بايدن يخلط الأوراق باعترفه بـ “ابادة” الارمن وأنقره تنصح الرئيس الأمريكي بالنظر إلى ماضي (بلاده) وحاضرها

0
378

 طبع الرئيس جو بايدن بصماته على السياسة التي تنوي الولايات المتحدة اتباعها في منطقة الشرق الأوسط،وشمال أفريقيا بعد ثلاثة أشهر على دخوله البيت الأبيض.

واشنطن – أعلن البيت الأبيض اليوم السبت أن الرئيس الأمريكي جو بايدن اعترف بصورة رسمية بتعرض الأرمن للإبادة الجماعية في الإمبراطورية العثمانية.

وسرعان ما ردّ نظيره التركي رجب طيب إردوغان على الاعتراف، إذ اتهم “أطرافا ثالثة” بالتدخل في شؤون بلاده، فيما قال وزير الخارجية مولود تشاوش اوغلو إنّ تركيا “لا تتلقى دروسا من أحد حول تاريخها”.

وطالب المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن الولايات المتحدة بالنظر لماضيها، وذلك ردا على اعتراف الرئيس جو بايدن بمذبحة 1915 ضد الأرمن أواخر عهد العثمانيين بأنها إبادة جماعية.

وقال قالن في تغريدة على “تويتر” اليوم السبت: “نندد بقوة ونرفض تصريحات الرئيس الأمريكي التي تكرر فقط اتهامات الذين تقوم أجندتهم الوحيدة على العداء لتركيا… ننصح الرئيس الأمريكي بالنظر إلى ماضي (بلاده) وحاضرها”.

في المقابل، رحب رئيس الوزراء الارميني نيكول باشينيان بالقرار التاريخي للرئيس الاميركي معتبرا انه “خطوة قوية جدا لصالح العدالة والحقيقة التاريخية”.

وكتب بايدن في بيان: “الأميركيون يكرمون جميع الأرمن الذين لقوا حتفهم في الإبادة (التي وقعت) قبل 106 أعوام من اليوم”.

وأضاف “نحن نؤكد التاريخ. لا نفعل ذلك لإلقاء اللوم على أحد وإنّما لضمان عدم تكرار ما حدث”.

وكان الرئيس الديموقراطي الذي وعد خلال حملته الانتخابية بالتحرك بشأن هذه المسألة، أبلغ نظيره التركي الجمعة بقراره خلال محادثة هاتفية.

وأعرب عن رغبته في “علاقة ثنائية بناءة مع توسيع مجالات التعاون والإدارة الفعالة للخلافات”.

وقالت مسؤولة أميركية رفضت كشف اسمها، إنّ الاعلان يشكل “تكريما للضحايا”، مضيفة أن أنقرة “حليف مهم في حلف شمال الأطلسي”.

وكان الرئيس التركي وجّه تحذيراً مبطناً إلى واشنطن الخميس، من دون ذكرها.

فقد صرح خلال اجتماع مع مستشارين أنه سيواصل “الدفاع عن الحقيقة ضد الذين يدعمون كذبة ما يسمى ‘الإبادة الجماعية للأرمن’ (…) لأغراض سياسية”.

ورغم سنوات من ضغوط الجالية الأرمنية في الولايات المتحدة، لم يجازف أي رئيس أميركي بإثارة غضب أنقرة.

واعترف الكونغرس الأميركي بابادة الأرمن في كانون الأول/ديسمبر 2019 في تصويت رمزي. لكن الرئيس دونالد ترامب الذي كانت تربطه علاقة جيدة إلى حد ما بإردوغان، رفض استخدام هذه العبارة واكتفى بالحديث عن “واحدة من أسوأ الفظائع الجماعية في القرن العشرين”.

ويقدر الأرمن بمليون ونصف مليون عدد الذين قتلوا منهم بشكل منهجي خلال الحرب العالمية الأولى على أيدي قوات الإمبراطورية العثمانية التي كانت حينذاك متحالفة مع ألمانيا وامبراطورية النمسا-المجر. وهم يحيون ذكرى هذه الحملة في 24 نيسان/ابريل من كل عام.

اعترفت تركيا التي نشأت عند تفكك الإمبراطورية العثمانية في 1920، بوقوع مجازر لكنها ترفض عبارة الإبادة مشيرة إلى أن منطقة الأناضول كانت تشهد حينذاك حربا أهلية رافقتها مجاعة ما أودى بحياة بين 300 الف إلى نصف مليون أرمني وعدد كبير من الأتراك.

وكان بايدن قال في بيان في 24 نيسان/ابريل 2020 خلال الحملة الانتخابية “يجب ألا ننسى أبدا ولا أن نبقى صامتين حيال حملة الإبادة المروعة والمنهجية هذه”.

وأضاف “إذا لم نعترف بالإبادة بشكل كامل وإذا لم نحيي ذكراها وإذا لم نعلمها، فإن كلمات ‘لن تتكرر أبدا’، لن تعني شيئا بعد ذلك”.

ولن يكون لإعلان بايدن أي تأثير قانوني لكنه لا يمكن إلا أن يؤدي إلى تفاقم التوتر مع تركيا التي وصفها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن “بالشريكة الاستراتيجية المفترضة” التي “لا تتصرف كحليف في العديد من الجوانب”.

ويؤكد الرئيس الديموقراطي أنه يريد جعل الدفاع عن حقوق الإنسان في صميم سياسته الخارجية. وقد أكدت حكومته الاتهام ب”الإبادة” الذي وجهته إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في الأيام الأخيرة من ولايتها، للصين لقمعها المسلمين الأويغور.

وجاء في البيان أن “الشعب الأمريكي يكرم الأرمن الذي لقوا مصرعهم بالإبادة التي بدأت في مثل هذا اليوم قبل 106 أعوام”.