أبي بشرايا البشير أبرز قيادي في مليشيات البولساريو يقدم استقالته عشية استعداد أمريكا لاعلان المليشيات منظمة إرهابية

0
538

“خلافات عميقة معه حول الرؤية والأساليب والأدوات أجبرتني على ذلك، مبرزا أنه سيواصل وظيفته في الهيئة التي انتخبه سكان تندوف فيها إلى غاية حلها”

قدم أبي بشرايا البشير ممثل جبهة البوليساريو في الاتحاد الأوروبي استقالته من ميليشيات البوليساريو، في تغريدة له على صفحته في التويتر، بسبب ما أسماه “بالخلافات العميقة حول الرؤية والأساليب والأدوات مع قيادة البوليساريو”.

وأكد القيادي المكلف بالاتحاد الأوروبي في جبهة البوليساريو، أبي بشرايا البشير، أنه قدم بشكل شخصي من خلال تغريدية له على تويتر، استقالته لرئيس الجبهة إبراهيم غالي، متحدثا عن “خلافات عميقة” مع هذا الأخير، وسط تزايد الحديث عن ارتفاع منسوب الخلافات الداخلية بين القيادات بشكل غير مسبوق.

وقال بشرايا البشير إنه قدم طلب إعفاء مكتوب بتاريخ 25 يونيو 2022، ومؤخرا قدم “للأمين العام للجبهة” استقالة مكتوبة من مهام كـ”مكلف بأوروبا والاتحاد الأوروبي”، وتابع القيادي الانفصالي الذي عُين سنة 2016 ممثلا للجبهة في فرنسا “شكرت ثقته، لكن خلافات عميقة معه حول الرؤية والأساليب والأدوات أجبرتني على ذلك، مبرزا أنه سيواصل وظيفته في الهيئة التي “انتخبه الشعب فيها إلى غاية حلها”، حسب تعبيره مع التأكيد أنه لا ينوي الترشح مجددا.

وفي تعبير عن رفضه الاتهامات الموجهة له من طرف قيادات أخرى بالانشقاق، كتب البشير “الاستقالة فعل مسؤول وشيطنتها في ثقافتنا السياسية أحد أسباب عدم التجديد والتواصل”، وأضاف أن “التفريط، هو الاستمرار في التمسك بالمنصب كموظف، بعد التأكد من عدم إمكانية تحمل المسؤولية كقائد”، في إشارة واضحة إلى الصراع حول السلطة داخل دواليب الجبهة، قبل أن يختم بالقول “الاستقلال الوطني حتمية تاريخية والنضال من أجله وعد وعهد قطعناه على أنفسنا ما دام في العمر بقية”، على حد تعبيره. 

ويعتبر البشير من مواليد الزويرات الموريتانية، شغل منصب ممثل جبهة البوليساريو بفرنسا، حاصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ من جامعة باريس ، وهو يتحدث اللغات العربية الأنجليزية، الفرنسية، والإسبانية.

تململ وغليان في صفوف مسلحي البوليساريو

وفضحت شهادات مقاتلين في صفوف الجبهة ممارسات القيادة السياسية والعسكرية وكيف أنها تهدر أموالا ضخمة في نفقات على الحفلات والمؤتمرات بينما يعاني مسلحوها من التهميش وأوضاع مالية صعبة ما أثر حسب بعضهم على معنوياتهم.

وتأتي هذه الشهادات بينما تعيش الجبهة الانفصالية انقسامات داخلية وعزلة خارجية بعد أن نجحت الدبلوماسية المغربية في سحب البساط من تحت أقدام الكيان غير الشرعي المسمى الجمهورية الصحراوية المدعومة من الجزائر وذلك من خلال اعترافات دولية وإقليمية بمغربية الصحراء وبواقعية مقترح الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب الذي تقترحه الرباط منذ 2007 لتسوية النزاع المفتعل، كحل وحيد قابل للتطبيق.

ويتهم مقاتلون خرجوا عن صمتهم القيادة السياسية بتجاهل مطالبهم وبمنعهم من التعبير عن معاناتهم ما يرتد أزمة معيشية ومالية لعوائلهم المحتجزة في مخيم تندوف.

