عموتة يكتب التاريخ مع “النشامى” في كأس آسيا والركراكي يقسّم المغاربة بعد الخروج من الكان مبكّراً

0
261

بلغ منتخب الأردن نصف نهائي كأس آسيا 2023 لكرة القدم، بعد فوزه بهدفٍ من دون مقابل على نظيره طاجكستان، على استاد أحمد بن علي في ربع النهائي، وتفاعلت على أثره الصحافة العالمية والآسيوية مع الحدث، حيث علّقت على “الإنجاز التاريخي”.

وكان منتخب الأردن قد بلغ ربع النهائي في مناسبتين سابقتين، لينجح هذه المرة في الوصول إلى نصف النهائي للمرة الأولى تحت قيادة المدرب المغربي الحسين عموتة.

وتعاقد الاتحاد الأردني يونيو الماضي، مع عموتة، لقيادة المنتخب الأول، اقتناعًا بسيرته الذاتية المرصّعة بإنجازات من قبيل دوري أبطال إفريقيا مع الوداد، والدوري القطري مع السد، وأمم إفريقيا للمحليين برفقة منتخب بلاده.

وآنذاك وقع اختيار الاتحاد على المدرب المغربي لخلافة العراقي عدنان حمد الذي أنهى ولاية ثانية له مع “النشامى” دامت عامين.

لكن عموتة واجه صعوبات بالغة في الأشهر الستة الأولى من مهمته، وعجز عن تحقيق أي انتصار قبل المحفل القاري.

وتضمنت تلك الفترة 6 مباريات، خسر 5 منها، وتعادل في واحدة فقط، ما جعل منصبه على المحك.

وازداد الضغط على كاهل المدرب بعد بدء التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 بالتعادل مع طاجيكستان 1ـ1، وخسارة مؤلمة من الجار السعودي 0ـ2 في عمّان.

وبسبب تلك النتائج دخل المنتخب البطولة الآسيوية دون توقعات كبيرة، وكان ذلك في صالح عموتة الذي انتعش بشدة إثر فوز عريض حققه على ماليزيا بأربعة أهداف في بداية المشوار.
وخلال الجولة الثانية كان في طريقه لتحقيق انتصار تاريخي على كوريا الجنوبية، لولا هدف عكسي متأخر من المدافع يزن العرب ضد مرماه، حوَّل التقدم 2ـ1 إلى تعادل 2ـ2.

ورفعت هذه المباراة أسهم المغربي كثيرًا، لا سيما بعدما ضمن الأردنيون تأهلهم إلى مرحلة الإقصائيات للمرة الرابعة عبر تاريخهم، دون حاجة إلى خوض الجولة الأخيرة.

وعلى الرغم من مواجهة المنتخب العراقي الذي صعد بالعلامة الكاملة من مجموعته، نجح المدرب في العبور بأبنائه إلى دور الـ 8، عبر سيناريو جنوني قلب التأخر 1ـ2 إلى انتصار 3ـ2 في الوقت بدل الضائع.

ومع تصاعد المستوى، ساد التفاؤل حول إمكانية الوصول إلى أبعد من مرحلة ربع النهائي التي لم يسبق للمنتخب الأردني تخطيها طوال تاريخه.

واحتاج فريق عموتة إلى هدف بنيران صديقة حتى ينهي مغامرة طاجيكستان التي تخوض البطولة للمرة الأولى في تاريخها، ويعبر إلى نصف النهائي في إنجاز غير مسبوق.

وبنى المغربي على بصمتي المصري الراحل محمود الجوهري، والعراقي عدنان حمد في نسختي 2004 و2011، عندما وصلا بالأردن إلى دور الـ 8 وتوقفا أمام عقبتي اليابان وأوزبكستان على الترتيب.

ويعتمد المنتخب العربي على مزيج من المحترفين في الداخل والخارج، يتقدمه الجناح موسى التعمري، نجم مونبلييه الفرنسي.

وتفاعلت الصحافة الفرنسية مع التأهل، حيث ذكرت صحيفة “ميدي ليبر” المباراة وقالت: “كأس آسيا: موسى التعمري ينتصر مرة أخرى مع الأردن، وعلى مونبلييه الانتظار”، إذ تهتم وسائل الإعلام هناك بمنتخب النشامى نظراً لأن موسى يعتبر واحداً من نجوم فريق مونبلييه”، أما موقع “سو فوت” الفرنسي فقال بدوره: “كأس آسيا: الأردن يصل إلى الدور نصف النهائي لأول مرة في تاريخه، وسيتحدى زملاء مهاجم مونبلييه موسى التعمري يوم 6 فبراير/شباط المقبل الفائز من مباراة كوريا الجنوبية وأستراليا”.

إقصاء المغرب من الكان يُعَدُّ فشلا لجامعة “لقجع” في تدبير ملف المنتخب..هل يفي الركراكي بوعده للمغاربة بأنه سيرحل إذا لم يصل إلى نصف نهائي كأس أفريقيا ؟

وكان عشاق أسود الأطلس يعوّلون على الإنجاز الكبير في مونديال قطر لفكّ لعنة نهائيات كأس الأمم الإفريقية والسعي إلى التتويج بلقب نسخة كوت ديفوار.

واعتبرت العديد من التقارير المغرب – المصنف 13 عالميا – المرشح الأبرز لحمل اللقب الثاني بعد لقب عام 1976 في إثيوبيا.

لكن النكسة الأخيرة أمام منتخب جنوب أفريقيا (0-2) أعادت إلى الأذهان العديد من الذكريات السيئة في البطولات الأفريقية، وآخرها أيضا الخسارة أمام مصر 1-2 بعد التمديد في ربع نهائي نسخة 2021 في الكاميرون، وخسارة النهائي في 2004، ونصف النهائي في 1988.

وانتقد فريق آخر ضعف النجاعة الهجومية بسبب اختيارات المدرب، لافتين إلى أن اختياراته لم تكن مناسبة للأجواء الأفريقية.

وأثار المحلل بإذاعة “مارس” المحلية، حمزة بورزوق، جدلا بعد انتقادات للخطط الفنية للركراكي، إذ أشار مدونون ووسائل إعلام محلية إلى أنه غادر المحطة الإذاعية بعد ذلك.

وخلفت هذه الأنباء سجالات، إذ كتب محمد صديقي أن “الركراكي أضحى قريبا من أن يصبح من المقدسات عند البعض” وأردف “لا أدافع على بورزوق أو أي أحد، لكن الركراكي إنسان يصيب ويخطئ”.

بدوره، كتب عبد الله الترابي “صراحة، استمعت البارح لما قاله حمزة بورزوق عن المدرب وليد الركراكي: انتقاد عادي، صريح، لم يقل كلمة عيب”، مردفا “لا يمكن أن نزيل المقدسات من الدستور ونطبقها في كرة القدم”.

آخرون انتقدوا أيضا ما وصفوه بسياسة “تكميم الأفواه”.