وصفت المجلة الفرنسية “لوبوان”، السبت، الموقف المعلن من قبل إسبانيا بشأن قضية الصحراء بالتغيير “الجذري” و”مذهل” في موقفها، من خلال التعبير عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المقترحة من طرف المغرب، معتبرة أن هذا التغيير: “يضع حدا لخلاف دبلوماسي كبير بين البلدين”.
وذكرت الصحيفة بتصريح رئيس الدبلوماسية الإسبانية، خوسي مانويل ألباريس أمام الصحافة ببرشلونة أن “إسبانيا تعتبر مبادرة الحكم الذاتي المقدمة سنة 2007 من طرف المغرب بمثابة الأساس الأكثر جدية، واقعية ومصداقية من أجل تسوية هذا النزاع”.
من جهته وصف رئيس مدينة مليلية المحتلة إدواردو دي كاسترو، الخطوة الرسمية التي أقدمت عليها إسبانيا يوم أمس بـ.”الأخبار السارة”، مشيرا إلى أن ذلك سيضمن طريقا واضحا لاستقرار البلدين، وسيادتهما وسلامتهما الإقليمية وازدهارهما
واوردت الصحف المحلية لمليلية المحتلة أن وزير الخارجية الإسباني خوسـيه مانويل ألباريس اتصل برئيس المدينة، مؤكدا له “بداية مرحلة جديدة” في العلاقات المغربية-الإسبانية.
وأثار إعلان اسبانيا دعمها لمقترح الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية الذي تقترحه الرباط، غضب الجزائر التي قررت من جانبها استدعاء سفيرها لدى مدريد للتشاور.
وكان المغرب قد استدعى في مايو/ايار من العام الماضي السفيرة كريمة بنيعيش احتجاجا على استقبال مدريد سرا لكبير الانفصاليين زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي الذي كان يحمل وثائق جزائرية، لتلقي العلاج من إصابته بفيروس كورونا. وفجر استقبال اسبانيا لغالي أزمة دبلوماسية بين الرباط ومدريد حيث لم يراعي الأسبان حساسية مغربية شديدة من قضية الصحراء المغربية.
وبعد أشهر من التوتر قررت مدريد الاعتراف بأن مقترح المغرب منح الصحراء حكما ذاتيا تحت سيادته، هو الأكثر واقعية وقابلية للتطبيق لإنهاء النزاع، بينما رحبت شخصيات أوروبية بارزة بالقرار الإسباني مؤكدة وجاهة الطرح المغربي وهو الموقف ذاته الذي عبرت عنه السفيرة الأميركية لدى مدريد جوليسا رينوسو.
وتقول الخارجية الأميركية إنها تتقاسم مع اسبانيا الموقف ذاته من قضية الصحراء، مؤكدة أن “الولايات المتحدة لا تزال تعتبر مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب كمقترح جاد وذي مصداقية وواقعي”.
وأكدت مصادر اسبانية أنه “بالنسبة لمدريد، الجزائر هي شريك استراتيجي ذات أولوية وموثوق نرغب في الحفاظ على علاقة مميزة معه”. والجزائر أحد موردي الغاز الرئيسيين لإسبانيا.
وأعلنت الحكومة الإسبانية للمرة الأولى علنا الجمعة دعمها لمشروع الحكم الذاتي المغربي للصحراء الغربية في حين أن مدريد كانت دائما تتبنى موقفا محايدا بين الرباط وجبهة البوليساريو.
وسيسمح تغيير الموقف الإسباني بتطبيع العلاقات بين إسبانيا والمغرب بعد الخلاف الدبلوماسي الكبير الذي سببه استقبال زعيم البوليساريو إبراهيم غالي في إسبانيا في أبريل/نيسان 2021 لتلقي العلاج من كوفيد-19.