أطلق القيادي عبد الله بوانو رئيس المجموعة النيابية لحزب “العدالة والتنمية” (معارضة)، الاثنين،وابلاً من القذائف التعبيرية انتقاداً لحكومة عزيز أخنوش ولأداء البرلمان خلال الدورة التشريعية التي اختتمت الأسبوع المنصرم.
فقد ركز عبد الله بوانو، انتقاده لحكومة أخنوش على أن هناك توجهاً نحو “الهيمنة والتحكم وقتل السياسة”. وقال: “اليوم هناك تغول وتوجه نحو الهيمنة، وكلما وجهنا انتقاداً للحكومة تهاجمنا الأغلبية وتشوش علينا”، معتبرا أن الحكومة ضعيفة ولا تقوى على القدوم للبرلمان من أجل المساءلة.
وقال بوانو في كلمته خلال ندوة صحافية عقدتها فرق المعارضة بمجلس النواب، أن حكومة عزيز أخنوش تدبر الشأن العام بمنطق السوق، أي عبر العرض والطلب، وأنها حكومة “ماعندهاش كبدة على الشعب”.
وأشار رئيس المجموعة إلى الاحتقان بسبب غلاء الأسعار، محذرا من إمكانية حدوث انفجار، دون القدرة على التحكم فيه، مبرزا أن هذا السبب هو الذي جعل المعارضة تجتمع وتنسجم فيما بينها.
ولفت بوانو إلى أن أخنوش، هو أحد المستفيدين اليوم من غلاء أسعار المحروقات، ويرمي كل شيء لمجلس المنافسة، داعيا إلى تغيير قانون المجلس لتحسين أدائه، وأكد أنه لا يمكن تبرير الزيادات بغلاء المواد الأولية، وترك الشعب “ياكل العصى”.
ووصف المتحدث حكومة أخنوش بأنها حكومة تقنوقراط بألوان حزبية، حصل فيها أسرع تعديل وزاري، وأنها حكومة ذوي القربى، وتراجعت عن الوعود الانتخابية، وتكرس البطالة المقنعة عبر “اوراش”، وكذا الهيمنة والاقصاء، فضلا عن هروبها من البرلمان والخوف من المساءلة، وتطبيعها مع الفساد، عبر سحب قوانين مكافحة الفساد من المؤسسة التشريعية.
وانتقد بوانو بشدة منع نقل أشغال اللجن بمجلس النواب عبر الإعلام، عكس ما كان يجري في السابق، وتصدي برلمانيي الأغلبية للإجابة عن أسئلة المعارضة، متهما الأغلبية بالتشويش، وتمييع الخطاب السياسي في البرلمان.
في المشهد السياسي المغربي، بالرغم من ان غالبية قوى المعارضة تمارس دورها في إطار الالتزام بالدستور كما أنها معارضة للحكومات وبرامجها وليس للنظام والدولة، إلا أنها ضرورية لترسيخ واستمرارية المسار الديمقراطي أو ما يُطلق عليه أحيانا اللعبة الديمقراطية. وحاجة المغرب لمعارضة برلمانية قوية لا تقل عن حاجته لحكومة قوية، وغياب او ضعف المعارضة البرلمانية مؤشر على وجود خطب ما في النظام السياسي.
فالحكومة القوية والنظام السياسي القوي يحتاج أيضا لمعارضة برلمانية قوية تراقب عمل الحكومة ولها القدرة على ضبط وامتصاص غضب الجماهير وتحريك الشارع، إن دعت الضرورة، في إطار القانون واحترام المؤسسات وبما يمنع من اختراق فضاء المعارضة من اية اطراف معادية.
وحتى تقوم المعارضة بهذا الدور يجب أن تلمس بأن لديها فرصة للتناوب والتداول على السلطة وليست مجرد ديكور لإضفاء طابع ديمقراطي على النظام السياسي، وقد سبق لرئيس وزراء بريطانيا الأسبق ونستون تشرشل أن قال “لو لم يكن هناك معارضة لخلقناها”، وذلك ادراكاً منه أن لا ديمقراطية حقيقية بدون معارضة حقيقية مؤهلة لاستلام السلطة في الانتخابات القادمة، فضمان تداول السلطة أهم مرتكزات الديمقراطية.
كان من الممكن الحفاظ على حالة التوازن لو أن أحد الأحزاب الليبرالية والمحافظة المشارِكة في الائتلاف الحكومي -التجمع الوطني للأحرار، الأصالة والمعاصرة، وحزب الاستقلال- تواجد في ساحة المعارضة ليس فقط للحفاظ على التوازن العددي بل أيضا المجتمعي والطبقي.
حكيم زياش يعلن اعتزال اللعب دوليا و “لن أعود للمنتخب المغربي”