سجلت تقارير مؤسسات وطنية وأخرى دولية، أن المغاربة يعيشون ظروفا “بالغة السوء” على مستوى حقوقهم وحرياتهم ومعيشتهم، وهي الظروف التي “تزداد تدهورا في كل وقت وحين”. إن الهدف من سياسة التفقير ، هو اجبار الناس على الخضوع للسلطة ، لضمان لقمة العيش ، بل غالبا ما تكون لقمة العيش هذه على حساب الشرف والكرامة ، أو على حساب حرية الانسان وهي الحالة السائدة الآن .
الرباط -أكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جياني إنفانتينو، اليوم الأحد، أن المغرب أصبح قوة عالمية في مجال كرة القدم .
وقال إنفانتينو، في تصريح صحافي، لدى وصوله إلى مطار الرباط – سلا، في زيارة يحضر خلالها على الخصوص ، نهائي كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة والذي يجمع بين المغرب وأنغولا (الساعة الثامنة مساء)، إن “المغرب فرض نفسه كقوة في كرة القدم على مستوى العالم ،ليس فقط في الميادين ومن خلال النتائج ، ومنها بالطبع وصوله التاريخي إلى نصف نهائي كأس العالم قطر 2022، بل باعتباره أيضا بلدا يحتضن تظاهرات كبرى”.
وعبر عن سعادته بالعدوة مجددا إلى المملكة المغربية،البلد الذي يتنفس ويعشق كرة القدم.
وبخصوص كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم داخل القاعة، أكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، أن المغرب يلعب دورا مهما كبلد مضيف منوها بالتنظيم ” المتميز” لهذه المنافسات.
وقال “في أفق تنظيم كأس العالم 2030، نعلم ما يتوفر عليه المغرب من خبرة ومن قدرات، ونحن فخورون بأن نكون جزء من هذا الفريق الكبير هنا في المغرب من أجل المساهمة في رفع هذه التحديات المستقبلية التي ستغير صورة كرة القدم في العالم بفضل المغرب”.
وإنتقد بعض التقارير الدولية، سياسة “التفقير المنهجي وتعميم ثقافة التسول والعيش على الفتات، و إشاعة أجواء عدم الطمأنينة وتأزيم الأوضاع، من خلال غض الطرف عن الغلاء الفاحش الذي لم يترك بيتا إلا و أصابه في استقراره المعاشي وراحة أهله اليومية”.
ويقابل هذه الأوضاع -حسب ذات المصادر- “تجميد الأجور لسنوات طويلة، بل استهدافها بالاقتطاعات المتتالية بدعوى الإصلاحات (الوهمية)”.
وأدانت التقارير “التدبير الرسمي لأوضاع البلد والذي لا يفرز إلا الكوارث، ولا يراكم إلا الفشل على كل الأصعدة.
فرغم محاولات تسويق الأوهام وترويج الأباطيل، إلا أن الحقيقة التي لم يعد ممكنا التغطية عليها هي أن هناك مسارا رسميا تم اعتماده يتجلى في التشجيع على الفساد والتواطؤ معه، والسكوت عن جرائمه بل تغذيته من خلال سياسة الريع، و انتهاز الفرص لافتراس ثروات الأمة، وعدم الجرأة على فتح أية متابعة قانونية جادة لأساطين الفساد رغم الرائحة التي رشحت من كثير من الملفات في مجالات الرياضة والاقتصاد والسياسة وغيرها”.
وفي السياق، قال القيادي في نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، عبد الإله دحمان، أن السياسة التي تنهجها الحكومة مع غلاء الأسعار هي “دع الزوبعة تمر” لكن الزوبعة “رسخت واقعا اجتماعيا مقلقا”.
واتهم دحمان، الحكومة بـ “عدم التدخل لإيقاف زحف وتنامي أسعار مواد الاستهلاك التي شهدت ارتفاعا صاروخيا، من قبيل المواد الغذائية التي تهم المواطن بشكل مباشر، و زادت أسعار المحروقات الوضع استفحالا رغم تراجعها في السوق الدولية”.
و أضاف: “نبهنا الحكومة منذ سنة أن استمرارها في اللامبالاة وعدم مواجهة آثار التضخم وغيرها من العوامل المؤثرة على منظومة الأسعار، ستجعل الوضع صعبا ومركبا”، محملا اياها المسؤولية “كاملة عما آلت اليه الأوضاع لأنها تأخرت في التدخل، و اتبعت منهجية غير سليمة، وتركت المواطنين يواجهون مصير غلاء الأسعار دون استجابة مسؤولة”.
