بقلم: المنتصر بالله الإدريسي
قرر فيما أصبح يعرف في الإعلام حول حزب الاستقلال بتيار طنجة بزعامة القيادي في الحزب محمد سعود، الخروج بجميع أوراقه وأسلحته المحرمة أخلاقيا وسياسيا، بدل الخروج بأفكار تهم المغاربة والتدبير العمومي، في بلاغات وتصريحات، وصفها استقلاليون بأنها عدائية ضد الحزب الذي آوى اعضاء التيار، وسال مداد كثير منذ أن اتفقت الأطراف القوية داخل الحزب على عقد المؤتمر وعلى التجديد لنزار بركة على رأس الحزب.
سعود عرف عنه ارتباطه بمشاكل قضائية كثيرة منذ 1995، وصدور عدة أحكام عليه بالحبس الموقوف التنفيذ في ملفات كثيرة منها ملفات فساد انتخابي ثم عرف عنه ملفات مقاضاة أطراف من الجالية بخصوص مشاريع عقارية لم يوف بها، مما سبب له متابعة قضائية بعضها إنتهى بارجاعه أموال المتعاقدين معه، حسب تقارير إعلامية وثقت هذه الوقائع.
لقد وضع هذا القيادي نفسه في موقع “المتمرد” على قيادة حزبه، و اعتبرت مناوراته الأخيرة لاسيما باللعب في ملف أخلافي يمس شرف سيدة، ضد زميله في قيادة الحزب نور الدين مضيان، الشيء الذي جعل بعض الاستقلاليين يصفون هذا السلوك بحرق جميع مراكب العودة وربما الاستعداد لمغادرة الحزب إلى وجهة حزبية تناسبه وتناسب تطلعاته خصوصا أن طموحه أكبر من مجرد انتماء إلى حزب وطني عريق، وتنوع رغباته من إمكانية الإستفادة من مناصب في الدولة إلى ممارسة دور رجل أعمال قادم من أوروبا.
وردا على ما ورد في رسالته الأخيرة إلى نزار بركة التي حاول فيها إعلان العصيان التنظيمي ولو على حساب شرف امرأة، قال استقلالي عارف بدهاليز الحزب وتياراته، أن ما ازجع سعود وفريقه هو انتصاب آل الرشيد إلى الشرعية وإلى القانون بضرورة تصحيح الاختلالات وتنظيم المؤتمر في اقرب وقت، مما اعتبره سعود تخليا عنه وهو الذي اصطف طويلا إلى فكرة تنظيم المؤتمر إلى ما بعد التعديل الحكومي، غير أن الرياح سارت في إتجاه يخالف طموحه وبذلك فإن تنظيم المؤتمر قبل التعديل يفقده ورقة الضغط على نزار بركة من أجل الحصول على مكسب يهدف إليه. وبذلك وحسب ذات الاستقلالي، يكون سعود قد نسي أن السياق الذي يعيشه المغرب هو التقاء إرادة الدولة مع إرادة المجتمع في تطهير صفوف الاحزاب والرقي بها إلى مستوى تخليقي يليق بالتحديات والانتظارات التي يبني عليها المغرب خطاه نحو سنة 2030 التي ستكون سنوات تسليط الضوء على المغرب بجميع مكوناته.
134,7 مليون أورو قرض فرنسي لدعم إصلاح التعليم بالمغرب بعد 60 سنة من الفشل المتكرر