بعد أن شغلت قضيتها الرأي العام في المغرب، أصدرت محكمة الاستئناف ببني ملال، حكما بما مجموعه 226 عاما في ملف الفتاة خديجة، المعروفة بـ”فتاة الوشم”.
الرباط – قضت محكمة مغربية بالسجن 20 عاما على 11 رجلا أدينوا باغتصاب وخطف فتاة تبلغ من العمر 17 عاما في 2018، بحسب محامي الادعاء.
وفي حكمها، وزعت المحكمة 226 عاما من السجن على المتهمين في هذا الملف، الذي يحاكم فيه 14 شخصا بتهم “الاغتصاب والاختطاف والوشم والاتجار بالبشر”، حيث قضت على 11 متهما بعشرين سنة لكل منهم، فيما قضت على المتهم القاصر بثلاث سنوات، مع الحكم على متهمين اثنين، الأول بسنتين نافذة، والثاني بسنة واحدة موقوفة التنفيذ.
وعن تفاصيل وحيثيات هذه الجرائم، قالت خديجة ذات الـ17 عاما، إنها احتجزت لنحو شهرين، تعرضت خلالهما للاغتصاب والتعذيب ورسم وشوم على جسدها، وذلك بعد اختطافها من أمام بيت أحد أقاربها في بلدة أولاد عياد بإقليم الفقيه بن صالح.
واستأثرت القضية باهتمام الرأي العام المغربي والدولي، بعدما انتشرت صورها ومقاطع فيديو تعود لها، حيث أكدت أنها تعرضت للاختطاف، والاغتصاب الجماعي، ووصل الأمر إلى درجة حرقها بالسجائر، ووضع وشوم في مختلف مناطق جسدها.
وتسببت القضية في غضب وطني عارم وحملة على وسائل التواصل الاجتماعي تحمل الهاشتاغ العدالة لخديجة JusticePourKhadija#.
وقال محامي الضحية، إبراهيم حشان، لوكالة الأنباء الفرنسية إنه سيستأنف الحكم القضائي،لأن الأحكام الصادرة في مدينة بني ملال “ليست صارمة”، مشيرا إلى أن الأحكام يمكن أن تصل إلى 30 عاما في السجن.
ويحذر نشطاء في مجال حقوق الإنسان من انتشار ظاهرة الاعتداء على النساء في المغرب، حيث أظهرت دراسة أن أكثر من نصف النساء تعرضن للعنف.
وفي 2018، أصدرت الحكومة المغربية قانونا يجرم العنف ضد المرأة، بما في ذلك حظر الزواج القسري، والتحرش الجنسي في الأماكن العامة، وتشديد العقوبات على بعض أشكال العنف.
لكن هيومن رايتس ووتش انتقدت تلك القوانين لأنها لا تجرم الاغتصاب الزوجي صراحة، كما أنها تفتقر إلى تعريف دقيق للعنف الأسري.
وتضاربت الأنباء حول الأحكام الصادرة بحق اثنين من الجناة الآخرين. إذ حُكم عليهما بالسجن لمدة عامين وسنة واحدة مع وقف التنفيذ، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
لكن موقع أرتكل 19 ” Article19″ الإخباري المحلي يقول إن كلتا العقوبتين علقتا. كما أشار إلى أن الجناة القُصّر حُكم عليهم بالسجن ثلاث سنوات.
وقالت خديجة إنها تعرضت أيضا للتعذيب على أيدي الجناة، مؤكدة أن ما فعلوه بها “دمرها”.
وأضافت في المقابلة التي أجرتها مع تلفزيون شوف المغربي عام 2018 “حاولت الفرار منهم عدة مرات لكنهم قبضوا على وضربوني”.
وأردفت “لقد عذبوني، وحرموني من الطعام و الشراب، ولم يسمحوا لي حتى بالاستحمام”.
وبينما أصيب العديد من المغاربة بالصدمة جراء الحادثة، كان هناك رد فعل عنيف أيضا من أقارب الجناة، إذ اتهموا خديجة بالكذب في وسائل الإعلام المغربية، واتهموها بأنها تعيش أسلوب حياة “فاسد”.