“عباس يبلغ بلينكن استعداد السلطة إدارة غزة بعد “الحرب والقضاء على حماس”

0
273

بينما لا تجد إسرائيل والولايات المتحدة مخرجا من المأزق في قطاع غزة لمرحلة ما بعد الحرب والقضاء على حماس، جاء الجواب سريعا من الرئيس الفلسطيني لينهي حيرة الطرفين بقبول عودة السلطة الفلسطينية لإدارة القطاع.

كشفت صحيفة “واشنطن بوست”، اليوم الأحد، أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبدى استعداده، خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، للمساعدة في إدارة قطاع غزة إذا أُطيحت حركة حماس، بحسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته.

والتقى عباس، ظهر اليوم الأحد، بوزير الخارجية الأميركي في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، وسط تظاهرات شعبية في المدينة تنديداً بزيارة الأخير، تخللها إحراق صور بلينكن وهتافات ترفض الموقف الأميركي المنحاز للاحتلال الإسرائيلي.

ورفع المشاركون لافتات تحمل صور بلينكن مرفقة بعدة عبارات تندد بالموقف الأميركي، على غرار: “كيف تشعر وأنت متواطئ بالإبادة الجماعية”، و”بلينكن الدماء على يديك”، كما رددوا شعارات تدعم المقاومة الفلسطينية.

وخلال لقائه عباس، قال الوزير الأميركي إنّه “ينبغي عدم تهجير الفلسطينيين قسراً”، في إشارة إلى ما يحصل في قطاع غزة، مؤكداً التزام الولايات المتحدة بـ”تعزيز الكرامة والأمن للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء”.

وأضاف أن الولايات المتحدة ملتزمة بتقديم المساعدات الإنسانية واستئناف الخدمات الأساسية في قطاع غزة.

وعبّر الوزير الأميركي عن التزام بلاده بالعمل من أجل تحقيق التطلعات الفلسطينية لإقامة الدولة الفلسطينية.

وفي ما يتعلق بالضفة الغربية، أكد بلينكن أن واشنطن تُدين “العنف المتطرف” ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، في إشارة إلى هجمات المستوطنين المتصاعدة.

من جهته، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالوقف الفوري للحرب المُدمرة، والإسراع في تقديم المساعدات الإنسانية من مواد طبية وغذائية ومياه وكهرباء ووقود إلى قطاع غزة.

وقال عباس في تصريحات له خلال اللقاء: “نلتقي مرة أخرى في ظروف غايةً في الصعوبة، ولا توجد كلمات لوصف حرب الإبادة الجماعية والتدمير التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في غزة على يد آلة الحرب الإسرائيلية، دون اعتبار لقواعد القانون الدولي”.

يشار إلى أن بلينكن شارك -أمس السبت- في اجتماع وزاري مع نظرائه من عدة دول عربية وهي مصر والسعودية والإمارات وقطر بالإضافة إلى الأردن، في حين تدين الدول العربية بشدة مواصلة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة الذي أدى إلى سقوط آلاف الضحايا المدنيين.

وطالب وزراء الخارجية العرب بوقف فوري لإطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة، بينما قال بلينكن إن وقف إطلاق النار الآن سيتيح لحماس إعادة التموضع وتكرار ما فعلت، بحسب تعبيره.

وتسيطر حركة حماس منذ العام 2007 على قطاع غزة وشنت في السابع من أكتوبر الماضي هجوما مباغت على إسرائيل قتل فيه 1400 إسرائيلي وأسرت خلاله أكثر من 200 بين جنود ومستوطنين وأجانب.

وكان عباس قد أعلن أن ممارسات وأنشطة حماس لا تمثل الفلسطينيين في غمرة العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة قبل أن تحذف وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية تلك الإشارة التي أثارت جدلا واسعا.

وواجه الرئيس الفلسطيني الذي هوت شعبيته بشدة انتقادات حادة واحتقانا شعبيا في الضفة الغرب مقر سلطته، بسبب صمته إزاء المجازر التي ترتكبها إسرائيل وبسبب قمع مظاهرات خرجت في الضفة تضامنا مع قطاع غزة.

