“PILATUS وSABCA” توقع اتفاقية شراكة جديدة للتجميع الكامل لطائرات “بي سي 12” في المغرب

0
206

تحول المغرب بفضل موقعه الجغرافي القريب من السوق الأوروبية، وما يوفره للشركات العالمية من تسهيلات وكفاءة بشرية مؤهلة، إلى منصة إفريقية رائدة في مجال صناعة الطيران، ووجهة مفضلة تستقطب أبرز المصنعين والماركات العالمية.

الرباط – وقعت “ PILATUS وSABCA للتصنيع”(سابكا وبلاتوس)، الشركة المتخصّصة في تصنيع أجزاء هياكل الطائرات من المواد المركبة المتطورة، الإثنين، عقدا للتجميع الكامل بالدار البيضاء لهياكل طائرة PC-12 .

وجاء إعلان مشترك لـ “SABCA” ووزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، أن هذا العقد يسجل بداية شراكة جديدة طويلة الأمد بين PILATUS وSABCA، ويمثل “مرحلة هامة تستفيد من المنظومة الصناعية للطيران والفضاء بالمغرب”.

ورغم الأزمة الاقتصادية العالمية المرتبطة بجائحة فيروس كورونا، فإن هذا البلد المغاربي الذي ينشط في مجال صناعة الطيران منذ حوالي العقدين، يواصل جذب الشركات العالمية والأوروبية، الباحثة عن تكلفة إنتاج منخفضة وجودة تصنيع عالية في الوقت ذاته.

وأوضح البلاغ أن هذا المشروع البالغة قيمته الاستثمارية أكثر من 180 مليون درهم (17 مليون أورو)، يتوخى تشييد مصنع جديد على مساحة 16.000 متر مربع، سيضم خط تجميع هياكل طائرة PC-12، بالقطب التكنولوجي للنواصر، مشيرا إلى أنه لتوفير الموارد المؤهلة اللازمة لإنجاز برنامج PC-12، تمت إقامة تعاون وثيق مع معهد مهن الطيران.

وينص العقد بحسب المصدر ذاته، على تجميع هياكل الطائرات والأجنحة وأدوات التحكم في الطيران، بما في ذلك تركيب الأسلاك الكهربائية. وستتولى مجموعة SABCA تسليم هذه المكونات الأساسية للطائرة إلى سلسلة التجميع النهائية بسويسرا، حيث سيتم إدماجها مع باقي أنظمة الطائرة والمحرك ومقصورة الطائرة الداخلية.

وسجل المصدر ذاته، أن أول تجميع لهياكل الطائرات والأجنحة بالوحدة الصناعية الجديدة لمجموعة “سابكا” SABCA بالدار البيضاء سيكون جاهزا للتسليم إلى خط التجميع النهائي بـ Stans في سويسرا، بحلول نهاية سنة 2022.

وكشف وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي والأخضر، حفيظ العلمي، أن قطاع صناعة الطيران بالمغرب قد تمكن من تجاوز الأزمة الاقتصادية، بنجاح كبير وخرج منها بشكل أقوى وبمؤشرات مستقبلية واعدة.

وأشار الوزير في لقاء رقمي مع ممثلي الشركات الوطنية والدولية العاملة في قطاع صناعة الطيران، الشهر الماضي، أن نسبة الاعتماد على أجزاء محلية الصنع، بلغت السنة الماضية قرابة 38 في المئة، لتفوق بذلك الهدف المحدد ضمن مخطط التسريع الصناعي المغربي والمتمثل في 35 في المئة. 

وأكد الوزير أن هناك فاعلين كبار في مجال صناعة الطيران، قد قرروا بالتزامن مع أزمة فيروس كورونا التعامل مع المغرب، حيث من المنتظر أن يتم في المستقبل القريب الإعلان عن استراتيجية في هذا السياق.

ونقل البلاغ عن الرئيس المدير العام لمجموعة SABCA، السيد ثيبو جونغن قوله “نحن فخرون جدا باختيار شركتنا من لدن PILATUS للإسهام في إنجاز هذا المشروع البالغ الأهمية”، موضحا أن الأمر يتعلق ب”ثمرة عمل جماعي ممتاز يمثل بداية التعاون بين Pilate وSABCA.

وقال “إن اختيارنا م ن بين عدة شركات عالمية، من ق ب ل مجموعة PILATUS، يعكس مدى خبرتنا وقدرتنا التنافسية في المنطقة”، مضيفا أن ” SABCA تفخر وتعتز بتوفير مجموعة واسعة من الخبرات في مجال هياكل الطائرات المعدنية واللوازم التركيبية والتصنيع والتجميع وتصميم م عدات التشغيل الخاصة بقطاع الطيران العام، علاوة على قدراتنا ذات المستوى العالمي في مجال الصيانة وإصلاح الطائرات”.

يشار إلى أن PC-12، طائرة فريدة تستطيع الهبوط على مدرج غير مهيأ – وهي متعددة الاستعمالات بما يكفي لأداء مهام مختلفة، ابتداء من النقل التنفيذي، والشحن والإسعاف الجوي ووصولا إلى المهمات الجوية أو الحكومية. ومنذ قيامها برحلتها الأولى خلال سنة 1994، تعد هذه الطائرة الأكثر مبيعا ضمن فئتها حتى اليوم، حيث تم تسليم أزيد من 1800 نسخة منها.

وأبرز البلاغ أن طراز PC-12 NGX بأحدث تكنولوجياته على مستوى المحرك وإلكترونيات الطيران، يجعل هذه الطائرة التوربينية ذات المحرك الوحيد الأكثر تقدما على الإطلاق، مدعوما بسجل أمان استثنائي يزيد عن ثمانية ملايين ساعة طيران وبخدمة الزبناء الخاصة بشركة Pilatus.

وت باشر مجموعة SABCA نشاطها انطلاقا من ثلاث جهات بلجيكية (جهة العاصمة بروكسل، وجهة شارلروا في والونيا، وجهة لومين بفلاندر) ، فضلا عن الدار البيضاء بالمغرب.

وتستفيد SABCA حاليا من مجموعة واسعة من الخبرات التي راكمتها خلال 100 سنة من التجربة في مضمار التصميم والتصنيع والصيانة وتأهيل العناصر الكبرى والبالغة التعقيد الخاصة بالطائرات والقاذفات الفضائية. 

ومن أجل مواكبة هذا القطاع الذي يعرف ازدهارا ملحوظا ودينامية متواصلة، فقد عمل المغرب ومن خلال معاهد متخصصة، على تطوير مهن جديدة ذات قيمة مضافة عالية، تهم تخصصات متنوعة من قبيل الأسلاك الكهربائية والميكانيك وتصنيع المعادن والتركيب والتجميع الميكانيكي.

وقد احتل المغرب صدارة الدول الإفريقية ونال المرتبة 17 عالميا، للدول التي توفير أفضل الظروف لمزاولة الأعمال بين الأسواق الناشئة على مستوى العالم، ضمن 50 دولة شملها التصنيف في تقرير المؤشر العالمي “أجيليتي اللوجستي السنوي للأسواق الناشئة لسنة 2021″، والذي اعتمد على ثلاث محاور رئيسية في أساسيات مزاولة الأعمال، وفرص الخدمات اللوجستية الدولية، وفرص الخدمات اللوجستية المحلية.