بنكيران يهاجم أخنوش “لا يصلح أن يكون رئيساً للحكومة” و “ما يُرتب له ليس في صالح البلد”؟؟

0
310

شن عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة المغربية السابق، اليوم الأحد، هجوماً عنيفاً على عزيز أخنوش، رئيس حزب “التجمع الوطني للأحرار” ووزير الفلاحة والصيد البحري منذ 15 سنة، واصفاً إياه بأنه “لا يصلح أن يكون رئيساً للحكومة”.

واضاف بنكيران ،إنه يشعر أن “هناك شيء يُحَضَّر في الخفاء (لم يذكره) بخصوص انتخابات 8 سبتمبر الجاري”. 

وأضاف،  في بث مباشر عبر صفحته بـ”فيسبوك”: “لا أدري هل سيغير ذلك الذي يتم التحضير له من المعطيات أم لا، لكن أجزم أن ما يرتب له ليس في صالح البلد”.




وزاد بقوله: “أيها المغاربة، خدوا الاحتياط بخصوص من سيصبح غدا رئيس حكومتكم وأنتم تدلون بأصواتكم”.

ووجه بنكيران انتقادا إلى الأمين العام لحزب “التجمع الوطني للأحرار”، عزيز أخنوش، قائلا: “بين عشية وضحاها أصبح مطروح علينا التصويت عليه باعتباره رئيس الحكومة المحتوم، بعدما قاطع المغاربة شركاته”.

واعتبر بنكيران أن أخنوش مجرد رجل أعمال تحيط به شبهات، وقد غرر به، مضيفا “غايفوت العرس تلقا نفسك وجها لوجه مع شعب ودولة”.

وأكد بنكيران أن أكبر تحد سيواجهه المغرب في اقتراع 8 سبتمبر (أيلول)، هو ما وصفه بـ”كارتيل المال والسلطة والإعلام”، الذي “يريد أن يضع اليد على رئاسة الحكومة»، معتبراً أن ذلك يشكل «خطرا على مصلحة المواطنين واقتصاد الوطن”.

وأكد بنكيران أن المقاطعة التي كان يراد إلصاقها بحزب العدالة والتنمية، لم يكن لحزبه يد فيها، متمنيا لو كان بمقدور البيجيدي القيام بمثل هذه المقاطعة ليقوم بها اليوم.

وعبر بنكيران عن رفضه لفتح الأبواب السياسية لأخنوش ليصبح رئيسا للحكومة، بعدما فتحت في وجهه أبواب الاقتصاد، حتى أصبح من أغنى أغنياء المغرب، مشيرا إلى ملف المحروقات و17 مليارا التي تأخر حكم مجلس المنافسة فيها دون سبب مقنع. 

يدخل حزب العدالة والتنمية المعركة الانتخابية، وفي رصيده عشر سنوات من التدبير الحكومي، ليست كلها مشرفة، لا سيما في ولايته الحكومية الثانية بقيادة سعد الدين العثماني. فقد بدا وكأنه منفذ لأوامر وتعليمات الدولة العميقة، وحتى ولو على حساب مرجعية وهوية ومصداقية الحزب (قانون فرنسة التعليم أو التطبيع أو تقنين الكيف…). علاوة على استغراق الحزب في التدبير، مركزياً ومحلياً، على حساب التنظيم، ما فاقم المشاكل التي عجلت باستقالة المئات من المناضلين، وحل فروع الحزب في بعض المواقع.

ويسوّق حزب التجمع الوطني للأحرار نفسه بديلاً، يمكن الرهان عليه، لإصلاح “أخطاء” الحكومة الحالية، التي يشارك فيها، ويا للمفارقة، بحقائب وزارية وازنة (المالية، الفلاحة، الصناعة، التجارة…). وينسى مناضلون أن الجزء الأكبر من مشاكل المغرب، منذ سنوات وليس فقط اليوم، هو زواج المال بالسياسة، وحزب الأحرار المثال الصارخ لهذه الظاهرة، لدرجة يوصف بحزب “رجال الأعمال”. وتبقى حملة المقاطعة التي طالت شركة لتوزيع المحروقات يملكها زعيم الحزب عزيز أخنوش أبهى صور رفض المغاربة لاقتران السياسية بالاقتصاد.

وكان الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة (وسط يمين) اتهم الخميس حزب التجمع “بإغراق الساحة الانتخابية بالمال” وهي اتهامات وجهها أيضا الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بنعبدالله (يسار وسط) إلى التجمع في حوار مع موقع محلي إخباري هذا الأسبوع. 

وجدد حزب العدالة والتنمية (إسلامي معتدل) الذي يقود الائتلاف الحكومي في بيان الأربعاء “تنديده بالاستعمال الفاحش للأموال في استمالة الناخبين”، من دون تسمية أي طرف.

وأكد حزب التجمع الوطني للأحرار، المنافس على صدارة الانتخابات البرلمانية المقررة في 8 سبتمبر/أيلول بالمغرب، رفضه القاطع لاتهامه باستعمال غير مشروع للمال في الحملة الانتخابية.

وهذا أول ردّ رسمي من الحزب الذي تشير كل التوقعات إلى أنه قد يتصدر نتائج الانتخابات التشريعية في ظل تراجع واضح لحظوظ حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يقود الائتلاف الحكومي.

وقال الحزب في بيان الجمعة إنه “تلقى باستهجان شديد التصريحات الإعلامية الخطيرة الصادرة عن السيد عبداللطيف وهبي الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة في حق الحزب”، مؤكدا “رفضه القاطع المس بحسن سير العملية الانتخابية والإضرار بصورة المملكة”.

ورد “التجمع” في بيان أصدره أمس على وهبي قائلاً إنه تلقى “باستهجان شديد” التصريحات الإعلامية “الخطيرة” الصادرة، عن الأمين العام لحزب “الأصالة والمعاصرة”.

ووصف البيان تصريحات وهبي بأنها «تبتغي التشويش على السير الناجح للحملة الانتخابية لحزب التجمع الوطني للأحرار، ونجاحها الجماهيري الواسع في التواصل والتجاوب مع فئات عريضة من عموم المواطنات والمواطنين”.

وكان حزب التجمع لعب دورا رئيسيا في تشكيل الحكومة الحالية بعد انتخابات 2016 ويتولى فيها وزارات أساسية مثل الاقتصاد والمالية والزراعة والصناعة. ويرأسه رجل الأعمال عزيز أخنوش الذي يوصف بأنه “قريب من القصر” الملكي.

أما حزب الأصالة والمعاصرة فكان المنافس الرئيسي للإسلاميين لسنوات، قبل أن يفشل في إزاحتهم من صدارة الانتخابات الأخيرة العام 2016 وأسسه مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس حاليا، فؤاد عالي الهمة في العام 2008، قبل أن يغادره في 2011.

وتتواصل الحملة الانتخابية في المغرب منذ أسبوع حيث يراهن نحو 30 حزبا على إقناع قرابة 18 مليون مغربي لانتخاب نواب الغرفة الأولى للبرلمان (395)  وأكثر من 31 ألفا من أعضاء مجالس المحافظات والجهات في يوم واحد.