“ضحايا زلزال الحوز يُتركون للموت في العراء: أين اختفت مليارات المساعدات؟ – مشهد مؤلم لمواطنة تلبس أبناءها أكياس البلاستيك هربًا من المطر”

0
101

“ضحايا زلزال الحوز بين الإهمال والوعود الكاذبة: أين ذهبت المليارات؟”

في قلب الجبال الباردة، وبين الأمطار الغزيرة، تعيش مئات الأسر من ضحايا زلزال الحوز في العراء، بعد أن فقدوا كل شيء.

لم يكن مشهد المواطنة التي ألبست أبناءها أكياس البلاستيك للاحتماء من المطر سوى صورة مصغرة لمعاناة أعمق، تعكس الفشل الذريع في تدبير الأزمة، رغم الوعود الحكومية والمساعدات المالية الضخمة التي أُعلن عنها.

معاناة متواصلة رغم الوعود

بعد مرور أكثر من عام على الكارثة، لا تزال العديد من الأسر محرومة من سكن لائق. ورغم إعلان الحكومة عن تخصيص 13 مليار درهم لإعادة الإعمار، وتقديم دعم مالي مباشر للأسر المتضررة، إلا أن التقارير الحقوقية تؤكد أن البيروقراطية القاتلة والفساد حالا دون وصول هذه الأموال إلى مستحقيها​.

وفقاً لبيانات رسمية، حصلت 57,805 أسرة على دعم مالي لإعادة البناء، لكن هذا لم يترجم على الأرض، حيث 40% من المنازل المدمرة لم تبدأ إعادة إعمارها بعد، بسبب شروط إدارية تعجيزية، مثل ضرورة تقديم وثائق ملكية قد تكون دفنت تحت الأنقاض​.

بين الفساد والإقصاء: من المستفيد من المعاناة؟

التقارير تشير إلى أن بعض العائلات تلقت دعماً، بينما تم إقصاء أخرى دون مبرر واضح. كما انتقدت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان غياب الشفافية في توزيع الأموال، مشيرة إلى أن الحكومة لم تنشر أي تقارير مفصلة عن مصير المساعدات​.




أما تصريحات رئيس الحكومة التي تؤكد “توفير الظروف المناسبة لإعادة الإعمار”، فتبدو بعيدة عن الواقع، حيث لا تزال الخيام الهشة هي الملجأ الوحيد لكثير من العائلات، في ظل برد قارس وصل إلى درجات متدنية، فيما يواجه الأطفال خطر الموت بسبب نقص الرعاية الصحية​

أسئلة مشروعة: أين ذهبت أموال المساعدات؟

  • لماذا لم تُصرف الـ 13 مليار درهم بفعالية؟

  • كيف يمكن لمواطنين يعيشون في الجبال بدون مأوى أن يستوفوا الشروط البيروقراطية المعقدة للحصول على الدعم؟

  • لماذا تغيب آلية واضحة للمراقبة والمحاسبة في توزيع الأموال؟

الخلاصة: مسؤولية من؟

إن مشهد الأم التي تُلبس أطفالها أكياس بلاستيكية في العراء ليس مجرد صورة عابرة، بل هو شهادة على تخلي الدولة عن مسؤولياتها.

في بلد يحشد المليارات للمهرجانات والصفقات، كيف يُترك الضحايا يكافحون للبقاء على قيد الحياة؟ هذه ليست مجرد أزمة إنسانية، بل فضيحة تستوجب تحقيقاً شفافاً ومحاسبة حقيقية.