في زيارة “تاريخية” غير مسبوقة، هي الأولى من نوعها، يصل وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الثلاثاء إلى المغرب بهدف تقوية التعاون الأمني بين البلدين بعد نحو عام على تطبيع علاقاتهما، في زيارة هي الأولى من نوعها.
وسبق أن استقبل المغرب مستشارا للأمن الإسرائيلي ووزير خارجية إسرائيل منذ استئناف العلاقات العام الماضي، لكنها المرة الأولى التي يقوم فيها وزير دفاع إسرائيلي بزيارة رسمية إلى المملكة.
وينطلق غانتس مساء الثلاثاء من تل أبيب باتجاه الرباط، حيث يرتقب أن يوقع اتفاقا “يرسم الخطوط العريضة للتعاون العسكري بين البلدين”، وفق ما أفاد مكتبه، على أن يغادر المملكة بعد غد الخميس.
ومن المتوقع أن يوقع غانتس مع عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني بالمغرب، اتفاقية تعاون في مجال الدفاع. وكان المغرب قد اقتنى مؤخرا نظام “SKYLOCK” المضاد للطائرات بدون طيار الذي تصنعه شركة “Skylock Systems” وهي جزء من مجموعة “Avnon” الإسرائيلية بهدف تطوير قدراته في حماية المنشآت الحيوية والحساسة والمدنية والعسكرية.
وتشير التوقعات إلى أن غانتس، سيوقع مع عبداللطيف لوديي، الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني بالمغرب، اتفاقية تعاون في مجال الدفاع.
واقتنى المغرب مؤخرًا نظام “SKYLOCK” المضاد للطائرات بدون طيار الذي تصنعه شركة “Skylock Systems” وهي جزء من مجموعة “Avnon” الإسرائيلية؛ بهدف تطوير قدراته في حماية المنشآت الحيوية والحساسة والمدنية والعسكرية؛ وفق “روسيا اليوم”.
وتعمل إسرائيل والمغرب حاليا على مشروع لتصنيع طائرات “كاميكازي” بدون طيار في المغرب، وتعتبر إسرائيل أحد المصدرين الرئيسيين للطائرات بدون طيار، وتملك شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية (IAI) أكثر من 50 عميلا تشغيليا حول العالم.
كما أفادت صحيفة “يسرائيل هيوم” بوصول “بعثة من صحافيين ومدونين مغاربة إلى إسرائيل” في اطار مبادرة لوزارة الخارجية الإسرائيلية. ومن المقرر أن يتجول أصحاب الرأي المغاربة في إسرائيل وكتابة تقارير عن تلك الزيارة لتشجيع المغاربة للقدوم الى إسرائيل والتمتع بمعالمها”.
يشار الى أن العلاقات المغربية الإسرائيلية اتخذت منحى متلاحما لا سيما على ضوء اتفاقات إبراهيم التي شملت العديد من الدول العربية بدءا بالإمارات والبحرين ثم المغرب. وترجمت هذه الاتفاقات بتعزيز العلاقات الثنائية بين هذه الدول وإسرائيل على عدة صعد.
وتهدف هذه الزيارة إلى “وضع الحجر الأساس لإقامة علاقات أمنية مستقبلية بين إسرائيل والمغرب”، بحسب ما أوضح مسؤول إسرائيلي، مضيفا “كان لدينا بعض التعاون، لكننا سوف نعطيه طابعا رسميا الآن. إنه إعلان علني عن الشراكة بيننا”.
وكان المغرب وإسرائيل أقاما علاقات دبلوماسية إثر توقيع اتفاقات أوسلو بين تل ابيب ومنظمة التحرير الفلسطينية في العام 1993، قبل أن تقطعها الرباط بسبب الانتفاضة الفلسطينية الثانية العام 2000.
وفي أواخر العام الماضي استأنفا علاقاتهما الدبلوماسية في إطار اتفاق اعترفت بموجبه الولايات المتحدة بمغربية الصحراء المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.
وكانت المملكة بذلك رابع بلد عربي يطبع علاقاته مع إسرائيل في 2020 برعاية أميركية، بعد الإمارات والبحرين والسودان.
لكن زيارة غانتس إلى المغرب تأتي في سياق إقليمي متوتر مع إعلان الجزائر في أغسطس/اب قطع علاقاتها مع الرباط بسبب ما قالت إنها “أعمال عدائية”. وأعرب المغرب عن أسفه للقرار ورفض ما قال إنها “مبرراته الزائفة”. كذلك أعلنت جبهة البوليساريو الجمعة الماضي “تكثيف” عملياتها العسكرية ضد القوات المغربية.
كذلك، تأتي زيارة غانتس إلى المغرب بعد ثلاثة أشهر على إعلان البلدين الاتفاق على رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بينهما من مكتبي اتصال إلى سفارتين أثناء زيارة وزير خارجية إسرائيل يائير لبيد إلى المملكة.
والشهر الماضي أيضا أعلنت شركة راتيو بيتروليوم الإسرائيلية توقيع شراكة مع الرباط لاستكشاف حقول غاز في ساحل الداخلة بالصحراء المغربية.
وعلى الصعيد العسكري تعد إسرائيل من أهم مصدري الطائرات المسيرة الحربية والتطبيقات الالكترونية لأغراض أمنية إلى المغرب.
وكان تحقيق نشرته وسائل إعلام دولية في يوليو/تموز، اتهم المغرب باستعمال برنامج بيغاسوس لاستهداف صحافيين ومعارضين وشخصيات سياسية مغربية وأجنبية، بينها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
من جهتها نفت الرباط بشدة تلك الاتهامات ورفعت دعاوى قضائية بتهمة “التشهير” ضد ناشريها في فرنسا وألمانيا واسبانيا.
وغداة ذلك التقى وزير الدفاع الإسرائيلي نظيره الفرنسي وأكد له أن إسرائيل تأخذ هذه الادعاءات على “محمل الجد”.
وذكرت عدة منظمات غير حكومية العثور على برنامج بيغاسوس التجسسي أيضا في هواتف نشطاء فلسطينيين في حين لا تزال القضية الفلسطينية تحظى باهتمام وتأييد جانب من المجتمع المدني المغربي المناهض للتطبيع مع إسرائيل.
والأسبوع الماضي دعت “الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع”، التي تضم تيارات يسارية وإسلامية، إلى عدة تظاهرات بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في 29 نوفمبر/تشرين الثاني، مجددة تأكيدها “التصدي للتطبيع”.
ويرى وايتسمان أن المغرب لم يتخل عن القضية الفلسطينية، “لكن لديه مصالح ومنافع أخرى كثيرة ليجنيها من إعادة ضبط علاقاته”، مضيفا “جل بلدان المنطقة لم تعد ترغب في أن تظل رهينة لهذه القضية، بل في إعطاء الأولوية لمصالحها الخاصة وإسرائيل لديها الكثير لتقدمه”.
ناصر بوريطة ونظيره الأمريكي “المغرب يعمل على تعزيز الشراكة الإستراتيجية مع واشنطن”