مدريد – أثارت “كمامة للعلم الوطني مغربي”، ارتداها نائب عن الحزب الشعبي الإسباني جدلا بين أنصار اليمين المتطرف في البلاد، وفق ما نقل موقع “بوبليكو” الإسباني.
وأشار الموقع إلى أن النائب عن الحزب الشعبي، أنطونيو غونزاليس، ارتدى كمامة تظهر علم المغرب خلال جلسة برلمانية لمراقبة الحكومة، وفي الوقت الذي قيل إنها بهدف توجيه إشارة إلى الرباط، اعتبرها أنصار حزب “فوكس” اليميني “خيانة”.
وتعرض النائب إلى هجوم على مواقع التواصل الاجتماعي ووصفه مغردون بأنه “خائن” و أنه “باع نفسه للمغرب”.
وقال آخرون إن النائب ارتدى الكمامة لمهاجمة حكومة بلاده أيضا.
وأشار الموقع إلى أن الكمامة حمراء وفيها نجمة وهما مما يحتويه العلم المغربي.
🖋️ BULOCRACIA| "Recorre las redes sociales un bulo tontísimo que pone una 'mascarilla de Marruecos' en boca del diputado del PP Antonio González Terol"
Por @luismgarcia7 https://t.co/FNEeWphVCB
— Público (@publico_es) May 27, 2021
وقال الموقع إن العلم المغربي رغم ذلك يختلف عن الكمامة التي ارتدها النائب الإسباني، إلا أن لونها والنجمة دفعت أنصار الحزب إلى مهاجمته.
واعتبر الموقع أنه من المستبعد أن يرتدي سياسي شعبي كمامة تحمل علم المغرب لبعث رسالة إلى الحكومة، رغم أن كل شيء يبقى ممكنا، يقول الموقع.
وكانت جريدة البايس قد نقلت منذ أربع اسابيع معارضة وزارة الداخلية استقبال زعيم البوليساريو خوفا من رد فعل مغربي، ومجددا نشرت جريدة إسبانيول يوم الأحد خبرا في الاتجاه نفسه.
واندلعت أزمة بين المغرب وإسبانيا واشتدت بعد نزوح قرابة عشرة آلاف من المغاربة إلى سبتة (المحتلة) ما بين الإثنين والأربعاء من الأسبوع الماضي، ووقع هذا الحادث كرد فعل من طرف المغرب على استقبال إسبانيا لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي. وتسبب الأمر في أزمة بين المغرب وإسبانيا وبين المغرب والاتحاد الأوروبي كذلك.
وكانت الرباط قد اتهمت الاتحاد الأوروبي بالغطرسة بعد تأييدها ودعمها لإسبانيا. ونقلت وكالة أوروبا برس يوم الأحد نية إسبانيا عدم رفع التوتر مع المغرب، حيث تعرب عن ارتياحها للدعم الأوروبي الذي حصلت عليه، وتريد تطوير مكافحة الهجرة مع المغرب.
وتحول هذا الحادث إلى أكبر موضوع في إسبانيا يخلف الجدل بين المعارضة والحكومة وفي وسائل الإعلام. ومن ضمن الأصوات التي ارتفعت في هذا الشأن، وزير الدفاع الأسبق فدريكو تريليو (2000-2004) الذي اعتبر ما جرى ليس سوى ستار يحجب ما اعتبره الحقيقة وهو “تخطيط المغرب لاستعادة سبتة ومليلية مستقبلا”.
والأسبوع الماضي، دعا المغرب، إلى التحقيق في دخول غالي إلى إسبانيا “بطريقة مزورة”، محذرا من أن إخراجه بنفس طريقة دخوله سيفاقم الأزمة بين البلدين بينما تحدثت مصادر ان غالي سيمثل امام المحكمة الاسبانية العليا لتورطه في قضية تتعلق بارتكاب جرائم حرب رفعها عليه معارضون من الصحراء المغربية.
ومنذ 1975، هناك نزاع بين المغرب و”البوليساريو” حول إقليم الصحراء المغربي، بدأ بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، وتحول الصراع إلى مواجهة مسلحة استمرت حتى 1991، وتوقفت بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، برعاية الأمم المتحدة.
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، فيما تطالب “البوليساريو” بتنظيم استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم
وفي الاشهر الاخيرة تمكنت المغرب من تحقيق انتصارات دبلوماسية بعد كسب اعتراف عدد من الدول بسلطة الرباط على صحرائها وفي مقدمتها الولايات المتحدة.
ولم يطرح المغرب حتى الآن استعادة سبتة ومليلية، ولكنه يركز أساسا على ملف الصحراء واستقبال هذا البلد الأوروبي لإبراهيم غالي. وسحب المغرب سفيرته من مدريد حتى محاكمة القضاء الإسباني لزعيم البوليساريو.
المصدر : الحرة + المغرب الآن