هل تشهد العلاقات التونسية-المغربية بداية ذوبان الجليد؟

0
111

في خطوة قد تكون الأولى نحو إنهاء أزمة دبلوماسية استمرت لأكثر من سنتين، التقى وزير الخارجية التونسي محمد علي النفطي بنظيره المغربي ناصر بوريطة في العاصمة الصينية بكين.

جاء هذا اللقاء على هامش التحضيرات للمؤتمر الوزاري لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي، ويبدو أنه يمثل محاولة جادة لإذابة الجليد المتراكم بين البلدين منذ أغسطس 2022.

الأزمة الدبلوماسية: جذورها وتداعياتها

تعود جذور الأزمة الدبلوماسية بين تونس والمغرب إلى قرار الرئيس التونسي قيس سعيد باستقبال زعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية خلال منتدى طوكيو الدولي حول التنمية في إفريقيا. هذا الاستقبال أثار غضب المغرب الذي اعتبره انتهاكاً صارخاً لوحدة أراضيه، مما أدى إلى انسحاب الوفد المغربي من المنتدى وسحب سفيره من تونس.

تونس ردت بالمثل، وسحب سفيرها من الرباط، لتدخل العلاقات بين البلدين في حالة من الجمود والقطيعة.

هل هناك فرصة لإعادة بناء العلاقات؟

اللقاء بين النفطي وبوريطة يفتح الباب أمام العديد من التساؤلات: هل يمثل هذا الاجتماع بداية لإعادة النظر في العلاقات التونسية-المغربية؟ وهل يمكن للطرفين تجاوز العقبات التي أعاقت الحوار الدبلوماسي طوال هذه الفترة؟ أم أن هذا اللقاء مجرد خطوة رمزية دون أن يترتب عليها تغييرات جوهرية؟

من المهم التساؤل أيضاً عن دور الصين في تسهيل هذا اللقاء. هل كانت هناك ضغوط دولية أو إقليمية لإعادة الحوار بين البلدين؟ وما هو الموقف الذي ستتخذه بقية الدول المغاربية والإفريقية تجاه هذه الأزمة المستمرة؟

الرئيس التونسي الجديد: هل سيكون له دور في تطبيع العلاقات؟

مع وجود رئيس جديد في تونس، قد يكون هناك تغيير في السياسات الخارجية التونسية تجاه المغرب. الرئيس الحالي قيس سعيد اتخذ موقفاً حاداً ضد المغرب بإعلانه الدعم لجبهة “البوليساريو”. فهل سيشهد المستقبل تحولاً في هذه السياسات؟ وهل سيؤدي هذا التحول إلى تقارب بين البلدين أم إلى استمرار التوتر؟

مستقبل العلاقات الثنائية: تحديات وفرص

على الرغم من أن هذا اللقاء بين وزيري الخارجية قد يمثل بداية لذوبان الجليد، إلا أن الطريق إلى تطبيع العلاقات بالكامل لا يزال طويلاً ومعقداً. التوترات السياسية والمواقف المتشددة من كلا الطرفين تحتاج إلى جهود دبلوماسية مكثفة وإلى استعداد حقيقي للتفاوض والتنازل.

من الواضح أن إعادة بناء الثقة بين البلدين ستتطلب أكثر من مجرد لقاء عابر. ستكون هناك حاجة إلى حوار مستمر والتزام مشترك بإيجاد حلول للنزاعات القائمة، مع التركيز على القضايا المشتركة والمصالح المتبادلة.

في النهاية، يبقى السؤال: هل ستتمكن تونس والمغرب من تجاوز هذه الأزمة وفتح صفحة جديدة في علاقاتهما الثنائية؟ أم أن التحديات الراهنة ستظل عقبة أمام أي تقارب محتمل؟