بعد الأردن .. البحرين تسحب سفيرها لدى إسرائيل وتجمد العلاقات الاقتصادية..تبخر حلم “التطبيع” واستقطاب أموال وثرات دول الخليج

0
364

نجحت المقاومة حماس في ضرب مشروعات التطبيع ، ونجحت الحرب الإسرائيلية الإجرامية على القطاع المحاصر في هز ثقة الدول والمؤسسات والمستثمرين والأفراد في جدوى مشروعات التطبيع وإمكانية تنفيذها وإخراجها إلى النور، وهي المشروعات التي كانت دولة الاحتلال تسارع الخطى لتنفيذها بالتعاون مع الولايات المتحدة وأوروبا والهند وبعض الدول العربية التي بدءت تتراجع.

المنامة -أعلن مجلس النواب البحريني اليوم الخميس، أن السفير الإسرائيلي قد غادر البحرين، وقررت مملكة البحرين عودة السفير البحريني من إسرائيل إلى الوطن، معلنا عن تعليق العلاقات الاقتصادية احتجاجا على الحرب في غزة، في خطوة تمثل انتكاسة للدولة العبرية التي ترتبط بعشرات الاتفاقيات مع المنامة وتتقاسم معها مخاوف مشتركة من التهديدات الإيرانية.

وذكرت إسرائيل أنها لم تتلق إخطارا بأي من هذه الإجراءات قائلة إن علاقاتها مع المنامة “مستقرة” وفي حال تمّ تأكيد الأمر، فستكون البحرين أول دولة عربية من بين تلك التي طبّعت علاقاتها مع الدولة العبرية تُقدم على خطوة من هذا النوع منذ اندلاع الحرب على غزة.

خبراء بالأمم المتحدة: الفلسطينيون في غزة عرضة لخطر “إبادة جماعية”

وقال مجلس النواب في بيان نشره على موقعه الإلكتروني الرسمي “يؤكد البرلمان أن السفير الإسرائيلي في مملكة البحرين قد غادر المنامة وقررت المملكة عودة السفير البحريني من إسرائيل إلى البلاد كما تم وقف العلاقات الاقتصادية مع اسرائيل”.

وأضاف “يأتي ذلك تأكيداً للموقف البحريني التاريخي الراسخ في دعم القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق” وأكد النائب الأول لرئيس مجلس النواب عبدالنبي سلمان القرار، مشيرًا إلى أن “الصراع الدائر في غزة لا يحتمل الصمت”.

العاهل الأردني يستدعي سفير بلاده لدى إسرائيل احتجاجا على الحرب على غزة التي دخلت يومها السادس والعشرين

وتابع أن “أولوية الجهود في هذه المرحلة يجب أن تتركز على حماية أرواح المدنيين وفق القانون الإنساني الدولي والعمل على تأمين ممرات إنسانية عاجلة لإيصال المساعدات الإغاثية والطبية إلى قطاع غزة”.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان “نود توضيح أننا لم نتلق إخطارا أو قرارا من حكومة البحرين وحكومة إسرائيل بإعادة سفيري البلدين. العلاقات بين إسرائيل والبحرين مستقرة”.

والبحرين التي يتمركز فيها الأسطول الخامس للبحرية الأميركية من ضمن الأطراف الموقعة على اتفاقيات إبراهيم وهي سلسلة من معاهدات التطبيع بين إسرائيل وعدة دول عربية في عام 2020.

وقال وزير المالية البحريني الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة الشهر الماضي خلال حديثه في مؤتمر استثماري في السعودية إن من المهم مواصلة بناء الجسور وذلك عند سؤاله عن اتفاقيات إبراهيم.

بعد تشيلي وبوليفيا..كولومبيا تستدعي سفيرها لدى إسرائيل تنديداً بالمذبحة ضد الفلسطينيين

وأحجم وزير الصناعة والتجارة البحريني عبدالله بن عادل فخرو قبل ذلك بأيام عن التعليق حينما سُئل في مؤتمر في أبوظبي في أكتوبر/تشرين الأول عن حالة العلاقات التجارية والاستثمارية مع إسرائيل.

