إغلاق الحدود كبد خسائر فادحة في قطاع السياحة بالمغرب تقدر بـ38,5 مليار درهم نهاية أكتوبر

0
406

كشفت مديرية الدراسات والتوقعات المالية بأن عائدات السياحة تراجعت بنسبة 0.7 بالمائة عند متم شهر أكتوبر الماضي، لتبلغ 28،5 مليار درهم، وذلك بعد تراجعها بناقص 6،1 في المائة شهرا قبل ذلك.

 وأوضحت المديرية، في مذكرتها الخاصة بالظرفية لشهر دجنبر 2021، أن هذه العائدات انخفضت بنسبة 57,4 في المائة، أي 38.5 مليار درهم مقارنة مع مستواها قبل الأزمة.

وأضافت أنه بعد ارتفاع ملحوظ بلغ 201.7 برسم الفصل الثالث من 2021، والذي تزامن مع إعادة فتح الحدود الوطنية، حافظت عائدات السياحة على توجهها الإيجابي خلال شهر أكتوبر 2021، مسجلة زيادة قدرها 58،5 بالمائة بعد تراجع قدره 65.2 سنة قبل ذلك.

وأشارت المديرية إلى أنه خلال الفترة ما بين شهري يونيو وأكتوبر 2021، ارتفعت عائدات السياحة لتصل إلى 21.1 مليار درهم، بعد 8.9 مليار و38.5 مليار على التوالي خلال الفترة نفسها من 2020 و2019.

وحسب المصدر نفسه، فإن هذا التحسن يتماشى مع الزيادة في عدد السياح الوافدين خلال الفصل الثالث من سنة 2021، الذي انتقل من 716،9 بالمائة إلى ما يقرب من مليوني سائح، 30 بالمائة منهم من السياح الأجانب، بعد 242 ألف سائح سنة قبل ذلك.

وكان مهنيو قطاع السياحة في المغرب يراهنون بشكل كبير على عطلة نهاية السنة وأعياد الميلاد، لاستقطاب السياح الأجانب وتعويض جزء من الخسائر التي تكبدوها على مدار السنتين المنصرمتين، جراء تبعات جائحة فيروس كورونا.

وأعلن المغرب، الأحد، تعليق جميع الرحلات الجوية الدولية لمدة أسبوعيين، لمواجهة المتحور الجديد لفيروس كورونا الذي أطلق عليه اسم “أوميكرون”، وحفاظا على المكتسبات التي حققها في مكافحة الجائحة.

وقد سجل القطاع السياحي في المملكة انتعاشا نسبيا منتصف هذا العام، مع تقدم حملة التطعيم ضد الوباء، وتخفيف الإجراءات الاحترازية.

وفي ما يخص ليالي المبيت، فقد بلغت نحو أربعة ملايين، منها 30 بالمائة لغير المقيمين، بعد 1.4 مليون ليلة مبيت المسجلة خلال الفصل الثالث من سنة 2020، بزيادة قدرها 183،9 بالمائة.

ونتيجة لذلك، وبعد تطور سلبي منذ بداية وباء (كوفيد-19)، عاد عدد السياح الوافدين وليالي المبيت إلى النمو في نهاية الأشهر التسعة الأولى من سنة 2021، مسجلا ارتفاعا مقارنة مع السنة السابقة، على التوالي، بنسبة من 27،1 بالمائة ليصل 2.8 مليون و12 بالمائة ليبلغ 6.6 مليون.

وفي المقابل، تضيف المديرية، “هذه الدينامية ستتأثر بتعليق الرحلات الجوية من وإلى المغرب”، التي دخلت حيز التنفيذ في 29 نونبر المنصرم، وذلك بهدف حماية الساكنة من “أوميكرون”، المتحور الجديد “شديد الانتشار” لجائحة (كوفيد-19).

وحسب أرقام رسمية، فقد حققت عائدات السياحة في الفترة ما بين يونيو وسبتمبر الماضيين، ارتفاعا بلغ حوالي 16 مليار درهم (1.73 مليار دولار) وهو ما يمثل زيادة تفوق 202 في المائة على أساس سنوي.

وبالرغم من هذا الرقم المشجع والتحسن المقدر بحوالي ثلاث مرات مقارنة بسنة 2020، إلا أنه يبقى منخفضا بنسبة 40.2 بالمائة، مقارنة بنفس الفترة من سنة 2019.

وتعتبر السياحة مصدرا مهما للعملة الصعبة في المغرب، ومن بين القطاعات الأبرز التي تكبدت خسائر قدرت بمليارات الدولارات، بفعل تداعيات الوباء.

يؤكد العديد من العاملين في قطاع السياحة بأن عدد كبير من الحجوزات الأجنبية تم إلغاءها مباشرة بعد إعلان السلطات المغربية تعليق الرحلات الجوية بسبب السلالة الجديدة من فيروس كورونا “أوميكرون”، وحظر دخول المسافرين من جميع أنحاء العالم إلى المملكة، مما شكل بالنسبة إليهم ضربة موجعة وغير متوقعة.  

 يقول خالد بنعزوز رئيس جمعية وكالات الأسفار بجهة الدار البيضاء (أكبر جهات المغرب)، بأن أول التداعيات الناجمة عن إغلاق الحدود الجوية لمنع انتشار متحور “أوميكرون” في المملكة، تجلت بالخصوص في إلغاء العديد من حجوزات الوفود السياحية، التي كانت مبرمجة نهاية السنة.

ويضيف بنعزوز : “فترة نهاية السنة الميلادية، تعد فرصة لإنعاش النشاط السياحي، غير أن الوضع الحالي قد يعيد الأمور إلى المربع صفر”.

وفي الوقت الذي ثمن فيه بنعزوز الجهود التي تبدلها المملكة لمنع تسلل المتحور الجديد إلى ترابها، وحماية صحة المواطنين، عبر اتخاذ الإجراءات الإحترازية اللازمة، دعا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عملية لمواكبة المقاولات السياحية بغية تدبير هذه الأزمة، وحماية مصالح مهنيي هذا القطاع الحيوي. 

ويشدد الفاعل في المجال السياحي، على أن القطاع، ما فتئ يعيش منذ سنتين على وقع أزمة حادة، في ظل تعافي “هش” ووضعية وبائية غير مستقرة عبر العالم.

 

 

 

 

تشييع جنازة البطل المغربي سليمان عبد السلام في فنون القتال المختلطة MMA بمسقط رأسه في الناظور