أثار مسلسل “كاينة ظروف” الذي تعرضه القناة المغربية الأولى خلال شهر رمضان 2023 غضباً واسعاً بعدما اختار القائمون عليه موت الشخصية التي بادرت إلى التبرع بكليتها. وحذّر الغاضبون من أن مثل هذا المشهد قد يتسبب في عزوفٍ عن التبرع في الوقت الذي صارت فيه العملية آمنة وسريعة.
و”كاينة ظروف” دراما اجتماعية من 30 حلقة، من بطولة ثلة من الممثلين، من بينهم راوية وسامية أقريو وابتسام العروسي وأسامة بسطاوي وعبد النبي البنيوي وعبد الرحيم المنياري ومن تأليف السيناريست بشرى ملاك وإخراج إدريس الروخ.
وتدور أحداث المسلسل حول قصص ثلاث نساء اختلفت الظروف التي رمت بكل واحدة منهن إلى السجن، فيتعرف المشاهد في حلقاته الأولى على أحلامهن ورغباتهن البسيطة داخل السجن، بينما تتناول باقي حلقات المسلسل حياتهن الجديدة بعد معانقة الحرية.
واستطاع هذا العمل الدرامي الذي يعرض في القناة المغربية “الأولى” أن يحقق نسب مشاهدة عالية، كما تفرد بمعالجته قضايا اجتماعية لم يألفها الجمهور المغربي.
وركزت حلقات المسلسل على تناول مختلف العراقيل والصعوبات التي تعترض السجينات بعد انقضاء العقوبة السجنية، من الوصم الاجتماعي الذي يحول دون قبولهن في المجتمع ورفضهن من طرف الأقارب والأبناء ومعاناتهن في الحصول على فرصة عمل، معاناة تحول حياتهن الجديدة إلى زنازين مفتوحة دون قضبان.
كتب الصحافي أنس عياش: “لا أدري أيّ شيطان ركب كاتبة مسلسل “كاينة ظروف” كي تدمر بمشهد كهذا جهوداً يبذلها كثيرون على مدار العام لإشاعة ثقافة التبرع بالأعضاء! مشهدٌ صادم في مسلسل أحيا كثيراً من معاني التضامن والإنسانية، ثم نَسَفها سريعاً بضربةٍ قُبيل النهاية”.
أستاذ طب الكلي، طارق الصقلي الحسيني، كتب “كم خاب ظني وظن من حاورتهم حين اختار الساهرون على المسلسل أن يكون الموت مصير المتبرعة. لقد جانبوا الصواب بهذا الاختيار الدرامي، وضاع بذلك أملنا أن يكون لهذا “العمل الفني” دور تحسيسي إيجابي يساهم في نشر ثقافة التبرع بالأعضاء لدى المغاربة”.
وتابع: “أتأسف لوضع الإنتاج الإعلامي المغربي الذي ينقل رسائل سلبية مغلوطة ويغفل عن رسائل إيجابية ومبادئ إنسانية مهمة. فالإنتاج الإعلامي ليس مجرد ترفيه أو إثارة أو تسلية، بل هو أداة قوية لتشكيل الرأي العام والثقافة الشعبية وتوجيههما نحو الإيجابية والتقدم. لكن هيهات!”.
ووصفت ملاك حياة السجينات بعد انقضاء المدة الحبسية بـ”السجن الكبير”، مستعرضة في تصريح لـ”أصوات مغاربية”، جملة من المتاعب والعراقيل التي تحول دون تحقيق اندماج سلس في حياتهن الجديدة.
وقالت مالك في حديث لموقع العمق المغربي “لقد كنت واعية بهذه المسألة أثناء الكتابة. ولهذا لم أقتل زهور في المستشفى، إذ ما قتلها هو إهمالها لصحتها”، “أخ زهور كان يشجعها باستمرار على الذهاب إلى الطبيب لكنها كانت ترفض وتقول إنها ستنتنظر حتى موعد الزيارة العادية”.