ولم يخفي الوزير الفرنسي حقيقة أنه مكلف من قبل ماكرون بمزيد تحسين العلاقات الفرنسية المغربية والتي تجاوزت في الفترة الماضية مراحل حرجة بسبب بعد السياسات الفرنسية الخاطئة فيما يتعلق أساسا بملف الصحراء المغربية.
واتّسمت السنوات الأخيرة بتوترات حادة بين المغرب وفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة وحيث تقيم جالية مغربية كبيرة. وتوترت العلاقات بين باريس والرباط على خلفية سياسة تقارب ينتهجها ماكرون تجاه الجزائر التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب في العام 2021. وينظر المغرب إلى باريس على أنها أساءت التقدير بعدم إعلانها عن موقف واضح من مغربية الصحراء مثل العديد من الدول الأوروبية ومن بينها مدريد وألمانيا وهولندا التي أيدت مقترح الرباط للحكم الذاتي تحت سيادة المملكة لحل النزاع المفتعل.
كما أثار ماكرون في خطابه إلى الشعب المغربي بعد زلزال الحوز غضبا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي واستهجانا لتجاوزه القنوات الرسمية وللعاهل المغربي في مخالفة للأعراف الدبلوماسية وفي مزايدة مفضوحة. ومثل ملف التأشيرات كذلك احدى أوجه الخلاف بين المغرب وفرنسا في تلك الفترة.
إلى ذلك، أثار تصويت البرلمان الأوروبي في كانون الثاني/يناير 2023 في ظل ترؤس سيجورنيه كتلة “تجديد أوروبا” على إدانة تدهور حرية الصحافة في المغرب، غضبا عارما في الرباط. كما ندّد المغاربة بحملة مناهضة للمملكة “دبّرها” حزب الرئيس الفرنسي في بروكسل.
لكن باريس سعت لتجاوز هذه المرحلة وهو ما أكدته صحيفة “لوموند” الفرنسية التي أشارت في احدى مقالاتها أن “باريس راجعت الكثير من تصرفاتها تجاه المملكة إلى درجة الشعور بالندم على أشكال “العنجهية” التي تم التعامل بها مع المملكة.