مرشح التيار المحافظ إبراهيم رئيسي يفوز بأغلبية 62% بالانتخابات الرئاسية في إيران

0
332

فاز المحافظ المتشدد ابراهيم رئيسي بالانتخابات الرئاسية الإيرانية، بنيله 61,95 بالمئة من الأصوات وفق النتائج النهائية التي أعلنت، اليوم السبت، غداة اقتراع شهد أدنى نسبة مشاركة في استحقاق رئاسي في تاريخ إيران.

وكما كان متوقعا، خرج حجة الإسلام رئيسي (60 عاما) فائزا من الدورة الأولى لانتخابات جرت في خضم أزمة اقتصادية واجتماعية تسببها العقوبات الأميركية، ورافقتها أسئلة عن المشاركة بعد استبعاد منافسين جديين من قائمة الترشيحات.

وأعلن وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي أن رئيسي نال 17,926,345 صوتا، من إجمالي المقترعين الذين بلغ عددهم 28,933,004. وشكل هؤلاء 48,8 بالمئة من الناخبين، وهي أدنى نسبة اقتراع في انتخابات رئاسية تشهدها الجمهورية الإسلامية.




وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة 73 بالمئة، في حين شهدت الانتخابات التشريعية في شباط/فبراير 2020، نسبة امتناع قياسية بلغت 57 بالمئة.

وتبقى أدنى نسبة مشاركة في انتخابات رئاسية 50,6 بالمئة (عام 1993).




ويخلف رئيسي الذي يتولى رئاسة السلطة القضائية منذ 2019، الرئيس المعتدل حسن روحاني الذي لا يحق له دستوريا السعي لولاية ثالثة متتالية.

ويتوقع أن يعزز فوز رئيسي إمساك التيار المحافظ بمفاصل هيئات الحكم، بعد فوزه في انتخابات مجلس الشورى (البرلمان) العام الماضي.

وسيواجه الرئيس الجديد الذي يتسلم منصبه في آب/أغسطس، تحديات أساسية أبرزها سوء الوضع الاقتصادي العائد بشكل أساسي الى العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها على طهران بعد انسحابها الأحادي من الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني عام 2018.

ورغم انتمائه الى تيار ينظر بعين الريبة الى الدول الغربية، أكد رئيسي خلال حملته أولوية رفع العقوبات، وأنه سيلتزم بالاتفاق المبرم عام 2015.

واعتبر خامنئي في رسالة نشرت السبت على موقعه الالكتروني، أن “الفائز الأكبر في انتخابات الأمس هو الأمة الإيرانية لأنها ارتقت مرة جديدة في مواجهة دعاية الإعلام المرتزق للعدو”.

وبدأ فرز الأصوات فجر السبت بعيد إقفال صناديق الاقتراع عند الساعة الثانية (21:30 بتوقيت غرينيتش الجمعة)، بعد عملية تصويت امتدت 19 ساعة.

من هو؟

وإبراهيم رئيسي هو رجل دين محافظ ومتشدّد، يرفع منذ أعوام شعار الدفاع عن الطبقات المهمّشة ومكافحة الفساد.

ويعد رئيسي (60 عاما) الذي كان يتولى رئاسة السلطة القضائية منذ 2019، من المدافعين عن “النظام العام” ولو بالوسائل المتشددة. ورفع خلال حملته الانتخابية شعار مواجهة “الفقر والفساد”، وهو المبدأ نفسه الذي خاض على أساسه الانتخابات الرئاسية عام 2017 ونال 38 بالمئة من الأصوات، لكن ذلك لم يحل حينها دون فوز المعتدل حسن روحاني بولاية ثانية. 

ولد رئيسي في مدينة مشهد (شمال شرق) في نوفمبر 1960، وبدأ بتولي مناصب عامة في سن مبكرة، إذ عيّن مدعيا عاما في مدينة كرج قرب طهران وهو لما يزل في العشرين من العمر، وذلك بعد فترة وجيزة من انتصار الثورة الإسلامية عام 1979.

أمضى رجل الدين الشيعي ذو العمامة السوداء، قرابة ثلاثة عقود في هيكلية السلطة القضائية، متنقلا بين مناصب عدة منها مدعي عام طهران بين 1989 و1994، ومعاون رئيس السلطة القضائية اعتبارا من 2004 حتى 2014 حين تم تعيينه مدعيا عاما للبلاد.

في 2016، أوكل إليه المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي، مهمة سادن العتبة الرضوية المقدسة في مدينة مشهد، وعيّنه بعد ثلاثة أعوام على رأس السلطة القضائية، أحد الأركان الأساسية للنظام السياسي.

تلميذ المرشد 

ويعمل رئيسي الذي يرى منتقدوه أنه يفتقر إلى الكاريزما، بوحي الدروس الدينية والفقهية لخامنئي.

وفق سيرته الذاتية الرسمية، قام رئيسي الذي يعرف بردائه الديني ونظارتين رفيعتين ولحية مشذبة غزاها الشيب، بتدريس مواد فقهية ودينية في الحوزات العلمية اعتبارا من العام 2018، خصوصا في مدينة مشهد المقدسة، مسقط رأسه.

وتطرح وسائل إعلام إيرانية عدة اسمه كخلف محتمل للمرشد الأعلى خامنئي الذي سيتم الثانية والثمانين من العمر في يوليو المقبل.

ورئيسي هو أيضا عضو في مجلس الخبراء الذي تعود إليه صلاحية تسمية المرشد.