كما هو الحال في دول المغرب العربي تعاني دولة المغرب من أوضاع اقتصادية متردية تسببت بخروج احتجاجات ضد الحكومة بمناطق الريف، خلال السنوات الماضية.
ويبلغ الناتج المحلي للبلاد 101 مليار دولار، في حين يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي السنوي 2850 ألف دولار.
احتل المغرب المركز الـ17 عالميا ضمن قائمة بـ 20 دولة أعدها الموقع الأمريكي المتخصص بناء على بيانات صندوق الدولي إلى غاية 24 مارس الجاري، إذ يبلغ إجمالي ديون المغرب المستحقة لهذه المؤسسة الدولية ما قيمته 1,34 مليار دولار أمريكي، فيما يبلغ الناتج المحلي الإجمالي للمملكة أكثر من 130 مليار دولار.
وتبلغ نسبة البطالة في المغرب نحو 13% في عام 2023 من 11.8% قبل عام، كما تصل معدلات الفقر إلى 16.8٪، في حين أنه يملك ثروات وموارد مهمة يمكن أن تنقل اقتصاده إلى منطقة أخرى لو تم استغلالها بشكل سليم.
وانتهت أبحاث وإحصائيات المندوبية السامية للتخطيط إلى ارتفاع ملحوظ في عدد المغاربة الذين انضافوا إلى “لائحة الفقر أو الهشاشة” من جرّاء تبعات الجائحة وآثار أزمة التضخم، مفيدة بتعرّض حوالي 3 ملايين و200 ألف شخص إضافي للفقر (1,15 مليون شخص) أو إلى الهشاشة (2,05 مليون شخص).
والمغرب ثاني أكبر منتج للفوسفات في العالم وأول مصدر له، ويتوفر على 75% من الاحتياط العالمي، كما أن نسبة اليورانيوم الممكن استخراجها من الفوسفات هناك تقدر بـ6 ملايين طن سنوياً، وهذا يعادل ضعف المخزون العالمي المكتشف حالياً.
ويعتبر المغرب أكبر منتج للفضة والرصاص والزنك في أفريقيا، ورابع أكبر منتج للباريوم في العالم، ويضم أيضاً مخزوناً من الحديد، والباريت، والتينجستين، والمغنزيوم، والكوبالت، والنحاس، والذهب، والإثمد، والفليور، والقصدير، والتيتانيوم، والطين الهدبية، والفحم.
إن الفقر في بلادنا ليس قدرا ، كما أنه ليس ناتجا من البيئة وطبيعة أوطاننا ، بل هو ناتج من السياسات المتبعة من قبل الحكومات التي فشلت في تحقيق التنمية ، التي من شأنها إيجاد القدرة علي الحصول علي الخدمات الأساسية ، التي توفر الحد الأدنى من الكرامة ذلك لأن الفقر يمثل نوعا من العبودية لغير الخالق ، ولهذا وجدنا النبي صلي الله عليه وسلم يستعيذ منهما معا : ( اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر ) ، فحذار من غضب الشعوب عندما يهب إعصارها، لأنه لن يتوقف إلا بإزاحتهم ، عندما يصبح الشعب مصدر الدخل الوحيد لضخ المزيد من الأموال ، في جيوب شريحة صغيرة من الطبقة المتنفذة من جيوب أشخاص يقضون أعمارهم في الخوف من العوز، وعدم الاستقرار، أو غارقون في ديون بفوائد مرتفعة ، تقض مضجعهم إلى آخر سنوات عمرهم ، وما لم يتم التراجع عن هذا التوجه المحفوف بالمخاطر ، فإن الأمور ستصير لا قدر الله إلى ما لا تحمد عقباه . ونسأل الله عز وجل أن تتحرك الضمائر ، وترق القلوب ، وتغلب الحكمة التهور ، وسياسة المجازفة والمقامرة والمخاطرة ، بأقوات الناس قبل فوات الأوان ، وحلول ساعة الندم ، ولات حين مندم . وعندها لن تجدي سياسة القمع ، لأن صيانة كرامة الشعب المعيشية هي صمام الأمن والأمان والسلام .