أناب الملك محمد السادس الوزير شكيب بنموسى وزير التربية الوطنية والتعليم والرياضة لتسلم الجائزة.

وأعلن بنموسى في الكلمة التي ألقاها نيابة عن الملك محمد السادس عقب تسلم الجائزة نية بلاده تقديم العرض قائلا “هذا العرض المشترك سيحمل عنوانا للربط بين أفريقيا وأوروبا ودول البحر المتوسط”.

وقال صاحب الجلالة  “ما زلت متشبثا بالقناعة التي عبرت عنها في خطابي بمناسبة القمة التاسعة والعشرين لقادة دول وحكومات الاتحاد الأفريقي في سنة 2017، الذي أكدت فيه أن مستقبل أفريقيا يبقى رهينا بشبابها وأن انتهاج سياسة إرادية موجهة نحو الشباب من شأنه تركيز الطاقات على التنمية”.

وتابع جلالته “بقدر ما شرفت كرة القدم المغربية القارة الأفريقية خلال كأس العالم الأخيرة بقطر، فإنها قد أعلت من شأن القيم الإنسانية المتمثلة في روح المثابرة ونكران الذات والدفع بالقدرات الذاتية إلى أقصى الحدود. وهي القيم التي حرصنا على ترسيخها من خلال ضم الرياضة إلى التربية، سعيا منا إلى توسيع قاعدة ممارسة كرة القدم بشكل خاص وتحرير الطاقات ومواكبة ما يتم اكتشافه من مواهب بما يناسب من تكوين وتأهيل”.

وأكد جلالته حرصه “على جعل كرة القدم في المملكة المغربية ركيزة للنجاح ورافعة للتنمية البشرية المستدامة”، لافتا إلى أنها “لئن كانت لعبة تستأثر بقلوب الملايين وموهبة تعكس طاقة إبداعية خلاقة، فهي تقوم أيضا على أساس رؤية مستقبلية والتزام طويل النفس وحكامة قوامها النجاعة والشفافية واستثمار في البنيات التحتية وفي الرأسمال البشري”.

وأضاف جلالته “إن هذه الجائزة التي تمنح لي اليوم هي، أولا وقبل كل شيء، تكريم لعبقرية إفريقيا وشبابها المتألق، فهي تمثل بالنسبة لي اعترافا بالاختيارات التي انتهجتها من أجل توفير الظروف الكفيلة بإبراز هذه العبقرية والنهوض بها وذلك لأن كرة القدم ليست رياضة فحسب، بل هي ثمرة بناء وعمل متواصلين”.

ويأتي القرار الترشح بملف مشترك مع اسبانيا والبرتغال، بينما يعيش المغرب نقلة نوعية على جميع المستويات وتطورا متسارعا في بنيته التحتية في ظل استقرار سياسي وأمني، ما يجعله مؤهلا لاحتضان أكبر التظاهرات الرياضية العالمية.

وترشح المغرب خمس مرات سابقا لاستضافة المونديال، لكن محاولاته باءت بالفشل أعوام 1994 و1998 و2006 و2010 و2026، أبرزها في 1998 عندما نال 7 أصوات مقابل 12 لفرنسا و2010 عندما نال 10 أصوات مقابل 14 لجنوب أفريقيا.

 وكان منتخب قد المغرب حقق نتيجة رائعة في مونديال قطر 2022، عندما أصبح أول منتخب أفريقي وعربي يبلغ نصف النهائي بتفوقه على منتخبات من طراز إسبانيا والبرتغال قبل السقوط في نصف النهائي أمام فرنسا.

وكانت إسبانيا والبرتغال قد أعلنتا في 2021 نية الترشح لاستضافة المونديال، قبل ضم أوكرانيا إلى الملف المشترك في أكتوبر/تشرين الأول 2022 ومن المتوقع أن يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن هوية المضيف عام 2024.

ومنذ انطلاقها في 1930، أقيمت نسخة واحدة من كأس العالم في دولتين، عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، علما أن الولايات المتحدة والمكسيك وكندا تستضيف النسخة المقبلة عام 2026 وهي المرة الأولى التي يتنافس فيها 48 منتخبا مقابل 32 سابقا.