الملك المفدى يعلن رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية على غرار فاتح محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية

0
327

بقرار ملكي سامي، اصبح رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية في المملكة المغربية الشريفة، بحسب ما جاء في بيان للديوان الملكي.

وذكر البيان أن “حضرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس عاهل البلاد حفظه الله، تفضل جلالته بإقرار رأس السنة الأمازيغية، عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، على غرار فاتح محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية”. 

وأصدر الملكل المفدى حفظه الله توجيهاته السامية لرئيس الحكومة “عزيز أخنوش” باتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل هذا القرار الملكي السامي. 

وقال الديوان الملكي إن “هذا القرار يأتي تجسيدا للعناية التي يوليها الملك للأمازيغية باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية المغربية الأصيلة الغنية بتعدد روافدها، ورصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء”. 

وأضاف أن القرار أيضا “يندرج في إطار التكريس الدستوري للأمازيغية كلغة رسمية للبلاد إلى جانب اللغة العربية”. 

ورغم أن العاهل المغربي تعهد في عام 2001 بتعزيز اللغة، أثيرت القضية في احتجاجات “الربيع العربي” عام 2011 التي استطاعت السلطات إخمادها من خلال وضع دستور جديد.

واعترف المغرب في دستور 2011، بالأمازيغية لغة رسمية، مع طباعة أبجديتها، أو أحرفها الخاصة، على لافتات الطرق والمباني الحكومية. 

وجاء في هذه الوثيقة أن الأمازيغية لغة رسمية، لكن لم يُنشر قانون يحكم استخدامها حتى عام 2020.

وكانت الدولة المغربية قد اعترفت باللغة الأمازيغية في الخطاب الملكي لعام 2001 في بلدة أجدير شمالي البلاد، قبل أن يُصار إلى الاعتراف الدستوري بها لغةً رسميةً في عام 2011، في حين صدر القانون التنظيمي المتعلق بمراحل تفعيلها في مجالات الحياة في عام 2019.

وتتباين تسميات رأس السنة الأمازيغية في المغرب من منطقة إلى أخرى، ما بين “إيض يناير” أو “إيض سكاس” أو “حاكوزة”، وهذا العام يُحتفى برأس سنة 2973 بالتقويم الأمازيغي. ويعتدّ الأمازيغ بهذا التاريخ، إذ إنّ تقويمهم يتجاوز التقويم الغريغوري (الميلادي) المعترف به عالمياً بـ950 عاماً.

وينقسم المؤرّخون حول أصل الاحتفال برأس السنة الأمازيغية إلى فريقَين، الأوّل يرى أنّ اختيار 13 يناير من كلّ عام يرمز إلى الاحتفال بالأرض والزراعة، لذا يُحكى عن “السنة الفلاحية”، في حين يعيده الفريق الآخر إلى إحياء ذكرى انتصار الملك الأمازيغي شاشناق على الفرعون المصري رمسيس الثاني.

وبحسب الناشط الأمازيغي ورئيس “العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان” بوبكر أونغير، فإنّ “رأس السنة الأمازيغية مناسبة يحتفل بها أمازيغ المغرب والعالم ويستحضرون خلالها انتصارات الأمازيغ في التاريخ. ويحتفلون كذلك بالسنة الفلاحية (الزراعية) الجديدة التي ترمز إلى الخصب والعطاء، وهي بذلك مناسبة لا دينية أي غير مرتبطة بحدث ديني، بخلاف رأس السنة الميلادية أو رأس السنة الهجرية أو رأس السنة العبرية التي تؤرّخ كلها لأحداث ووقائع دينية”.

وتطبع ليلة رأس السنة الأمازيغية (12-13 يناير) طقوس احتفالية شعبية تتميّز بإعداد أطباق مخصّصة لهذه المناسبة، من بين أبرزها الكسكس بسبع خضار، و”تاكلا”. والأخير عصيدة تحضّر بمزج دقيق الشعير أو الذرة مع الماء قبل أن توضع على النار لتنضج، ثمّ تُقدَّم بعد تزيينها باللوز والتمر أو البيض المسلوق بحسب الرغبة، فيما يُسكَب وسطها زيت زيتون أو زيت أرغان أو عسل. وتعمد النساء إلى وضع “أغورمي” (نوى التمر) في “تاكلا” قبل تقديمها لأفراد العائلة، ويُعتقَد أنّ من يعثر على النوى في أثناء تناول العصيدة الساخنة سوف يكون الأوفر حظاً خلال السنة الفلاحية الجديدة.

كذلك تتضمّن الاحتفالات إلقاء محاضرات وتنظيم أنشطة أكاديمية تنظّمها مؤسسات حكومية وجهات أمازيغية، في حين بدا لافتاً في الأعوام الأخيرة انتقال الطقوس الخاصة بالاحتفال من المجال الخاص إلى ذلك العام، لتصير ممارسة جماعية في البلاد.