رحل قبل قليل عن عالمنا الفنان سمير صبري، بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 85 عاما، داخل أحد فنادق القاهرة، وجار إبلاغ أسرته، وجاءت وفاته بعد صراع مع مرض القلب.
ورقد الفنان الكبير سمير صبرى داخل أحد مستشفيات منطقة المهندسين خلال منتصف فبراير الماضى، حيث أكد المقربون منه أنه يعاني من مشكلة فى الصمام “الميترالي”، وأجرى وقتها قسطرة في القلب.
وكان آخر للفنان الكبير سمير صبري في مسلسل “فلانتينو” مع الزعيم عادل إمام، والذي عرض خلال موسم دراما رمضان قبل الماضي، كما شارك خلال الأعوام القليلة الماضية.
وكان سمير صبري قد تعرض لأزمة صحية قبل أيام، دخل على إثرها إلى أحد المستشفيات بالقاهرة، لإجراء جراحة دقيقة في القلب، إلا أن الأطباء كانوا في انتظار تحسن حالته لإجراء الجراحة.
ومؤخرا سجل سمير صبري حلقة لبرنامجه الإذاعي “ذكرياتي”، وتابعها بنفسه، مع المخرج محمد تركي، حيث تذاع على محطة الأغاني.
يعد سمير صبري، المولود في 27 ديسمبر/كانون الأول عام 1936 فنانا شاملا، فهو ممثل ومطرب، وإعلامي قدم برامج إذاعية وتلفزيونية.
له العديد من الأفلام المصرية التي قام بتمثيلها منذ بداية مسيرته الفنية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
مثّل عدداً من أفلامه مع الفنان عادل إمام كفيلم البحث عن فضيحة من بطولة ميرفت أمين، ومن مسلسلاته حضرة المتهم أبي الذي تم إنتاجه عام 2006 وكذلك قضية رأي عام بطولة يسرا ولقاء الخميسي.
ولد في مدينة الإسكندرية، وكانت أسرته تهتم بالثقافة الفنية، من سينما ومسرح وموسيقى، فشكلت عائلته البدايات الفنية له في الصغر.
وكان صبري مطلعا بصورة كبيرة على الفنون، ويحرص على حضور العروض الفنية المختلفة، كما كان موهوبا في الغناء والاستعراض وتقليد الفنانين، ولكنه لم يخطط في تلك المرحلة للاحتراف.
ومن معاناته التي عاشها؛ انفصاله عن أمه وهو لا يزال طفلا في التاسعة من عمره، لينتقل للعيش مع والده وزوجته في القاهرة، بعيدا عن والدته، إضافة إلى شقيقه الوحيد الذي استشهد لاحقا في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، كل ذلك كان سببا أيضا في الصدفة التي أدخلته المجال الإعلامي والفني، حيث كان جارا للفنان عبد الحليم حافظ، فظهر على الشاشة لأول مرة ضمن “المجاميع” (ممثلون صامتون في خلفية المشهد) في أغنية عبد الحليم حافظ بفيلم “حكاية حب”.
وكان في المشهد الإعلامية آمال فهمي والتي رشحته بعدها بسنوات لتقديم البرنامج الإذاعي الشهير “النادي الدولي” الذي انتقل لشاشة التلفزيون.
لكن الفرصة الأولى كانت حين رشحه عبد الحليم حافظ للممثلة لبنى عبد العزيز، والتي كانت تقدم فقرة ركن الطفل باللغة الإنجليزية، بالبرنامج الأوروبي في الإذاعة، خاصة أن سمير صبري كان يجيد أكثر من لغة، وقد أخرجته لبنى عبد العزيز من مدرسة فيكتوريا كوليدج العريقة بالإسكندرية.
وتمتع سمير صبري بشعبية كبيرة كواحد من أهم مقدمي البرامج، فقدم برنامج “ما يطلبه المستمعون” باللغة الإنجليزية، وفي التلفزيون قدم برنامج “كان زمان”، و”النادي الدولي” و”هذا المساء”.
وخلال هذه الفترة، استطاع أن يجري لقاءات مع الموسيقار محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وأم كلثوم وسعاد حسني ووردة الجزائرية، وكان أول إعلامي يجري حوارات مع السلطان قابوس بن سعيد حاكم سلطنة عُمان، وعلى الرغم من انشغاله بالتمثيل والإنتاج أيضا، ظل سمير صبري محافظا على وجوده الإعلامي.
وكشف الفنان سمير صبري عن بعض من كواليس تصوير فيلم “حكايتي مع الزمان” الذي قدمه بمشاركة الفنانة وردة الجزائرية.
يذكر أن فيلم “حكايتي مع الزمان” تم عرضه في عام 1973، ومن إخراج حسن الإمام وسمير سيف، ومن تأليف محمد مصطفى سامي، وتدور أحداث الفيلم حول “المطربة سهير”، وردة، التي تنفصل عن فرقتها وحياتها الفنية تحت ضغط زوجها “صلاح” صاحب شركة المقاولات، رشدي أباظة، الذي يمارس مهنته بشكل غير مشروع، ثم تشتاق سهير للعودة إلى فرقتها وتنتهز فرصة غيابه لكي تعود للفرقه، وحين يعود “صلاح” يطردها ويحرمها من ابنتها، تستمر سهير في مهنتها وتقع في حب المخرج الاستعراضى بالفرقة، سمير صبري، إلى أن يتعرض صلاح للخسارة ويطلب من سهير العودة إليه ويعدها بالاستقامة، وأمام ذلك ولرغبتها للعودة لابنتها تقرر سهير العودة لزوجها .
المصدر: اليوم السابع + المغرب الآن