بعد 24 ساعة من إجلاء طاقم مكتب الاتصال الإسرائيلي من المغرب.. غوفرين “العلاقات المغربية-الإسرائيلية متينة رغم التطورات الاخيرة في قطاع غزة”

0
360

بعد 24 ساعة من إجلاء طاقم مكتب بمن فيهم ديفيد غوفرين مدير مكتب الاتصال إلى إسرائيل، كما تم إجلاء طاقم مكتبه، في وقت تشهد فيه البلاد أكبر التظاهرات المناهضة للتطبيع، بل وتذهب التحاليل الى نهاية التطبيع على شاكلة ما حدث منذ عشرين سنة.

غرّد اليوم الخميس غوفرين بأنه يتواجد الآن في تل أبيب وكذلك الطاقم الذي كان يعمل معه، مشيرا إلى العلاقات المغربية-الإسرائيلية بأنها متينة رغم التطورات الاخيرة في قطاع غزة.

ويأتي إجلاء طاقم مكتب بمن فيهم مديره ديفيد غوفرين، “بسبب الاحتجاحات في المغرب، إثر الحرب الجارية بين حماس وإسرائيل “وبأمر من الخارجية الإسرائيلية”.

وكانت صحيفة يدعوت أحرنوت الإسرائيلية قالت في وقت سابق، الأربعاء، إن وزارة الخارجية الإسرائيلية أمرت بإجلاء موظفي سفارتها بالمغرب “بسبب المظاهرات المناهضة للأوضاع في غزة”.

كما تأتي عملية الإخلاء في إطار حالة التأهب القصوى المعلنة في جميع السفارات الإسرائيلية حول العالم، وإجراءات أمنية إضافية ونقل مبعوثين من بعض الدول إلى دول أكثر أمانا” وفق الصحيفة الإسرائيلية.

والثلاثاء، ألقى المغرب، الذي اعترف بإسرائيل في عام 2020، باللوم على الدولة العبرية في ضربة طالت أحد مستشفيات غزة.

وجاء في بيان للمملكة بالخصوص “تُدين المملكة المغربية بشدة قصف القوات الإسرائيلية مستشفى المعمداني في قطاع غزة وما خلفه من ضحايا بالمئات من بين الجرحى والمصابين” مجددة “مطالبتها بحماية المدنيين من قبل كل الأطراف وعدم استهدافهم”.

وتحاول دبلوماسية إسرائيل الإيحاء بأن الأمر يتعلق بسحب جميع موظفي المكتب بسبب احتقان الأوضاع في العالم العربي والتطورات الاخيرة في قطاع غزة.

فيما لا تستبعد بعض الجهات أن السلطات المغربية قد تكون هي التي اعتبرت غوفرين شخصا غير مرغوب فيه بسبب تصرفاته، التي اعتبرها أكثر من مصدر “طائشة” ولا تمت للدبلوماسية بشيء، وجاء إجلاء باقي الطاقم لهذا السبب.

وكان غوفرين قد نشر تدوينات في فيسبوك تستفز المغاربة في ملف الصحراء وكذلك تعليقات غير مناسبة عن مسيرة الرباط يوم الأحد الماضي التي تعد أضخم التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين ليس فقط خلال هذه الحرب بل طيلة السنوات الأخيرة. في الوقت ذاته، ظهرت أصوات تتهمه بالتحرش الجنسي وأن كل المعطيات التي نشرتها الصحافة في هذا الملف خلال سبتمبر/ أيلول الماضي كان صحيحا. كما طالبت أصوات إعلامية وسياسية بطرده من المغرب.

وعلقت مصادر مطلعة على هذا الملف أنه أمام مشاعر الغضب، التي تعم الشارع المغربي، لا يمكن لهذا الشخص البقاء في المغرب حيث يستفز الرأي العام بتدويناته، وتعترف أن عودته إلى الرباط بعد اتهامات التحرش كان خطأ كبيرا لأنه كان يستحسن تغييره بدبلوماسي آخر يحترم البروتوكول.

والأحد الماضي، تظاهر عشرات الآلاف في الرباط للتضامن مع الفلسطينيين والمطالبة بالتراجع عن التطبيع مع إسرائيل، في مسيرة هي الأضخم منذ استئناف المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل.

ودعا لهذه التظاهرة كل من “الجبهة المغربية لدعم فلسطين” و”مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين”، وهما إئتلافان مشكلان من أحزاب إسلامية ويسارية.

وتلك التظاهرة كانت  الأكبر من نوعها منذ استئناف المغرب وإسرائيل علاقاتهما الدبلوماسية أواخر العام 2020 برعاية أميركية.

وبُعيد هجوم حماس الأخير (السبت 7 أكتوبر) دانت المملكة “استهداف المدنيين من أي جهة كانت”، داعية إلى “الوقف الفوري لجميع أعمال العنف”، ومذكرة بأنها “طالما حذرت من تداعيات الانسداد السياسي على السلام في المنطقة”.

وعموما، يعتبر 7 أكتوبر/ تشرين الأول وما ترتب عنه وخاصة مجزرة مستشفى المعمداني، الثلاثاء، حلقة حساسة من العلاقات المغربيية مع إسرائيل،وسبق للمغرب أن أقام علاقات مع إسرائيل إثر توقيع اتفاقات أوسلو العام 1993، لكنه قطعها بسبب قمع الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي انطلقت عام 2000، ليستأنفها يوم 10 ديسمبر 2020 ضمن اتفاقيات أبراهام.