الملك المفدى محمد السادس يَستقبل غوتيريس و يرسي معيار تسوية قضية مغربية الصحراء في إطار الحكم الذاتي والوحدة الترابية للمملكة

0
188

استقبل صاحب الجلالة الملك المفدى محمد السادس حفظه الله، اليوم الأربعاء، بالقصر الملكي العامر بالعاصمة الرباط، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.

حيث تم التطرق لضقية الصحراء المغربية  التي كانت الموضوع الرئيسي للقاء جلالة الملك والأمني العام غوتيريس، على ضوء القرار 2654 الذي صادق عليه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 27 أكتوبر 2022.

وحسب بلاغ للديوان الملكي، فقد أكد الملك محمد السادس للأمين العام للامم المتحدة، التأكيد على الموقف الثابت للمغرب لتسوية هذا النزاع الإقليمي على أساس مبادرة الحكم الذاتي في إطار السيادة والوحدة الترابية للمملكة.

كما جدد الملك دعم المملكة لجهود الأمين العام ومبعوثه الشخصي ستافان دي ميستورا من أجل قيادة المسلسل السياسي، وكذا لبعثة المينورسو لمراقبة وقف إطلاق النار.

وجرى هذا الاستقبال بحضور، ميغيل غراسا المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة عن الجانب الأممي، وعن الجانب المغربي ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج”.

في سياق مرتبط، أعرب غوتيريس، بهذه المناسبة، عن امتنانه لنجاح المنتدى التاسع لتحالف الحضارات، الذي ينعقد بفاس، مشيدا باعتماد إعلان قوي يحث على الالتزام، وضروري أكثر من أي وقت مضى في سياق دولي مضطرب.

كما أشاد غوتيريس بالالتزام الدائم للملك من أجل النهوض بقيم الانفتاح، والتسامح، والحوار واحترام الاختلافات.

ونوه السيد غوتيريس بالمساهمة البناءة والثابتة للمملكة من أجل حفظ السلام وتوطيده، وتعزيز الاستقرار والنهوض بالتنمية وخاصة في القارة الإفريقية.  

وكان الملك المفدى قد شدد في خطابه في ذكرى “ثورة الملك والشعب” ضد الاستعمار الفرنسي، على أن المملكة الشريفة تنظر إلى العالم عبر “نظارة” الصحراء، “ممتنّاً لدول تدعم موقف بلاده، بينما طالب أخرى بـ “توضيح مواقفها” بشكل “لا يقبل التأويل”.

وعبر جلالته حفظه الله  في كلمة وجهها للشعب المغربي مساء اليوم بمناسبة مرور 69 عاما على “ثورة الملك والشعب” التي خاضها المغرب للاستقلال عن الاستعمار، عن امتنانه للولايات وعدد من الدول الأوربية والأفريقية والعربية.
وكانت دول أوروبية قد دعمت مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب لحل مشكلة الصحراء، منها إسبانيا وألمانيا وصربيا وهولندا والبرتغال والمجر وقبرص ورومانيا، كما “قامت ثلاثون دولة، بفتح قنصليات في الأقاليم الجنوبية (الصحراء) تجسيدا لدعمها للوحدة الترابية للمملكة المغربية والصحراء”.

وقال الملك محمد السادس “أوجه رسالة واضحة للجميع: إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات”.

واوضح ان “الموقف الثابت للولايات المتحدة الأميركية شكل حافزا حقيقيا لا يتغير بتغير الإدارات ولا يتأثر بالظرفيات”.

وفي 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، أعلنت واشنطن اعترافها بسيادة المغرب على إقليم الصحراء، وفتح قنصلية أميركية بمدينة الداخلة في الصحراء.
واضاف الملك محمد السادس “نثمن الموقف الواضح والمسؤول لجارتنا إسبانيا التي تعرف جيدا أصل هذا النزاع وحقيقته. الموقف الإيجابي لإسبانيا أسس لمرحلة جديدة من الشراكة لا تتأثر بالظروف الإقليمية، ولا بالتطورات السياسية الداخلية”.

وفي مارس/ آذار الماضي، عاد الدفء لعلاقات البلدين بعد إعلان إسبانيا دعمها مبادرة الحكم الذاتي المغربية لتسوية النزاع في الصحراء.

كما أعرب العاهل المغربي عن تقديره لعدد من “ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية الشقيقة، خاصة الأردن والبحرين والإمارات وجيبوتي وجزر القمر” التي فتحت قنصليات بالعيون (كبرى محافظات الصحراء المغربية) ومدينة الداخلة.

كما عبر عن نفس الموقف بخصوص” 40 في المئة من الدول الأفريقية تنتمي لخمس دول جهوية فتحت قنصليات في العيون والداخلة”، وكذلك دول من أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي.

وشكر أيضا “باقي الدول العربية التي أكدت باستمرار دعمها لمغربية الصحراء في مقدمتها دول مجلس التعاون الخليجي ومصر واليمن”.

وفي نفس الوقت طالب الملك المفدى من “شركاء المغرب التقليديين والجدد، التي تتبنى مواقف غير واضحة بخصوص مغربية الصحراء، أن توضح مواقفها وتراجع مضمونها بشكل لا يقبل التأويل”.

وشهد ملف الصحراء المغربية تطورات لافتة في الفترة الأخيرة تبرز خاصة في الموقف الإسباني الداعم لمقترح المغرب بإقامة منطقة حكم ذاتي بالصحراء المغربية يتم بموجبه نقل جزء من اختصاصات المملكة التنفيذية والتشريعية

والقضائية إلى سلطات الحكم الذاتي، ليدبر سكان الصحراء “شؤونهم بأنفسهم بشكل ديمقراطي”، بينما تحتفظ الرباط باختصاصاتها المركزية “في ميادين السيادة، لا سيما الدفاع والعلاقات الخارجية”، فضلا عن ممارسة الملك لاختصاصاته الدينية والدستورية.

وقوبل المقترح المغربي برفض الجزائر وجبهة البوليساريو التي تقترح تنظيم استفتاء لتقرير المصير برعاية الأمم المتحدة.

وتسيطر الرباط على حوالي 80 بالمئة من المساحة الجملية للصحراء بينما توفر الجزائر التي قطعت علاقاتها بالمغرب في أغسطس/ آب 2021، ملاذا لأعضاء جبهة البوليساريو.

ويعتبر محللون أن موقف حكومة بيدرو سانشيز تاريخي ومهم للغاية باعتباره صادرا عن القوة التي كانت تستعمر الصحراء، وهي الطرف الأساسي إلى جانب موريتانيا في اتفاقية مدريد التي أنهت الواقع الاستعماري للصحراء.

 

 

 

المغرب يقتني طائرات مسيرة صينية من طراز 'وينغ لونغ2 ومسيرات إسرائيلية" لتعزيز استراتيجية التقليل من الاعتماد على السلاح الغربي