الرئيس الجزائري: العلاقة بين الجزائر والمغرب وصلت إلى نقطة اللاعودة “موقفنا هو ردة فعل”

0
356

اعتبر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن العلاقة بين الجزائر والمغرب وصلت إلى نقطة اللاعودة، لافتا إلى أن “موقف الجزائر هو ردة فعل”.

وقال تبون في مقابلة خاصة مع قناة “الجزيرة” القطرية: “نأسف لوصول العلاقة بين الجزائر والمغرب إلى هذا المستوى بين بلدين جارين”.

وأضاف: “العلاقة بين الجزائر والمغرب وصلت إلى نقطة اللاعودة وموقفنا هو ردة فعل”.

وقطعت الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب متهمةً الرباط بالقيام بأعمال غير ودية وعدائية ضدها.

خريطة المغرب والجزائر الحدودية

وسبق للمغرب أن قطع علاقاته مع الجزائر سنة 1976 بعد اعتراف الجزائر بقيام الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية. ولم تُستأنف العلاقات إلا في 1988 بعد وساطة سعودية.

والنزاع المفتعل  من طرف النظام الجزائري في الأقاليم الجنوبية المسترجعة من الإحتلال الإسباني سبب رئيسي في توتر علاقات الجارين منذ عقود بسبب دعم الجزائر لما يسمى بجبهة بوليساريو الإرهابية التي تحلم باستقلال الإقليم وتسليمه للنظام العسكري الذي يعتبره المغرب جزءاً لا يتجزأ من أراضيه ويعرض منحه حكماً ذاتياً تحت سيادته.

الجزائر تقف وراء تحركات البوليساريو لعرقلة انضمام المغرب للملف البرتغالي الاسباني لاحتضان مونديال 2030

في سياق متصل ، لقد سلط التعديل الحكومي الأخير في الجزائر والذي أقصى وزير الخارجية رمطان لعمامرة تحديدا من منصبه واستبداله بالدبلوماسي الأسبق المخضرم أحمد عطاف الذي كان متواريا عن الظهور لسنوات في شبه انكفاء سياسي رغم التحاقه بالمعارضة في حزب طلائع الحريات إلى جانب رئيس الحكومة السابق علي بن فليس، الضوء على حالة التشنج السياسي وحالة الإرباك الرسمي في التعاطي خاصة مع ملف استعادة النفوذ في إفريقيا في مواجهة حراك دبلوماسي مغربي بدا خلال السنوات الماضية قويا وفاعلا.  

ولم يخف الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون في الفترة السابقة للتعديل غضبه من أداء الحكومة وبدا أنه يقصد وزراء محددين اتضحت لاحقا هوياتهم وكان أبرزهم رمطان لعمامرة. كما كان تعيين عطاف الأكثر لفتا للانتباه كمن يريد إعادة الحياة لشخص من تحت الرماد، وفق وصف صحيفة ‘الجزائر تايمز’ في تعليقها على التعديل الحكومي في تقرير حمل عنوان “تعيين أحمد عطاف وزيرا للخارجية انبعاث بعد 20 سنة تحت الرماد وعودة العصابة بكل قوة”.

وأشارت صحيفة ‘الجزائر تايمز’ وكذلك مجلة ‘جون أفريك’ إلى تعيين عطاف الذي ارتبط اسمه بموجة عداء للمغرب سابقا حين شغل منصب وزير للخارجية في السنوات ما بين 1996 و1999 وهو الذي كان من بين المؤيدين لغلق الحدود البرية بين بلاده والمملكة سنة 1994.

وإعادة تعيين عطاف بعد انكفائه السياسي منذ تولى الرئيس (الراحل) بوتفليقة الحكم في 1999 إلى أن دخلت الجزائر حقبة مضطربة جديدة في 2019 وبعدها، يشير بوضوح حسب أغلب التقديرات إلى أحد عناوين السياسة الخارجية الجزائرية التي تركز على إعادة تنشيط مكثف لحملة عداء تجاه المغرب والعمل ضد مصالحه، وهي حملة لم تهدأ لكن نتائجها المرجوة لم تكن بحجم تطلعات تبون.

مجلة جون أفريك أشارت في تقرير نشرته مؤخرا إلى أن تعيين عطاف الذي يمكن تصنيفه ضمن “حراس المعبد القديم”، على رأس الدبلوماسية الجزائرية يثير تساؤلات عما إذا كان المراد من ذلك على علاقة بتوجهات جزائرية معادية للمغرب.

وتكاد تجمع كل الأراء والتحليلات على أن هذا التعيين يأتي بعد صدمة عجز الجزائر عن تحقيق اختراقات مهمة في إفريقيا دبلوماسيا واقتصاديا على خلاف نجاحات مغربية وازنة منذ أنهى العاهل المغربي الملك محمد السادس سياسة الكرسي الشاغر واستعاد مقعد بلاده في الاتحاد الإفريقي وعمله على تنشيط وجود المملكة في القارة السمراء معتمدا على مقاربة تنموية تعزز حضور المملكة في عمقها الافريقي إلى جانب فاعليتها في مكافحة الإرهاب.  

والأرجح أيضا أن تعيين لعمامرة من البداية كان موجها لهدف منافسة الدبلوماسية المغربية في افريقيا، لكن الرجل الذي غادر منصبه كرها لم يأت بالنتائج التي كانت الواجهة السياسية للنظام العسكري تأملها.

ويبدو أن تعيين عطاف محاولة للخروج من هذا المأزق في رهان جديد على تحقيق ما فشل فيه لعمامرة، لكن المشكلة كما يتضح لا ترتبط بأشخاص ووجوه بقدر ما ترتبط بالسياسات وبالأهداف، فتركيز الدبلوماسية الجزائرية كان منصبا على الإضرار بالمصالح المغربية بعيدا عن أهداف التنمية والأمن والاستقرار.

وهذه السياسة صنعت الفشل والإخفاق الجزائري من البداية مقابل قوة وفاعلية دبلوماسية مغربية صنعت نجاحات في العمق الإفريقي. وتقول صحيفة ‘الجزائر تايمز’ إن الجزائر وقعت في ورطة لا تعرف كيف تخرج منها وهي تلاحظ الانفتاح الذي حققه المغرب وتحاول تقليده، لكن لا يمكن مقارنة نظام مغلق مع نظام مفتوح “.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا