الجزائر: تعديل وزاري محدود يبعد رمطان لعمامرة عن وزارة الخارجية “بعد تغيبه الطويل عن واجهة الأحداث” ليخلفه عمار البلاني “المعادي للمغرب”

0
412

يتواصل غياب، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، عن المشهد السياسي والدبلوماسي، المسجل بغيابه منذ قرابة شهر، عن مواعيد ومؤتمرات اقليمية وعربية ودولية، تزامنا مع أخبار تشير لقرب إنهاء مهامه في التعديل الحكومي المنتظر

وحسب مصادر أنه من المترقب أن يعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن تعديل حكومي جديد، سيبعد رمطان العمامرة عن وزارة الخارجية بعد أن قضى فيها عاما و8 أشهر، ومن المتوقع أن يخلفه عمار بلاني الأمين العام للخارجية، والذي سبق له أن تقلد منصب المبعوث الخاص المكلف بقضية الصحراء و دول المغرب العربي في الخارجية الجزائرية.

وقال موقع أفريكا أنتلجنس أن « خلافًا يكون قد وقع بين محيط الرئيس عبد المجيد تبون ووزير الخارجية رمطان لعمامرة، بعد رفض الرئاسة اعتماد القائمة التي وضعها لحركة السفراء والقناصلة. »

ويأتي هذا التغيير المتوقع للعمامرة بعد تغيبه الطويل عن واجهة الأحداث والممتد لأسابيع، وتأكد أن الأمر غير طبيعي حين غاب، الأربعاء المنصرم، عن الدورة العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، الذي احتضنته العاصمة المصرية القاهرة، حيث مثل الجزائر سفيرها في مصر عبد الحميد شبيرة، على الرغم من أن الاجتماع كان مخصصا لمواضيع مهمة منها الإعداد للقمة العربية المقبلة في العاصمة السعودية الرياض.

ويجري الحديث منذ فترة عن عزلة الوزير لعمامرة في مقابل بروز نجم الأمين العام لوزارة الخارجية عمار بلاني الذي استقبل العديد من المسؤولين الأجانب في الفترة الأخيرة نيابة عن لعمامرة.

وبدأت الأخبار تُتَداول بكثرة بخصوص إبعاد العمامرة عن منصب وزير الخارجية، الذي عُين فيها للمرة الثانية في يوليوز من عام 2021، بعد أن كان يشغل المنصب نفسه ما بين سبتمبر /أيلول من عام 2013 ومايو/أيار من عام 2017 في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وتروج أنباء حول أن رمطان لعمامرة (71 عاما) مصاب بمرض عُضال يجعله غير قادر عن القيام بمهامه.

وتغيّب لعمامرة عن الدورة العادية الـ159 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، المنعقد أمس الأربعاء في العاصمة المصرية القاهرة، حيث كُلف سفير الجزائر في مصر عبد الحميد شبيرة بتمثيل البلد في الاجتماع الوزاري العربي.

واعطى الرئيس عبد المجيد تبون انطباع في لقائه الإعلامي الأخير، بأنه ينوي إجراء تعديل حكومي بسبب استيائه من ضعف أداء بعض الوزارات وتقديمها أرقاما تقريبة وتسييرها للقطاعات بشكل لا يستبق الأحداث.

وفي مقابل ذلك، صعدت أوراق، الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية، عمار بلاني، مؤخرا، بترأسه للقاءات ، مع سفراء لدول يحضر الرئيس تبون لزيارتهانعلى غرار لقاء مع سفراء دولتي الصين وروسيا وعدد من اللقاءات مع ممثلي الاتحاد الأوروبي.

ومن جهة أخرى تحدثت عدة تقاريرعن كون أمر إبعاد لعمامرة مرتبطا بعلاقته المتشنجة مع الرئيس عبد المجيد تبون، الأمر الذي أشار إليه موقع “أفريكا إنتلجنس” الفرنسي، الذي تحدث عن أن لعمامرة اختفى عن المشهد منذ شهر، والمرجح أن يكون السبب هو خلافه مع “محيط رئيس الجمهورية”، والذي برز بقوة من خلال رفض تبون لائحة السفراء والقناصل الجدد التي اقترحها بصفته وزيرا للخارجية والجالية.

وبهذا التعديل (المرتقب) سيعود عمار بلاني مرة أخرى، بشكل مكثف لإطلاق التصريحات المعادية مع المغرب، وهو ما جرى خلال لقائه بسفير الاتحاد الأوروبي بالجزائر توماس إيكارت، واصفا تحركات الرباط بـ”الإجراءات الأحادية والمناورات المفضوحة”، ثم كرر الأمر الأسبوع المنصرم أثناء لقائه بالسفير الصيني لي جيان، وحينها وصف الموقف المغربي بـ” المتعنت واللامسؤول الذي يراهن على إدامة الوضع الحالي بتواطؤ دول معروفة وعبر عقد صفقات مشبوهة ومخجلة”.