وشكلت المخاوف المشتركة من إيران أحد أسباب التقارب مع إسرائيل ووقعت البحرين والدولة العبرية العام الماضي اتفاقا للتعاون الأمني هو الأول من نوعه بين إسرائيل ودولة خليجية.

كما وقّع البلدان خلال الأعوام الماضية نحو 50 اتفاقية ومذكرة تفاهم، فيما يبلغ عدد الرحلات الأسبوعية المباشرة بين تل أبيب والمنامة 5 رحلات.

ومع تلك الضربة الموجة للتطبيع عقب حرب غزة، تراجع رهان إسرائيل على تلك المشروعات التي خرجت للعلن في فترة ما بعد 2021 في جذب عشرات المليارات من الدولارات من الخارج وضخها في شرايين اقتصادها الذي يعاني من أزمات عدة.

وتبخر حلم استقطاب أموال وثرات وصناديق استثمار ضخمة من بعض دول الخليج ومستثمرين عرب لتمويل مشروعات مقامة داخل المستوطنات والأراضي المحتلة، أو ضخها في مشروعات طاقة قبالة السواحل الفلسطينية حيث أهم مواقع لإنتاج الغاز الطبيعي في منطقة شرق البحر المتوسط.

والأهم من ذلك أن الحرب على غزة أحبطت، ولو مؤقتا، أحلام وخطط دولة الاحتلال الكبرى في التحول إلى مركز إقليمي لتصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا، والتحول إلى همزة وصل بين أسواق آسيا والخليج وأوروبا، وتحويل موانئها على البحر المتوسط إلى ملتقى للتجارة الدولية.

وأجلت خططها الرامية إلى إحداث قفزات في صادراتها إلى أسواق دول المنطقة، واختراق بعض الأسواق الرافضة سلعها ومنتجاتها مثل العراق والجزائر ومصر واليمن ومعظم دول الخليج.

بل والعمل بالتعاون مع حلفاء إقليميين على ضرب قناة السويس، أهم ممر مائي في العالم، وتهديد خط سوميد الذي ينقل النفط الخليجي والعربي إلى أوروبا عبر مصر.

الحرب على غزة أعادت إلى الواجهة سلاح المقاطعة، سواء للسلع الإسرائيلية أو منتجات الشركات الداعمة للاحتلال، وامتدت المقاطعة إلى العديد من دول العالم وفي مقدمتها الدول الإسلامية مثل ماليزيا وتركيا وبنغلادش.

ومع قرار السعودية تعليق محادثات التطبيع مع إسرائيل على خلفية الحرب الدائرة في غزة، فقد تجمدت معها مشروعات التطبيع الاقتصادي بين البلدين، ومنها تسيير خطوط طيران، وتشييد طرق وتطوير موانئ وخطوط سكك حديد تربط بين الهند وأوروبا مرورا بالسعودية ودول الخليج وإسرائيل، وهو ما يعرف بمشروع ممر التنمية الاقتصادي الذي أقرته مجموعة العشرين في اجتماعها الأخير بالهند وتحمست له الرياض بشدة.

كما باتت حرب غزة تهدد مشروعات تطبيع أخرى كان يتم العمل عليها خلال سنوات طويلة خاصة في العامين الماضيين، منها إنشاء طريق بري يربط بين الإمارات وموانئ إسرائيلية على البحر المتوسط، ما يؤدي إلى ربط مباشر بين الخليج وتلك الموانئ البحرية.

واندلعت أحدث حرب في الصراع المستمر منذ عقود بين الإسرائيليين والفلسطينيين حينما تسلل مقاتلو حركة حماس عبر الحدود في السابع من أكتوبر/تشرين الأول وتقول إسرائيل إنهم قتلوا 1400 شخص واحتجزوا أكثر من 200 رهينة.

وتقول سلطات الصحة في قطاع غزة إن القصف الإسرائيلي على القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 9601 من بينهم 3760 طفلا.