طارق السكتيوي مدرباً جديداً للمنتخب الوطني لأقل من 23 سنة..لماذا وليد الركراكي اعترف بالفشل وتم إكرامه بعقد جديد؟

0
338

أن يخرج مدرب أو مسؤول ما ويعلن اعتذاره واستقالته من منصبه بعد فشله المتكرر في إنجاز مهمته و واجباته تجاه الشعب المغرب الصابر والمحتسب..أن يعترف بأخطائه وعجزه وتقصيره .. هي خيارات مستبعدة من قواميس المسؤولين ومرفوضة حتى الرمق الأخير بل حتى آخر ذرة “كرامة” .

أعلنت جامعة لقجع لكرة القدم، الذي يعتبر أقوى رجل في البلاد، عن تعيين الإطار الوطني، طارق السكتيوي، مدربا للمنتخب الوطني لأقل من 23 سنة، بدلا من السيد عصام الشرعي.

فرغم  إعلان وليد الركراكي المسؤولية عن فشل المنتخب المغربي في كأس الأمم الإفريقية، بل تم تكريمه بتجديد عقده مع جامعة “لقجع” …”في الأعراف الكروية الدولية، المدرب يقدم استقالته بعد فشله، لكن عندنا في المغرب المدرب يحمل المسؤولية لنفسه، وتجدد الثقة فيه لخمس سنوات أخرى.

الإقصاء المبكر من “كان”  شكل ضربة قاسية لأحلام الجماهير المغاربية، التي آمنت كثيرا بقدرات حكيمي وزملائه في التتويج باللقب للمرة الثانية في تاريخ بلادهم بعد عام 1976، خاصة بعد الظهور اللافت للمجموعة في مونديال قطر، الذي بوأهم المرتبة الرابعة عالميا.

وأوضحت الجامعة، في بلاغ نشرته على موقعها الإلكتروني، إلى أن هذا التغيير يأتي في إطار النهج الجديد للجنة المنتخبات الوطنية والمتمثل في التنسيق والتواصل بين الاطر التقنية لكافة المنتخبات الوطنية .

وتقدمت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، من خلال البلاغ ذاته، بالشكر الجزيل للسيد عصام الشرعي لما قدمه خلال إشرافه على المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة.

يذكر أن المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة، سيشارك في دورة الألعاب الأولمبية في باريس، في الفترة الممتدة ما بين 26 يوليوز و11 غشت المقبلين.

تفضيل أهل الولاء والخضوع على أهل الموهبة والتميز

اليوم وفي ظل الإصرار على سيادة مفهوم أهل الولاء والخضوع على أهل الموهبة والتميز..اليوم يبدو أن الأمر مايزال أيضا ًغير بسيط على أولئك الذين وبالرغم من فشلهم الفاضح يتمسكون بكراسيهم حتى آخر برغي , وآخر ليتر بنزين .

إنها ثقافة أنا أو لا أحد .. ثقافة أنا ومن بعدي الطوفان ..ثقافة عبادة الكرسي والتمسك به بالأسنان والأظافر وإباحة فعل كل شيء لأجله .. إنها الثقافة المعادية لثقافة تقديم الاستقالة التي لم تنضج بعد في بلادنا .. ثقافة الخصم لثقافة الاعترف بالمسؤولية الأدبية و الأخلاقية .

لماذا هناك في بلاد “الغرب ” نجد المسؤولين ومن كافة المستويات يقدمون استقالاتهم عند أول خطأ و لا يسارعون إلى التبرير والتنصل من المسؤولية حتى وإن لم يكونوا مسؤولين عنها بشكل مباشر؟ .. لماذا هناك يعترفون بالأخطاء ويقرّون بالتجاوزات حتى وإن لم تكن في نطاق اختصاصاتهم المباشرة ؟.. لماذا هناك احترام لحرمة الكرسي .. احترام للقانون ولقيمة الحساب والعقاب ..احترام لمشاعر ورغبات الناس؟ .

لماذا هنا مايزال مفهوم الاستقالة بالنسبة لأصحاب التواقيع شيء معيب مشين , بل خارج الخيارات ؟ .. لماذا هنا إذا ما تم إعفاء مسؤول من منصبه فإنه لا يعترف بفشله بل يلوم غيره ويتأبط بنظرية المؤامرة عليه ؟ .. لماذا هنا العقليات مازالت تعيش خارج حدود الشجاعة لثقافة الاعتراف والاعتذار والتنحي الإرادي ؟.. لماذا المكابرة والمماطلة بالرغم من وجود قرائن كافية لتأكيد الفشل ؟.. لماذا هنا ثقافة الاستقالة تقتصر على الوسط الرياضي، وتحديداً في حالة هزيمة فريق في مباراة هامة ؟.

لماذا لانريد أن نفهم أن ثقافة الاستقالة هي حالة حضارية باعتبارها تقوم بتغليب الصالح العام على كافة أنواع الصالح الأخرى؟ .. لماذا لانريد أن نفهم أنها دليل على احترام المسؤول لنفسه ولمن حوله؟ .. إنها الفعل المعاكس تماماً للحماقة .

أعتقد أنه من المفيد التأسيس لثقافة الاستقالة التي تبدأ بالبيت حين يتعلم الصغار الاعتذار لآبائهم وإخوتهم وأصدقائهم وجيرانهم عن الأخطاء مهما صغرت.. ثقافة قادرة على خلق جيل جديد يمتلك موهبة النقد الذاتي وتقبّل النقد من الآخرين .

سيادة ” المسؤول ” إن الحفاظ على المال العام مسؤوليتي ومسؤوليتك ومسؤولية الجميع، ولا ينبغي تحت أي ظرف كان التخلي عن هذه المسؤولية، أو السماح لأي طرف أن يمس حقوق الدولة والمجتمع، أو يقترب منها، شرعاً وعرفاً وأخلاقاً وقيماً ومبادئ وقانوناً.. ويبقى السؤال لو فجأة استفاق مفهوم ثقافة الاستقالة لدى المسؤولين في بلدنا ، كم مسؤولاً سيبقى في موقعه ؟.