قال رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، خلال استقباله رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة اليوم الاثنين، وعن تطلع الرباط إلى نجاح الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 24 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وذلك بالتزامن مع دعوة الجانب الليبي إلى دعم المملكة المغربية الشريفة للتحضير لها، ورغبته في الاستفادة من التجربة المغربية في بناء المؤسسات.
وبَدَأ الدبيبة الأحد زيارة رسمية إلى المملكة المغربية، حيث التقى رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني ورئيس مجلس النواب المغربي الحبيب المالكي ووزير الخارجية ناصر بوريطة. وبُحِثَ خلال اللقاءات العلاقات الليبية المغربية وسبل تعزيز روابط الأخوة بين الشعبين الشقيقين وتطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات بما يخدم مصلحة البلدين، وفق المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة.
جاء ذلك خلال مباحثاته مع نظيره الليبي، جمعه مع عقيلة صالح، رئيس المجلس النواب الليبي، الذي وصل إلى العاصمة الرباط الخميس، في زيارة غير محددة المدة.
استقبلت صباح اليوم، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، السيد عبد الحميد الدبيبة، الذي يزور #المغرب على رأس وفد حكومي هام، في إطار تعزيز علاقات التعاون بين البلدين.
وأكدت له مجددا دعم المغرب لكل الجهود الرامية لإنجاح الانتخابات المقبلة بما يضمن استقرار #ليبيا وأمنها. pic.twitter.com/uw23CmDgLx— سعد الدين العثماني EL OTMANI Saad dine (@Elotmanisaad) June 28, 2021
وأكد سعد الدين العثماني، أن “الانتخابات في ليبيا المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر/كانون أول المقبل، هي المرحلة الحاسمة لإقرار الشرعية، وعن التزام المملكة المتواصل بالمساندة الإيجابية لأي حل للقضية الليبية تتفق عليه المكونات الليبية وترضي الشعب الليبي، معربا عن ارتياحه وترحيبه بزيارة الوفد الليبي الهامة التي تشكل فرصة للدفع بالعلاقات الثنائية وبالتعاون بين البلدين على جميع المستويات.
وزاد “المملكة ترى أن إجراء الانتخابات يجب أن يكون الهدف الأساسي في المرحلة المقبلة”. متابعا “يجب تمكين الليبيين من انتخاب مؤسساتهم بكل حرية، وبتعليمات من العاهل المغربي (محمد السادس)، سنكون مع المؤسسات الشرعية الليبية”.
وحسب بيان صادر عن رئاسة الحكومة ، فقد أكد الجانبان قوة ومتانة علاقات الصداقة العريقة التي تجمع بين البلدين والشعبين، مشددا على رغبة الحكومتين في الدفع بالتعاون الثنائي في مختلف المجالات، والعمل على توفير الظروف الملائمة لتعزيز المبادلات التجارية المغربية الليبية وتوسيع آفاقها، وتطلعهما إلى عقد اللجنة العليا المشتركة المغربية الليبية في الفترة المقبلة.
https://twitter.com/libyaalahrartv/status/1409468952670052357
وفي وقت سابق من صباح اليوم، دعا رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية الرباط إلى دعم بلاده في تحضيرها للانتخابات المقررة في 24 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، مؤكدا رغبتها في الاستفادة من التجربة المغربية في بناء المؤسسات.
وقال الدبيبة بعد مباحثات أجراها مع رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي: “نفكر في إجراء الانتخابات في ديسمبر/ كانون الأول المقبل، والتي نريد فيها مشاركتكم ومساعدتكم لتقديم كل التسهيلات والدعم”، مؤكدا أن هدف حكومته واحد، وهو استرجاع ليبيا وإدارتها من خلال الاتفاقات أو الانتخابات.
كما طلب رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية من المغرب الاستمرار في تقديم الدعم والمساندة لتحقيق استقرار ليبيا، خصوصا أن “البلاد استطاعت توحيد 80 في المئة من المؤسسات المنقسمة خلال 3 أشهر”، مضيفا أن زيارة المغرب تأتي لمناقشة عدة مواضيع، إضافة إلى بحث تفعيل اللجنة العليا المشتركة والإسراع لعقد لجنة القنصلية المشتركة.
من جهته، اعتبر رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي أن المصالحة الوطنية هي “المفتاح لإيجاد حل للقضية الليبية”، مشيرا إلى أن الحلول توجد داخل ليبيا لا خارجها، لذلك دعم المغرب الحوار الليبي – الليبي، واعتبره الحل الوحيد للأزمة الحالية.
والأربعاء الماضي ، عقد مؤتمر “برلين 2” حول ليبيا في العاصمة الألمانية، بمشاركة 15 دولة، بينها تركيا، إضافة إلى 4 منظمات إقليمية ودولية.
وغاب المغرب عن المؤتمر رغم دعوته رسميا إلى حضور فعالياته، وذلك جراء خلافات دبلوماسية بين الرباط وبرلين.
وسبق أن احتضن المغرب 5 جولات من الحوار الليبي بين المجلس الأعلى للدولة (نيابي استشاري) ومجلس النواب، وتوصلا خلالها إلى اتفاق حول آلية تولي المناصب السيادية في البلاد.
وفي مارس/ آذار الماضي، تسلمت سلطة انتقالية منتخبة، تضم حكومة وحدة ومجلسا رئاسيا، مهامها لقيادة ليبيا إلى انتخابات برلمانية ورئاسية في 24 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وشهدت ليبيا، منذ أشهر، انفراجا سياسيا، ففي 16 مارس/ آذار الماضي، تسلمت سلطة انتقالية منتخبة، تضم حكومة وحدة ومجلسا رئاسيا، مهامها لقيادة البلاد إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 ديسمبر/كانون الاول 2021.
ويرى مراقبون ان إصرار تركيا على إبقاء قواتها ومرتزقتها في ليبيا رغم الضغوط الدولية يمثل تهديدا لمسار العملية السياسية في البلاد ويهدد بعودة البلاد الى مربع العنف.