من كان جد هتلر “اليهودي” الذي تريد اسرائيل بقاءه طي النسيان؟..اعرف التفاصيل

0
420

اقتنصت اسرائيل تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول وجود اصول يهودية لأدولف هتلر، من اجل اشعال أزمة مع موسكو تبرر فيما يبدو تخليها عن الحياد المزعوم حيال الصراع في اوكرانيا، وتكشف علانية انحيازها للغرب.

وكان لافروف سئل خلال مقابلته مع قناة “ريته 4” الإيطالية، كيف يمكن لروسيا أن تدعي أنها بحاجة إلى “القضاء على النزعة النازية” في أوكرانيا ورئيس البلاد فولوديمير زيلينسكي يهودي.

وقال لافروف متحدثا من خلال مترجم إيطالي “عندما يقولون، أي نوع من النزعة النازية هذا إذا كنا يهودا، أعتقد أن هتلر أيضا له أصول يهودية لذا فهذا لا يعني شيئا”. ‬‬

وأضاف “منذ فترة طويلة ونحن نسمع حكماء من اليهود يقولون إن أكبر معاد للسامية هم اليهود أنفسهم”.

واستنكرت إسرائيل الاثنين تصريحات لافروف التي أشار فيها إلى أن الزعيم النازي أدولف هتلر له جذور يهودية وطالبت موسكو باعتذار.

وقال وزير الخارجية الاسرائيلي يائير لابيد لموقع “واي.نت” الإخباري “إنها تصريحات مشينة ولا تغتفر وخطأ تاريخي فادح ونتوقع اعتذارا”.

وبرغم ذلك، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان الثلاثاء، ان تعليقات لابيد على تصريحات لافروف كانت “مناقضة للتاريخ”، كما انها “تكشف الى حد كبير سبب دعم الحكومة الاسرائيلية للنازيين الجدد في كييف”.

تعود قصة دماء هتلر اليهودية إلى معلومات سبقت الحرب العالمية الثانية وكشفت النقاب عن الهوية الغامضة لجد الديكتاتور النازي.

يقول المؤرخ النمساوي ساندغروبر، وهو مؤلف كتاب نشر العام الماضي وكان الأول عن سيرة والد هتلر، إن ألويس والد هتلر الذي ولد في 1837 وتوفي في 1903 عندما كان ابنه في الرابعة عشرة، كان “ابنا غير شرعي والده غير معروف”.

بحسب ما نشرته جريدة “ديلى ميل” البريطانية، كان أول من كشف أصول الفوهرر الألمانى السابق اليهودية، هو هانز فرانك، المحامى الشخصى لهتلر، والذى كشف عن أدلة فى عام 1930 على أن جد الزعيم النازى عاش فى المنزل الذى عملت فيه جدته.

هتلر 

ونُشرت هذه بعد سبع سنوات من إعدام “فرانك” فى المحكمة العسكرية الدولية فى نورمبرغ، ورفض كثيرون منذ ذلك الحين نتائج فرانك، حتى أن نيكولاس فون برادوفيتش، مؤلف ألمانى شهير، وجد أدلة تشير إلى أنه لم يكن هناك يهود يعيشون فى جراتس فى عام 1836، عندما تم تصور والد هتلر الويس شيكلجروبر.

 

لكن دراسة الدكتور “ساكس” الجديدة استمدت أدلتها من المحفوظات النمساوية من القرن التاسع عشر، فضلا عن وثائق كشفت لإثبات وجود مجتمع مستقر من اليهود كانوا يعيشون فى جراتس قبل عام 1850، كما أنه يقدم أدلة دامغة على أن برادوفيتش كان متعاطفًا مع النازية، وقد أسيء إليه الإيحاء بأن هتلر كان من اليهود.

 
ألويس هتلر والد هتلرألويس هتلر والد هتلر
 

وقال الدكتور “ساكس” لـ ديلى ميل أونلاين: “لقد كنت أفكر فى حقيقة أن النازيين الجدد يشعرون بالإهانة بسبب الإيحاء بأن هتلر كان لديه جد يهودي، لأنهم يكرهون اليهود. ولذلك غالباً ما يتعرض اليهود للإهانة من خلال الإشارة إلى أن هتلر كان له جد يهودى، لأنهم يكرهون هتلر، لكن الآن، مع مرور ما يقرب من العمر منذ نهاية الرايخ الثالث.

 كانت جدة هتلر ماريا آنا شيكلجروبر، التى أنجبت والده الويس، من الفلاحين الفقراء الذين يعيشون فى منطقة ريفية، فى الجزء الشمالى الغربى من النمسا، ولا يُعرف الكثير عن حياتها إلى أن بلغت من العمر 42 عامًا، عندما أنجبت والد هتلر بينما كانت لا تزال غير متزوجة، ولاحظ المؤرخون أنها رفضت الكشف عن هوية الأب، وبالتالى تم تسجيله على أنه “غير شرعي” فى سجل المعمودية، وذهبت إلى الزواج من يوهان جورج هيدلر، الذى أصبح لاحقًا مقبولًا رسميًا كأب ألويس من قبل الرايخ الثالث.

