هل فشل النعم ميارة في امتحان التنظيم الحزبي بعد خيبة مؤتمر مراكش؟

0
118

بقلم: المتصر بالله الإدريسي

لم تشفع للسيد النعم ميارة جميع الصفات التي “يرتديها” رسمية كرئيس لمجلس المستشارين، أو حزبية كعضو في اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، أو نقابية كقائد لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، في خلق كاريزما السياسي العبقري الذكي في إدارة خلافات وصراعات مؤتمر إقليمي محدود لايرقى إلى الوطني الضخم، فكانت النتيجة أن فشل مؤتمر مراكش الأحد المنصرم، استعدادا للمؤتمر الوطني للحزب أواخر أبريل الجاري.

لقد بدا الفشل واضحا جدا في ضبط القاعة، وفي لم شمل استقلاليو الإقليم حول كلمة سواء توحدهم داخل إطار روح التوافق التي تسود الحزب. قد يرجع البعض ذلك إلى كون ميارة ذو نزعة سيطرة واضحة فحاول فرض منطق الأغلبية النقابية على قاعة تعج بمناضلين خبروا السياسة ودوربها منذ زمن بعيد في إقليم سياسي بامتياز.

هفوات ميارة السابقة لاسيما عندما وصف ممثلو الأمة في مجلس النواب، في جلسة علنية، بالباسلين، إضافة إلى هفوات سياسية أخرى دبلوماسية وتدبيرية داخل المجلس الذي يترأسه، توحي بأن الرجل يشتغل بلوجسييل واحد، هو فرض السيطرة على الجميع والاستقواء على الجميع رغم أن المناضلين الذين أشرف على مرتمرهم في مراكش اغلبهم أقدم منه في الحزب وأكثر تجربة وحرفية، وما شاهده المغاربة من فيديوهات مضمونها رفع شعار ارحل في وجهه تحديدا، تدل على ذلك، رغم أنه حاول تعبئة القاعة بانزالات من خارج التنظيم الحزبي، ساهمت في خلق البلبة وممارسة العنف اللفظي والجسدي، وبدل أن ينجح المؤتمر الذي ترأسه ساهم هو بدوره في إفشاله، ليكون المؤتمر الوحيد في المغرب الذي لم ينه اشغاله بأي كيفية كانت.

هذا الأمر يطرح عدة تساؤلات حول قدرة ميارة، على خلق التوافق وعلى القيادة وعلى المنافسة الشريفة، في حال اذا كان فكر يوما ما أن يتقدم إلى حلبة التنافس حول قيادة الحزب، ذلك أن مؤتمر مراكش كان مختبرا صغيرا تجريبيا لقدراته السياسية فكانت النتيجة صفر على عشرة في امتحان إدارة الصراعات والخلافات.

النعم ميارة ينسف مؤتمر حزب الاستقلال بمراكش ويفشل في الوصول إلى التوافق (فيديوهات)

لقد وصل اليأس بالنعم ميارة الذي تطارده فضائح دبلوماسية وتدبيرية كرئيس لمجلس المستشارين، إلى حد أن وصفه عدد من استقلاليو مراكش ب”الرئيس الملاكم”، الذي عوض أن يتبارى في حلبة التشريع والدبلوماسية البرلمانية أصبح “طايزان” في قاعة المؤتمر، وبدل فض النزاعات أمام عينه، شاهده الجميع كيف زكى ملاكمة المناضلين لبعضهم البعض، بل إنه شارك في عمليات الدفع والتراشق بشكل غير مفهوم.

وبعدما فشلت مناوراته لإفشال التحضير للمؤتمر الوطني للحزب، خصوصا فيما قيل في واقعة التصرفيق و عدم تدخله الإيجابي في قضية المنصوري ومضيان، ها هو اليوم يكشف عن هوية جديدة، من خلال تواجده في “حلبة الملاكمة” من بابها الواسع في مراكش هذه القلعة الإستقلالية التاريخية، إلى جانب رفيقه الذي حضر معه على منصة المؤتمر السيد أبدوح، المتابع في قضايا فساد والمحكوم عليه ابتدائيا بخمس سنوات، وكانت النتيجة أن تعرضا هما الاثنين إلى طرد كذلك من المؤتمر بدون تحقيق هدف حضورهما وهو تحديد قائمة المؤتمرين وأعضاء المجلس الوطني، ليرفع السؤال مرة أخرى: كيف لرئيس الغرفة الثانية أن يسقط هذه السقطة الأخلاقية والسياسية المدوية وهل مازال لائقا كمشروع الاستمرار على رأس مجلس المستشارين أو كقيادي لحزب عريق كحزب الاستقلال؟ هذا هو السؤال اللغز الذي على الاستقلاليين حل شفراته في المستقبل القريب!