تحالفات لقجع في انتخابات الكاف: لعبة النفوذ أم خطوة استراتيجية نحو الفيفا؟

0
95

زيارة نواكشوط: خطوة تكتيكية أم بداية لتحالف انتخابي جديد؟

شهدت العاصمة الموريتانية نواكشوط، خلال الأسبوع الماضي، اجتماعًا لعدد من الشخصيات النافذة في كرة القدم الإفريقية، وعلى رأسهم فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إلى جانب كل من هاني أبوريدة، الرئيس السابق للاتحاد المصري لكرة القدم، وأحمد ولد يحيى، نائب رئيس الكاف. هذه الزيارة أثارت تساؤلات حول دوافعها وتوقيتها، خاصة أنها تأتي قبيل انتخابات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، المقرر إجراؤها في 12 مارس المقبل بالقاهرة.

فهل يتعلق الأمر بتحالف استراتيجي لمواجهة نفوذ جديد في الكاف؟ أم أن المسألة تتعدى ذلك إلى صراع أوسع حول مقعد في مجلس الفيفا، الذي يمثل بوابة النفوذ الحقيقي في صناعة القرار الكروي عالميًا؟

تحالفات الضرورة: لماذا يجتمع لقجع وأبوريدة وولد يحيى؟

ليس خافيًا أن الكاف أصبح ساحة تنافس جيوسياسي بامتياز، حيث تلعب دول مثل المغرب، مصر، الجزائر، وجنوب إفريقيا أدوارًا محورية في تحديد مسارات القيادة داخل المنظمة. يبدو أن اللقاء في نواكشوط لم يكن مجرد اجتماع ودي، بل كان جزءًا من استراتيجية محكمة تهدف إلى ضمان استمرار هيمنة هذا الثلاثي (لقجع – أبوريدة – ولد يحيى) داخل هياكل الكاف والفيفا.

لكن، ما الذي يجعل هؤلاء الثلاثة تحديدًا يسعون إلى تعزيز تحالفهم الآن؟

  1. مقعد الفيفا: نقطة ارتكاز استراتيجية
    الحصول على مقعد في مجلس الفيفا لا يعني فقط الحضور في اجتماعات صنع القرار، بل يفتح الباب أمام تأثير مباشر في سياسات تطوير كرة القدم في القارة الإفريقية. ويبدو أن لقجع وأبوريدة وولد يحيى يدركون أن توحيد جهودهم يمنحهم فرصة أقوى في مواجهة منافسين مثل الجزائري وليد صادي أو الكاميروني صامويل إيتو.

  2. تهديدات النفوذ المغربي داخل الكاف
    تشير التقارير إلى أن الجزائر تحاول الدفع بوليد صادي للحصول على موطئ قدم داخل الكاف، وهو ما يُنظر إليه في المغرب كتحرك يستهدف تقليص النفوذ الذي راكمه لقجع في السنوات الأخيرة. ومن هنا، تبدو دعوة ولد يحيى لهذا الاجتماع بمثابة خطوة استباقية لضمان عدم حدوث مفاجآت قد تغير ميزان القوى داخل الكاف والفيفا.

  3. إعادة توزيع الأدوار داخل الكاف
    هناك توقعات بأن باتريس موتسيبي، رئيس الكاف، ينوي إجراء تغييرات جذرية على نوابه، وهو ما قد يؤثر على مواقع بعض الأسماء البارزة في المعادلة الحالية. وفي ظل هذا السيناريو، يسعى لقجع وأبوريدة وولد يحيى لضمان بقائهم في صلب صناعة القرار، وعدم ترك المجال لمنافسين جدد قد يهددون مصالحهم.

الكواليس السياسية للانتخابات: من المستفيد ومن الخاسر؟

من الواضح أن معركة انتخابات الكاف ليست فقط تنافسًا رياضيًا، بل أيضًا صراع بين مصالح سياسية واقتصادية، إذ أن الدول الداعمة لكل مرشح تسعى إلى استخدام كرة القدم كأداة لترسيخ نفوذها داخل القارة الإفريقية.

لكن السؤال هنا:

  • هل سيتمكن تحالف لقجع – أبوريدة – ولد يحيى من الصمود أمام الضغوط القادمة من جنوب إفريقيا، الجزائر، أو حتى بعض الفاعلين الأوروبيين الذين لديهم أجنداتهم الخاصة في إفريقيا؟

  • إلى أي مدى ستؤثر التوازنات داخل الفيفا على نتائج انتخابات الكاف؟ وهل يمكن أن تتغير التحالفات في اللحظات الأخيرة؟

المشهد النهائي: هل يتكرر سيناريو 2021؟

في انتخابات الكاف لعام 2021، شهدنا تحالفات غير متوقعة أدت إلى وصول باتريس موتسيبي إلى رئاسة الكاف، بعد انسحاب عدد من المرشحين الأقوياء في اللحظات الأخيرة. فهل يمكن أن نشهد سيناريو مشابهًا هذه المرة؟ أم أن الصراع هذه المرة أكثر تعقيدًا ولا يحتمل المفاجآت؟

في النهاية، يبدو أن معركة انتخابات الكاف لن تكون مجرد تنافس رياضي، بل هي انعكاس لصراعات أعمق تتعلق بالنفوذ الجيوسياسي في إفريقيا، وستحدد نتائجها مستقبل كرة القدم في القارة لسنوات قادمة.