ماكرون يعلن مقتل الإرهابي بجبهة البوليساريو “عدنان أبو وليد” زعيم تنظيم داعش في الصحراء الكبرى

0
187

مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، حبوب الشرقاوي“أزيد من 100 انفصالي ينتمون لجبهة البوليساريو، ينشطون في صفوف تنظيم القاعدة وداعش في بلاد المغرب الإسلامي”، وتمثل منطقة الساحل “خطرا كبيرا وتحديا أمنيا مهما بالنسبة للمغرب”ودول الساحل الأفريقي.

باريس – أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن قوات بلاده قتلت زعيم تنظيم داعش في الصحراء الكبرى.

 وقال ماكرون في تغريدة عبر تويتر: “تم تحييد عدنان أبو وليد الصحراوي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى من قبل القوات الفرنسية”. 

وأضاف الرئيس الفرنسي “هذا نجاح كبير آخر في معركتنا ضد الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل”، حيث يأتي هذا بعد أكثر من عام بقليل على نجاح الجيش الفرنسي أيضا في قتل زعيم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي عبد المالك دروكدال. 

وصنفت فرنسا تنظيم داعش في الصحراء الكبرى، كأبرز عدو لها في المنطقة بيناير 2020. 

وذاع صيت شخصية عدنان أبو وليد الصحراوي في عامي 2012 و2013، حيث كان حينها، أحد قادة “حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا” التي كانت من بين المسيطرين على شمال مالي عام 2012. وقد كان قبل ذلك عضوا في جبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية عن المملكة المغربية.

وفي مايو 2015، انشقّ الصحراوي وبايع تنظيم داعش. وصارت جماعة الصحراوي التي تحمل اسم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى تظهر في دعاية التنظيم الأم باعتبارها فرعا له في غرب أفريقيا، دون وجود ارتباط عملياتي واضح بينها وبين المتطرفين الناشطين في نيجيريا. 

وتركزت أنشطة جماعة الصحراوي في منطقة “المثلث الحدودي” بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر حيث شنّت هجمات عدة على مراكز عسكرية نهاية 2019 ومطلع 2020، ودخلت في تنافس مع جماعة نصرة الإسلام والمسلمين. 

وفي سابقة بالمنطقة، تواجهت الجماعتان المتطرفتان مرارا وبشكل مباشر في وسط مالي منذ بداية العام الجاري. 

في مارس الماضي ، كشف مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، حبوب الشرقاوي، في حوار خص به مجلة “جون أفريك”، عن وجود ’’ تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى (IS-GS) ، بقيادة عدنان أبو وليد الصحراوي – وهو من مواليد العيون وعضو نشط سابق في جبهة البوليساريو. سبق وأعلن بين عامي 2016 و2020 مسؤوليته عن عدة عمليات إرهابية في المنطقة”.

وسجل المسؤول الأمني المغربي أن ذلك “يفسر بالاضطرابات السياسية والسوسيو-اقتصادية التي تشهدها المنطقة”، موضحا أن الأمر يتعلق بمجال شاسع حيث تظل المراقبة الأمنية غير واضحة.

وقال الشرقاوي إن الولايات المتحدة رصدت 5 ملايين دولار لأي معلومات يمكن أن تؤدي إلى موقعه، مشيرا إلى أن “أزيد من 100 انفصالي ينتمون لجبهة البوليساريو، ينشطون في صفوف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”.

وأشار حبوب الشرقاوي إلى أنه “هناك تأطيرا داخل مخيمات تندوف وتلقينا عقائديا يقوم به أئمة المخيمات، ما يعد أيضا عاملا جعل منطقة الساحل على ما هي عليه اليوم: تهديد للمغرب كما بالنسبة للدول الأخرى” مشيرا إلى أن “المعطى الثابت يحيل على انخراط عناصر البوليساريو في المجموعات الإرهابية المصغرة، أو داخل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أو في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى”.

وأفاد الشرقاوي إلى أنه في مواجهة خطورة هذه المنظمات، يعد التعاون الأمني الإقليمي شرطا لا محيد عنه من أجل القضاء على التهديد القائم، معربا عن أسفه لعدم وجود تعاون مع الجزائر، معتبرا أن الأمر يتعلق هنا بخطر، لكن أيضا بعقبة تقف أمام الجهود المبذولة من طرف بلدان المنطقة وباقي القوى العالمية، بغية محاربة هذه الظاهرة.

وقال الشرقاوي إن المغرب تمكن من “تفكيك 82 خلية، منها 76 ترتبط بالدولة الإسلامية. كما تم توقيف 1338 شخصا، 14 امرأة، و33 قاصر. 54 شخصا معتقلا لديهم سوابق قضائية تتصل بالإرهاب”

وخلص إلى القول “إذا أردنا التحدث بشكل عام عن الحصيلة المغربية في مجال محاربة الإرهاب، فقد تمكنت المملكة من تفكيك 209 خلية منذ 2002. وفي 2020 تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية من تفكيك 8 خلايا إرهابية. أما بخصوص المقاتلين الذي لقوا حتفهم خلال المواجهات في المنطقة السورية-العراقية، فيرتفع عددهم إلى 745”.

وتمثل منطقة الساحل “خطرا كبيرا وتحديا أمنيا مهما بالنسبة للمغرب”، إذ باتت اليوم التهديد الإرهابي الذي يلقي بثقله على المملكة والدول المجاورة، بحسب حبوب.

وربط المسؤول الأمني المغربي بين الاضطرابات السياسية والسوسيو-اقتصادية التي تشهدها منطقة الساحل وهذه المجموعات الإرهابية، وفي النهاية يترك مجالا شاسعا لتراجع مستوى المراقبة الأمنية.

وبعد السقوط المتعاقب في كل من أفغانستان وسوريا، وجد التنظيمان الإرهابيان الرئيسيان أي (القاعدة وداعش) في منطقة الساحل “أرضا خصبة”، وفقا لحبوب أيضاً.

وأعاد التذكير بتنظيم داعش في الصحراء الكبرى، بقيادة عدنان أبو الوليد الصحراوي العضو النشط السابق بجبهة البوليساريو، والذي تبنى خلال سنتي 2016 و2020 عددا من العمليات الإرهابية في المنطقة.

ونجحت تجربة المغرب في نقل خبراته إلى عددٍ من المسؤولين الأفارقة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والتنسيق الأمني، مثلما حدث مع موريتانيا والجابون وبوركينا فاسو وغينيا كوناكري ومدغشقر وتنزانيا، وفقاً للمسؤول المغربي.

ويقع مقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية المغربي في مدينة سلا قرب مطار الرباط؛ حيث يخضع لحراسة أمنية مشددة من قبل رجال شرطة مسلحين.