رام الله ( فلسطين المحتلة) – انتقد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، اليوم الأحد، “تسرّع” بعض الدول العربية في تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، مؤكّدا أن هذا يعد “مشاركة في الجرائم”، في وقت يتصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقال المالكي خلال كلمة نقلها التلفزيون في مستهل اجتماع طارئ عبر الإنترنت لمنظمة التعاون الإسلامي الذي دعت إليه السعودية مع دخول القتال بين إسرائيل وفصائل فلسطينية مسلحة في غزة يومه السابع إن “التطبيع والهرولة نحو هذا النظام العنصري الاستعماري الاسرائيلي من دون تحقيق السلام وانهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية والفلسطينية، هو دعم لنظام الابارتايد (الفصل العنصري) ومشاركة في جرائمه”.
ورأى أن “هذا الاحتلال الاستعماري يجب مواجهته وتفكيكه وانهاؤه وحظره ولن يفيده التطبيع المتسارع مؤخرا في كي وعي الشعوب وتغيير تقييمها وبوصلتها السليمة”.
ووضع التصعيد الأخير بين إسرائيل والفلسطينيين خصوصاً في القدس الشرقية شركاء إسرائيل الجدد في المنطقة في وضع حرج.
من جانبه، أدان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود ما وصفه بأنه انتهاك لحرمة المقدسات الإسلامية وطرد الفلسطينيين بالقوة من ديارهم في القدس الشرقية، ودعا المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته تجاه هذا التصعيد الخطير والعمل بسرعة على وقف العمليات العسكرية وإنعاش مفاوضات السلام القائمة على حل الدولتين.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن اجتماع منظمة التعاون الإسلامي الطارئ رسالة بأن العالم الإسلامي “يقف متحدا ضد الاعتداءات وممارسات إسرائيل اللاشرعية واللاأخلاقية واللاإنسانية”.
وأضاف أن “إسرائيل تدفع المنطقة برمتها نحو المزيد من التوتر والصراع وتهدد كل فرص تحقيق السلام العادل والشامل”، مشيرًا إلى أن “وقف التصعيد يتطلب وقف كل الممارسات الإسرائيلية اللاشرعية والاستفزازية التي فجرته، والوقف الفوري للعدوان على غزة”.
ودعت وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي ريم الهاشمي، لوقف فوري للـ”عنف والأعمال العدائية والحفاظ على الهوية التاريخية والقانونية للقدس”.
وقالت الهاشمي: “ندعو للوقف الفوري للعنف والأعمال العدائية واتخاذ خطوات فورية للالتزام بوقف إطلاق النار”، مضيفة: “الأحداث الأليمة التي شهدناها الأيام الماضية تذكرنا بأهمية البدء بعملية السلام وفق المبادرة العربية لإرساء الاستقرار”.
أصبح المغرب رابع دولة عربية تطبع علاقاتها مع إسرائيل، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأمر الخميس وتأكيد الرباط بعد وقت قصير “استئناف العلاقات الدبلوماسية في أقرب الآجال” مع الدولة العبرية.
في 13 آب/أغسطس العام الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن “اتفاق سلام تاريخي” بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة. وأفاد ترامب في تغريدة على تويتر “إنه اختراق ضخم! اتفاق سلام تاريخي بين صديقينا الكبيرين، إسرائيل والإمارات العربية المتحدة”.
في 29 آب/أغسطس، ألغت الإمارات قانون مقاطعة إسرائيل. في 31 آب/أغسطس، حطت في أبوظبي أول رحلة تجارية بين إسرائيل والإمارات انطلقت من مطار بن غوريون بالقرب من تل أبيب وعلى متنها وفد إسرائيلي-أمريكي ترأّسه صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره جاريد كوشنر.
في 11 أيلول/سبتمبر، أعلن ترامب أن “صديقينا الكبيرين إسرائيل والبحرين توصلا إلى اتفاق سلام”.
وفي بيان مشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل والبحرين، أعلنت الدول الثلاث إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل ومملكة البحرين. ووصف ترامب التطور بأنه “تاريخي حقا”. ورحب نتانياهو بـ”اتفاق سلام آخر مع دولة عربية أخرى”. ونددت السلطة الفلسطينية وحركة حماس بهذا الإعلان.
وارتفعت حصيلة القتلى الفلسطينيين في الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة منذ الاثنين إلى 188 قتيلا، بينهم 55 طفلا و33 سيدة، فيما أصيب 1230 شخصا بجراح مختلفة.
وعلى الرغم من الدعوات الدولية لوقف التصعيد، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من أن جيشه سوف يلحق “انتكاسات خطيرة” بحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة الفلسطيني الفقير والمحاصر.