وتحاول الجبهة تكميم الأفواه داخل المخيم وعلى جبهات القتال لتفادي انهيار في معنويات مسلحيها لكن هؤلاء تمكنوا من خلال تسجيلات صوتية عبر مجموعة للتواصل الفوري خاصة بالانفصاليين، من فضح ما تحاول قيادتهم التكتم عليه.

ويقول هؤلاء بحسب تسجيلات رصدتها منصات إخبارية مغربية بينها موقع ‘هسبريس’، إن استمرار القيادة العسكرية والسياسية للجبهة في تجاهل وضعهم أثر بشكل كبير على معنويات المسلحين في الجبهات، في إشارة إلى أولائك الذين يرفعون السلاح وينتهكون اتفاق وقف إطلاق النار مع المغرب.

واتهم هؤلاء القيادة بتبذير ملايين الدولارات على الحفلات والسهرات الصاخبة والإقامات الفاخرة، بينما يعاني مسلحوها والصحراويون في مخيم تندوف من الإقصاء والتهميش وسوء الحال.   

وفي أحد التسجيلات يقول مقاتل من الجبهة، إن المقاتلين يعانون وقد “بلغ السيل الزبي واضطررنا إلى التعبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي. رغم أن الموضوع حساس ولكن يجب أن نتكلم”.

وتابع وفق تقرير ‘هسبريس’ “كمقاتل من الذين التزموا بالحضور في جبهة القتال هاد الحال مَيَعْجبني (هذا الحال لا يعجبني) ونريد أن نعرف أين الخلل في قضية التسيير على مستوى الجيش الشعبي الصحراوي، أم في القيادة وإطاراتها أم في ناحية أخرى؟ ونطالب بإظهار الواقع وعدم السكوت عنه”، مضيفا “الناس يائسون من إطاراتنا التي لا تعرف الواقع الذي نعيشه”.

وقال “الآخرون صامتون وأنا أريد أن أوضح للرأي العام أن قيادتنا السياسية والعسكرية المتحكمة في زمام الأمور التي تشرف على المرحلة، راها ماشْية في الطريق الخطأ، وراها تعْكب على عواقب لا تحمد عقباها… المقاتلون عانوا من اليأس ولا يسمح لنا بإيصال معاناتنا إلى المسؤولين”.

وأشار إلى أنه حضر المؤتمر الأخير للجبهة الذي ختم أشغاله بوثيقة قال إنها لا تعني المسلحين وتهم الشؤون الداخلية لمخيم تندوف، مضيفا أنه طالب القيادة الانفصالية بحل ينهي معاناتهم.

وتابع “رفضوا الاستماع بداعي أن هذا الكلام لا يمكن التطرق إليه في هذا الوقت وهذا نوع من الإقصاء والتهميش… المسألة الوحيدة التي كنا نتمسك بها هي الحالة المعنوية وقد حاربوها من جميع الأصعدة حتى تلاشت وأنا واحد من المقاتلين اللي طاحت معنوياتهم”.

وتسلط هذه التصريحات أيضا الضوء على حالة الانقسامات التي بدأت تتعاظم وتنذر بتمرد في الوقت الذي ضعف الغطاء السياسي والمالي الذي كانت توفره الجزائر وجنوب إفريقيا بسبب مشاكل داخلية تعاني منها الدولتان الداعمتان للبوليساريو.

وبرزت هذه المشاكل في المؤتمر الأخير للجبهة الانفصالية مع تنامي قمع الأصوات الرافضة لسياسات قادتها وممارساتهم القمعية وفسادهم.

وحذّر أحد مقاتلي الجبهة في إحدى التسجيلات، بحسب المصدر المغربي ذاته، القيادة من الاستمرار على نهجها الحالي وداعاه لمراجعتة ممارساتها قائلا “يا قيادة ويا متحكما في زمام الأمور، ردّ بالك عاود النظر شْويّْ، راه ديك الجبهة الأمامية اللي عليها الارتكاز راها خالية ومهمشة ومقصية وراح يعكب يمشي بينا لعواقب وخيمة والمليارات من العام يضيعونها في المهرجانات والاحتفالات، في الوقت اللي المقاتل يعاني أشد المعاناة”.

وتحاول القيادة السياسية والعسكرية للكيان غير الشرعي الترويج للتماسك والصمود رغم انحسار الدعم الذي كانت تحظى به خلال السنوات الماضية، بينما أظهرت شهادات مقاتلين فيها حجم الانقسام والضعف الذي يفاقم بدوره حالة العزلة.