ألقت الجزائر باللائمة مباشرة على المغرب وإسرائيل في التسبب في حرائق غابات منظقة القبائل (المحتلة) التي أدت إلى وفاة 90 شخصاً بينهم 33 جنديا على الأقل ، لا يبدو مستندا على وقائع حقيقية”
وكشف أكاديميون إسرائيليون، أن “الموقف الجزائري المتشدد تجاه المغرب يعكس الضغوطات التي يواجهها النظام من أجل تجديد شرعيته لدى المواطنين الغاضبين والمصابين بخيبة أمل، وهو ما يتأكد من خلال عودة مظاهر الحراك الاحتجاجي السلمي الذي هز النظام من الصميم سنة 2019”.
وفي ورقة نشرها موقع نقابة الأخبار اليهودية JNS، يرى البروفيسور بروس مادي فايتسمان، المتخصص في قضايا شمال إفريقيا والباحث في مركز موشي ديان لدراسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بجامعة تل أبيب، أن الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء في مقابل عودة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإسرائيل، كان “مزعجا جدا للجزائر”، مبديا اعتقاده أيضا بأن دعم المغرب لـ”تقرير المصير” في منطقة القبائل كان رد فعل على مواقف الجزائر الداعمة لجبهة” البوليساريو”.
وأكد أن إلقاء اللائمة على المغرب وإسرائيل في التسبب في حرائق الغابات الأخيرة التي عرفها الشمال الجزائري، لا يبدو مستندا على وقائع حقيقية، فالأمر لا يعدو أن يكون “محاولة لإبعاد الانتقادات الموجهة ضد النظام الجزائري بسبب فشله في احتواء ألسنة النيران”.
وأشاروا إلى أن إحدى أحجار الزاوية التي اعتمدت عليها الجزائر في قطع علاقاتها مع المغرب، كانت وسيلة للتغطية على السبب الحقيقي للأزمة، والمتمثل في محاولة قصر المرادية لفت الانتباه عن الأزمات الداخلية.
جاء ذلك في تقرير نشره موقع نقابة الأخبار اليهودية، يرى فيه المتخصص في قضايا شمال إفريقيا والباحث في مركز موشي ديان لدراسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بجامعة تل أبيب، بروس مادي فايتسمان، أن “الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء في مقابل عودة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإسرائيل”، كان “مزعجا جدا للجزائر”، مبديا اعتقاده أيضا بأن دعم المغرب لـ”تقرير المصير” في منطقة القبائل كان رد فعل على مواقف الجزائر الداعمة لجبهة البوليساريو.
من جهتها، أكدت سارة فوير، الخبيرة في السياسة العربية والحاصلة على زمالة معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أن الدور الإسرائيلي في النزاع بين المغرب والجزائر “ضئيل”، بل إنه يتم حاليا “جرها” إلى هذه الأزمة.
وأبرزت الباحثة الإسرائيلية أن الجزائر “شعرت بالفزع من قرار المغرب إعادة علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل”، ومن هذا المنطلق جاء انتقاد الدبلوماسية الجزائرية لما أسمته “دفاع الرباط عن حصول إسرائيل على صفة عضو مراقب في الاتحاد الإفريقي”، وهو الأمر الذي ساقه رمطان لعمامرة، وزير الخارجية الجزائري خلال الندوة الصحافية التي أعلن خلالها قطع العلاقات مع المغرب.
وحسب فوير، فإن إسرائيل يجب أن تكون حريصة على عدم المبالغة في تقدير الدور الإيراني في المنطقة المغاربة انطلاقا من الجزائر، مبرزة أنه “صحيح ٌ ان الجزائر تقيم علاقات مع طهران، ومع ذلك، فلا هذه العلاقة جديدة، ولا مكانة الرباط الراسخة داخل المعسكر الموالي للغرب جديدة”.
وأعلن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة نهاية شهر غشت الماضي عن القطيعة الدبلوماسية مع المغرب بسبب ما وصفها بـ”الاعمال العدائية” ولكن من دون ان يقدم ما يثبت هذه المزاعم التي تأتي بعد أقل من شهر على دعوة العاهل المغربي الملك محمد السادس الى تحسين العلاقات مع الجزائر الى اعلى المستويات.
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية المغربية مساء الثلاثاء ان “المغرب إذ يعرب عن أسفه لهذا القرار غير المبرر تماما ولكنه متوقع، بالنظر الى منطق التصعيد الذي تم رصده خلال الأسابيع الاخيرة، وكذا تأثيره على الشعب الجزائري ، فإنه يرفض بشكل قاطع المبررات الزائفة بل العبثية التي انبنى عليها”.
واضاف البيان ان المملكة “ستظل شريكا موثوقا ومخلصا للشعب الجزائري وستواصل العمل بكل حكمة ومسؤولية، من أجل تطوير علاقات مغاربية سليمة وبناءة”.
وتكاثرت الاتهامات التي وجهها لعمامرة الى المغرب خلال مؤتمر صحافي اعلن فيه عن قطع العلاقات مع الرباط، من مزاعم تورط المغرب في الحرائق الى اتهامه بشن حملات اعلامية الى ادعاءات التجسس.
ولكن وزير الخارجية الجزائري لم يقدم دليلا واحدا على صحة ادعاءاته ضد المغرب، ولا عما سماه “حالة العداء” المغربية ضد الجزائر منذ استقلالها عن فرنسا في 1962.
وتقدم المغرب بمبادرات عديدة لتحسين العلاقات مع جارته الشرقية التي يسودها التوتر منذ عقود. وكان اخرها دعوة الملك محمد السادس نهاية يوليو/تموز الى الارتقاء بالعلاقات مع الجزائر الى مستوى “التوأمة المتكاملة”.
وسبق للمغرب أن قطع علاقاته مع الجزائر سنة 1976 بعد اعتراف الجزائر بقيام ما تسمى “الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية” التي تقودها جبهة بوليساريو الانفصالية. ولم تُستأنف العلاقات إلا في 1988 بعد وساطة سعودية.
والنزاع حول الصحراء المغربية سبب رئيسي في توتر علاقات الجارين منذ عقود بسبب دعم الجزائر لجبهة بوليساريو التي تطالب بانفصال الاقليم الذي يعتبره المغرب جزءاً لا يتجزأ من أرضه ويعرض منحه حكماً ذاتياً تحت سيادته.