اسرائيل تستبعد تطبيعا قريبا للعلاقات مع السعودية بسبب بسط سيادتها فوق أراضٍ في الضفة الغربية

0
213

افاد تقرير في يسرائيل هيوم سعي الولايات المتحدة لإنجاز اتفاق مع السعودية على انه مصلحة أمريكية خالصة وأن تطبيع السعودية مع إسرائيل ليس سوى تحصيل حاصل.

وبالتالي يقول كاتب التقرير أن القطار الى الرياض متوقف في واشنطن التي تنظر في تلبية شروط السعودية مقابل التطبيع وهي أمور لم تعد خفية وتنتظر موافقة البيت الأبيض الذي يرغب في وقف التمدد الصيني عبر السد السعودي فيما تواجهه عقبة داخلية تتمثل بموافقة الكونجرس على صفقة تدعم موقف بايدن في معركته الانتخابية وسط أغلبية جمهورية في مجلس النواب.

من جانبه قال المراسل السياسي في هيئة البث الرسمية كان، إنه “في أي صفقة إسرائيلية سعودية أمريكية، سيتعين على إسرائيل اتخاذ خطوات حقيقية تجاه السلطة الفلسطينية – ليس فقط بسبب المطالب السعودية، ولكن أيضًا بسبب الحاجة إلى “تليين” نواب في الحزب الديمقراطي يعارضون السلاح السعودي الأمريكي ولصفقة تحالف دفاعي، وفقا لمصادر مطلعة على تفاصيل المحادثات.

أما كاتب التقرير في يسرائيل هيوم فيرى أن إسرائيل تقيم على أرض الواقع علاقات مع السعودية تحت الطاولة فيما يمكن وصفه “نصف تطبيع”. نافيا أن يكون للملف الفلسطيني أي دور بعرقلة العلاقات.

وأضاف التقرير أن إسرائيل تعمل منذ إقامة الحكومة الحالية بمبدأ “عدم القيام بخطوات من شأنها أن تحبط اتفاقا مستقبليا” وسط الإشارة إلى أن العبارة فضفاضة، فلا أحد يعرف شكل الاتفاق المستقبلي ولا الخطوات التي من شأنها أن تعرقله. فضلا عن أن اتفاقيات ابراهيم ولدت نتيجة استعداد إسرائيل تعليق بسط السيادة في الضفة الغربية التي كان من المقرر ان تتم في إطار خطة ترامب منذ 2020.

بحسب “صفقة القرن”، كان على الفلسطينيين أن يدخلوا في مفاوضات مع إسرائيل لمدة أربع سنوات بعد بسط السيادة. وإذا لم يفعلوا ذلك، ستكون إسرائيل قادرة على فرض السيادة على مناطق إضافية. مهلة السنوات الأربع هذه ستنقضي في صيف عام 2024، على ما أشار التقرير.

وفي الوقت نفسه، اكد أعضاء في الحكومة اليمينية المتشددة بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفضهم تقديم اي تنازلات للفلسطينيين في اطار اي اتفاق محتمل للتطبيع، كما سبق وان اشترطت السعودية.

وتواصل واشنطن اتصالاتها منذ مدة مع السعودية من اجل التوصل الى اتفاق لتطبيع العلاقات بينها واسرائيل يتضمن تلبية مطالب الرياض بمعاهدة دفاعية وبرنامج نووي مدني، علما ان الرياض كانت اشارت صراحة الى ان اي اتفاق مماثل سيكون مرهونا باقامة دولة فلسطينية.

واعرب الرئيس الاميركي جو بايدن الجمعة، عن تفاؤله بقرب التوصل الى اتفاق لتطبيع العلاقات بين السعودية واسرائيل بعدما كان اعلن في وقت سابق هذا الشهر إن الطريق لا يزال طويلا امام مثل هذا الاتفاق.

واوفد بايدن الخميس مستشاره للامن القومي جايك سوليفان الى السعودية لاجراء مباحثات مع ولي العهد الامير محمد بن سلمان وكبار المسؤولين في المملكة حول مسائل من بينها “مبادرات لبلورة رؤية مشتركة لشرق أوسط أكثر سلاما” بحسب ما افاد بيان لوزارة الخارجية الاميركية.

وقال موقع اكسيوس نقلا عن مسؤولين اميركيين ان الهدف الرئيسي لزيارة سوليفان هو بحث الدفع باتجاه التوصل الى اتفاق حول التطبيع بين المملكة واسرائيل، على غرار “اتفاقات ابراهام” التي تم توقيعها بين الدولة العبرية واربع بلدان عربية هي الإمارات والبحرين والمغرب والسودان عام 2020 .

وقال هنغبي لهيئة البث العامة الإسرائيلية الاثنين، ان تل ابيب لا تشارك حاليا في المباحثات بين واشنطن والرياض، مضيفا انه في الوقت نفسه يتفق مع ما صرح به بايدن حول ان الطريق لا يزال طويلا امام اي اتفاق محتمل.

وكان الرئيس الاميركي اشار في تصريحاته الى ان تلبية المطالب السعودية ببرنامج نووي مدني ومعاهدة دفاعية لا يزال امرا “بعيد المنال قليلا”.

وتكمن المعضلة في ما يتعلق بتطوير برنامج نووي سعودي بالمعارضة الواضحة التي تبديها اسرائيل لهذه الفكرة، وذلك من منطلق حرصها على ان تظل موازين القوى لصالحها في المنطقة.

وشدد هنغبي على ان اسرائيل لن توافق على اي شئ قد يؤدي الى تقويض امنها، وان كان اعتبر ان اقامة الرياض برنامجا نوويا مدنيا هو امر ليس بحاجة الى موافقة اسرائيل ولا يشكل خطرا عليها.

واشار في السياق الى ان دولا عديدة لديها مشروعات نووية مدنية، وهو شئ “لا يشكل هذا خطرا عليها أو على جيرانها”.

وفي سياق متصل، اعلنت عضو في حزب رئيسي في الائتلاف الحكومي الاسرائيلي الذي يعد الاكثر تطرفا في تاريخ الدولة العبرية رفضه تقديم أي تنازلات للفلسطينيين في إطار اي اتفاق للتطبيع مع الرياض.

وقالت أوريت ستروك وزيرة المهام الوطنية المنتمية الى حزب “الصهيونية الدينية” بزعامة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ان حزبها لن يوافق على شئ كهذا في حال تم طرحه للنقاش.

واكدت ستروك ان هناك توافقا في الجناح اليميني بأكمله على رفض تقديم اي تنازلات للفلسطينيين او اي تجميد للاستيطان.

وفيما ينظر نتنياهو الى التطبيع مع السعودية باعتباره هدفا اساسيا، فان مثل هذه المواقف سيكون من شانها ان تكون عقبة امام هذا الطموح.

واعلن نتنياهو الاحد، اطلاق مشروع انشاء خط قطار سريع يربط شمال البلاد بجنوبها، ومستقبلا بالسعودية، في ما يؤكد على رؤيته في هذا السياق.

وايضا، شدد وزير الامن القومي المتطرف ايتمار بن غفير على رفض حزبه “القوة اليهودية”، وهو شريك اخر في الائتلاف، تقديم اي تنازلات للفلسطينيين قد تشمل “تنازلات لصالح السلطة او عن الاراضي او تسليح السلطة” التي وصفها بانها ارهابية.