إسبانيا تلتزم بمحاكمة غالي زعيم بوليساريو بعد التعافي من كوفيد لتخفيف الأزمة مع المغرب

0
353

في خطوة استباقية لامتصاصاً غضب المغاربة، أعلنت مدريد اليوم الأحد ،لن يغادر البلاد دون مواجهة اتهامات من بينها التعذيب، بعد ان أكدت الرباط ان العلاقات ستزداد سوءا إذا غادر غالي إسبانيا دون محاكمة.

مدريد – قالت مدريد الأحد إنه لا بد لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي أن يواجه اتهامات قانونية بحقه أمام القضاء في إسبانيا قبل مغادرتها.

واستدعى المغرب سفيرته في إسبانيا للتشاور الأسبوع الماضي وقالت السفيرة يوم الجمعة إن العلاقات بين البلدين ستزداد سوءا إذا غادر غالي إسبانيا دون محاكمة.

ويواجه غالي استدعاء للمثول أمام القضاء الإسباني في قضية جرائم حرب مرفوعة ضده.

وأثار قرار إسبانيا استضافة غالي دون إبلاغ الرباط وباستخدام وثائق سفر قدمتها له الجزائر وباسم مستعار، غضب الرباط.

وقالت وزيرة خارجية إسبانيا أرانتشا غونزاليس لايا إن غالي عليه مواجهة القضية المرفوعة بحقه أمام المحكمة العليا الإسبانية بعد أن يتعافى من مشكلاته الصحية واصابته بفيروس كوفيد-19 وقبل أن يعود للجزائر.

وأضافت للإذاعة الوطنية الإسبانية “وعدنا بمعاملة هذا الشخص معاملة إنسانية. كان في وضع حرج بسبب مشكلاته الصحية المتعددة ومنها إصابته الشديدة بكوفيد-19”.

وتابعت قائلة “عندما يتعافى سيعود لبلاده. وفي تلك الأثناء سيواجه سلسلة من الدعاوى القضائية ونأمل أن يتم التزاماته تجاه النظام القضائي الإسباني”.

وحث المغرب إسبانيا السبت على فتح تحقيق في ملابسات دخول زعيم الحركة المنادية بفصل الصحراء عن المغرب، الاراضي الاسبانية لتلقي العلاج الطبي وتفسير نتائجه للرباط.

وتدعم الجزائر وتستضيف قادة الجبهة المنادية بفصل الصحراء المغربية عن المغرب، الذي يعتبرها جزءا لا يتجزأ من اراضيه. ويُعتبر الدفاع عن سيادة المغرب على صحرائه ركنا أساسيا في السياسة الخارجية للمملكة.

وكان القضاء الإسباني فتح تحقيقا حول شبهة تورط إبراهيم غالي في “جرائم ضد الإنسانية” بعد أن رفعت الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان دعوى ضده واتهمته بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في حق معارضين صحراويين في مخيم تندوف غرب الجزائر.

ودعي زعيم جبهة بوليساريو إلى المثول أمام القضاء في الأول من حزيران/يونيو على خلفية قضية أخرى اتهمه فيها المنشق عن الجبهة فاضل بريكة بـ”التعذيب”.

وأودع غالي في نيسان/ابريل مستشفى في مدينة لوغرونيو شمال إسبانيا إثر إصابته بكوفيد-19، وأفادت الجبهة أنه “يتماثل للشفاء”.

وأعلنت مجلة “جون أفريك” عن وجود غالي في إسبانيا، وقالت حينها إن “فريقا من الأطباء الجزائريين رافق الزعيم الصحراوي إلى سرقسطة على متن طائرة طبية استأجرتها الرئاسة الجزائرية”. وتؤكد الصحافة المغربية أن غالي سافر بجواز سفر دبلوماسي جزائري.

وكانت جريدة البايس قد نقلت منذ أسبوعين معارضة وزارة الداخلية الإسباني استقبال زعيم البوليساريو خوفا من رد فعل مغربي، ومجددا نشرت جريدة إسبانيول يوم الأحد خبرا في الاتجاه نفسه.

وذلك بتأكيدها على تحذير الاستخبارات الإسبانية لحكومة مدريد من وقوع حادث شبيه بما وقع في سبتة كرد فعل من طرف المغرب. ونقلت الجريدة عن مصادر استخباراتية كيف لم تأخذ الحكومة بعين الاعتبار التقييم الذي قامت به هذه الاستخبارات.

 ولم تعد الأزمة مقتصرة بين إسبانيا والمغرب بل انتقلت بين هذا الأخير والاتحاد الأوروبي. وكانت المفوضية الأوروبية وبعض الدول قد انتقدت حكومة الرباط، واعتبرت ما جرى بمثابة اعتداء على الحدود الأوروبية. وسيعالج مجلس أوروبا الذي يجمع رؤساء الدول والحكومات الأوروبية هذا الإثنين قضايا متعددة ومنها قضية الهجرة في سبتة.

وكانت الرباط قد اتهمت الاتحاد الأوروبي بالغطرسة بعد تأييدها ودعمها لإسبانيا. ونقلت وكالة أوروبا برس يوم الأحد نية إسبانيا عدم رفع التوتر مع المغرب، حيث تعرب عن ارتياحها للدعم الأوروبي الذي حصلت عليه، وتريد تطوير مكافحة الهجرة مع المغرب.

وتحول هذا الحادث إلى أكبر موضوع في إسبانيا يخلف الجدل بين المعارضة والحكومة وفي وسائل الإعلام. ومن ضمن الأصوات التي ارتفعت في هذا الشأن، وزير الدفاع الأسبق فدريكو تريليو (2000-2004) الذي اعتبر ما جرى ليس سوى ستار يحجب ما اعتبره الحقيقة وهو “تخطيط المغرب لاستعادة سبتة ومليلية مستقبلا”.

 ولم يطرح المغرب حتى الآن استعادة سبتة ومليلية، ولكنه يركز أساسا على ملف الصحراء واستقبال هذا البلد الأوروبي لإبراهيم غالي. وسحب المغرب سفيرته من مدريد حتى محاكمة القضاء الإسباني لزعيم البوليساريو.

 

 

الخارجية المغربية ..تورط أربعة جنرالات من بلد مغاربي في تهريب زعيم بوليساريو..ابراهيم غالي جزائري ام “صحراوي” في اسبانيا؟