 

جدّة هتلر ماريا آنا شيكلجروبرجدّة هتلر ماريا آنا شيكلجروبر
 

أصبح أصل هتلر موضع تساؤل عندما نشر المعارضون شائعات بأن جده كان يهوديًا، وفى عام 1931 ، أمر هتلر حزبه السياسى بالتحقيق فى الشائعات المزعومة التى لم تجد دليلًا على وجود صلات يهودية به، ثم أمر هتلر عالم الأنساب رودولف كوبنشتاين بنشر شجرة عائلة مفصلة عن أسلافه فى عام 1937 والتى أظهرت أن أسلافه كانوا جميعهم من الألمان النمساويين.

نظرًا لأن يوهان جورج هيدلر تم إضفاء الشرعية عليه كأبيه البيولوجى حيث قام الكاهن بتغيير صفة “غير شرعي” فى شهادة الميلاد إلى اسمه فى عام 1876، فقد كان هذا دليلًا موثقًا على أصل هتلر.

وفي عشرينات القرن الماضي عند بروز هتلر مؤسس الحزب الاشتراكي القومي النازي، أطلقت “تكهنات بأنه قد يكون له أصول يهودية”. وقد غذاها خصومه السياسيون وعززها وصوله إلى السلطة في 1933.

وبعد الحرب أحيا مجرم نازي النظرية. ففي مذكراته التي تحمل عنوان “مواجهة المشنقة” ونشرت في 1953 بعد سنوات على إعدامه.

يقول هانز فرانك الذي كان برتبة حاكم (رايخسلايتر) في الحزب النازي ولقب بـ”جلاد بولندا”، إنه حقق سرا في أصول أدولف هتلر بناء على طلب الزعيم النازي نفسه.

وكتب “كان ذلك في نهاية 1930 على الأرجح. استدعاني” هتلر الذي كان يعتبر نفسه ضحية “ابتزاز بغيض” لقريب له بسبب وجود “دم يهودي يسري في عروقه”، حسب مقتطفات من المذكرات التي نشرتها المجلة الألمانية “دير شبيغل” حينذاك.

وأجرى هانز فرانك تحقيقه. وقال إنه اكتشف أن جدة هتلر لأبيه، ماريا آنا شيكلغروبر، أنجبت صبيا هو ألويس عندما كانت تعمل طاهية لدى عائلة يهودية تحمل اسم فرانكنبرغر في مدينة غراتس النمسوية.

ويروي كاتب المذكرات أن رب العمل دفع لها لاحقا نفقة غذائية إلى أن بلغ الطفل الرابعة عشرة من العمر، مع تبادل رسائل تثبت ابوته المزعومة. 

لكن حسب الرواية التي قدمها أدولف هتلر، أقنعت جدته وزوجها المقبل يوهان هيدلر، الرجل بأنه الأب للحصول على المال منه.

ويرى مؤرخون أنه “لا يمكن الإجابة عن السؤال حول هوية جد هتلر”؛ إذ أنه لا “دليل ملموسا” يدعم فرضية وجود أصول يهودية لهتلر. 

زوجة هتلر لها أصول يهودية.!

أظهرت نتائج تحاليل جديدة للحمض النووي أجريت في إطار فيلم وثائقي بث على القناة الرابعة البريطانية، أن “إيفا براون” زوجة “أدولف هتلر” كانت لها أصول يهودية.

وهذه النظرية تستند إلى تحاليل لخصلات من شعرها تم جمعها من فرشاة عثر عليها في “بيرغوف” – مقر إقامة هتلر في منطقة بافاريا الألمانية – حيث أمضت إيفا براون القسم الأكبر من وقتها خلال الحرب العالمية الثانية.

وتوصل الباحثون بالاستناد إلى هذه الخصل، لتحديد سلسلة محددة من الحمض النووي الريبي “مرتبطة بقوة” باليهود الاشكناز والذين يمثلون حوالي 80 في المائة من إجمالي اليهود.

وفي ألمانيا، اعتنق الكثير من اليهود الاشكناز الكاثوليكية في القرن التاسع عشر.

وعلق “مارك إيفانز” مقدم برنامج “ذي ديد فايمس دي إن أي” على القناة الرابعة البريطانية بالقول: “إنه اكتشاف مذهل. لم أحلم يوماً بالتوصل إلى نتيجة مذهلة لهذه الدرجة”.

وبحسب معدي الوثائقي، كل شيء يؤشر إلى أن خصل الشعر التي خضعت لفحوص الحمض النووي تعود لإيفا براون. إلا أن الوسيلة الوحيدة لإثبات ذلك رسمياً تتمثل في مقارنتها مع الحمض النووي لسليلتيها اللتين لا تزالان على قيد الحياة. إلا أنهما رفضتا الخضوع لأي فحص.

وكانت إيفا براون عشيقة لهتلر طوال سنوات طويلة قبل أن يتزوج الثنائي في 29 مارس 1945 عشية إقدامهما سوية على الانتحار في “برلين”.