كما بدا في وضع العاجز عن التعاطي مع أسوا هجوم تتعرض له غزة، بينما أثير في وسائل الإعلام العبرية والأميركية سؤال ملح حول من سيدير قطاع غزة بعد انتهاء الحرب وبعد تعهد قادة إسرائيل بالقضاء على حركة حماس وحكمها.

وجاء الجواب الأحد من الرئيس الفلسطيني الذي لم يمانع إدارة القطاع لكنه ربط ذلك بـ”حل سياسي شامل” للنزاع.

وقال عباس الذي التقى بلينكن للمرة الثانية منذ السابع من أكتوبر “قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين وسنتحمل مسؤولياتنا كاملةً في إطار حل سياسي شامل على كل من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة”.

وكانت الولايات المتحدة قد جددت تأكيدها بأن حل الدولتين هو الخيار الوحيد لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقال بلينكن في وقت سابق إن السلطة الفلسطينية يجب أن تسيطر على قطاع غزة. ووصف عباس الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع بأنها “حرب إبادة جماعية”.

وأضاف الرئيس الفلسطيني الذي استقبل بلينكن في مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله “لا توجد كلمات لوصف حرب الإبادة الجماعية والتدمير التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في غزة على يد آلة الحرب الإسرائيلية، بدون اعتبار لقواعد القانون الدولي”.

وحذر الوزير الأميركي من جانبه من “التهجير القسري” للفلسطينيين في قطاع غزة، وفق ما أفاد متحدث باسم الخارجية الأميركية، فيما أعلن عباس رفضه لتهجير الفلسطينيين إلى “خارج غزة أو الضفة أو القدس” مؤكدا على رفضه “القاطع” لذلك.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إن الجانبين ناقشا أيضا “ضرورة وقف أعمال العنف التي ينفذها متطرفون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية”، في إشارة على وجه التحديد إلى أعمال العنف التي ينفذها المستوطنون وتسببت بمقتل عدد من الفلسطينيين خلال الشهر المنصرم.

وقتل أكثر من 150 فلسطينيا في مواجهات مع جنود إسرائيليين وفي هجمات شنها مستوطنون وفق وزارة الصحة في رام الله.

ورأى عباس أن الأحداث في الضفة الغربية والقدس ما هي إلا “جرائم تطهير عرقي وتمييز عنصري وقرصنة أموال شعبنا الفلسطيني”.

وزيارة بلينكن غير المعلنة إلى رام الله لأسباب أمنية، هي الأولى منذ السابع من أكتوبر وسط مخاوف من اتساع نطاق الحرب.

وعقب اجتماعه بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني السبت، أعرب بلينكن عن “قلقه بشأن تزايد العنف في الضفة الغربية” كما أكد على “التزام الولايات المتحدة بالعمل مع الشركاء نحو سلام دائم في المنطقة” وفق بيان.

وأعربت الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية والعربية عن قلقها إزاء تصاعد العنف في الضفة الغربية.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الجمعة إن الوضع في الضفة الغربية المحتلة “مثير للقلق” ويستدعي تحركًا “عاجلًا”، مع التشديد على العنف الذي يمارسه المستوطنون الإسرائيليون ضد الفلسطينيين.

والجمعة ايضا قال الجيش الإسرائيلي إن قواته “تقوم بعمليات ضد حماس” لا سيما في جنين ونابلس في شمال الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967. وينفذ منذ شهر حملات اعتقال واسعة في الضفة الغربية طالت أكثر من 2000 فلسطيني وفق ما أعلن نادي الأسير الفلسطيني.

ويواصل الجيش الإسرائيلي منذ 30 يوما حربا مدمرة على غزة، استشهد فيها حتى اللحظة 9770 فلسطينيا، منهم 4800 طفل و2550 امرأة و596 مسنا، فيما أصيب أكثر من 24 ألفا آخرين، كما استشهد 151 فلسطينيا واعتقل 2080 بالضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.