وزير الدولة للتعاون الدولي الإماراتية: هجمات حماس شنيعة وعلى اسرائيل احترام التزاماتها.. تصريحات مشابه لمندوب إسرائيل

0
479

هاجمت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي الإماراتية، ريم الهاشمي، في كلمتها خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، حركة حماس، واصفة هجماتها يوم السابع من الشهر الجاري ضد مواقع لجيش الاحتلال بـ”البربرية والشنيعة”، مشددة على أن الإمارات تدينها بشدة.

وأشارت في البيان الذي نشره موقع البعثة الدائمة في الأمم المتحدة ونقله موقع صحيفة “البيان” الإماراتية، “بينما نكرر أن الهجمات التي شنتها حماس في السابع من أكتوبر هي هجمات بربرية وشنيعة ونطالبها بالإطلاق الفوري وغير المشروط لسراح الرهائن، لحقن الدماء وتجنيب جميع المدنيين المزيد من الويلات، إلا أننا نؤكد في الوقت ذاته أن جرائم حماس بحق المدنيين لا يمكن أن تبرر إطلاقا سياسة العقاب الجماعي الإسرائيلية تجاه قطاع غزة، حيث يجب أن تحترم إسرائيل التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، وأن تضمن حماية المدنيين”.

وهذا الموقف الذي تتبناه الإمارات ضد المقاومة الفلسطينية في غزة يتسق بشكل كبير مع الخطاب الإسرائيلي، الذي تناول مرارا هذا الوصف لوصم المقاومة، ضمن محاولات تجريم المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وطالبت الهاشمي في كلمتها التي ألقتها نيابة عن الإمارات، باعتماد قرار لوقف إطلاق نار فوري في غزة، مؤكدة ضرورة العمل على التوصل لحل دائم وشامل للنزاع بين فلسطين و”إسرائيل”.

وقالت إن “مجلس الأمن تأخر وقت حرب 1967 في اعتماد قرار لوقف الحرب، ما ساهم في انطلاق أطول احتلال عسكري مستمر إلى يومنا هذا، ولا يجب أن نكرر ذلك”.

وأضافت: “أكدنا منذ بداية الأزمة أن إسرائيل مطالبة بعدم استهداف المدنيين”، معتبرة أن الإنسانية تواجه اختبارا مفصليا.

وأشارت في البيان الذي نشره موقع البعثة الدائمة في الأمم المتحدة، إلى تنامي التوترات في المنطقة سواء في جنوب لبنان أو الجولان السوري المحتل، أو عبر البحر الأحمر، محذرة من أن انزلاق المنطقة في حرب إقليمية سيؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، ومن امتداد نيران الحرب لتزعزع الاستقرار حول العالم.

وشدد بيان الدولة على ضرورة السماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل آمن وعاجل ومستدام ودون عوائق، بما يلبي الاحتياجات الأساسية والضرورية، داعيا لإنهاء الحصار الجائر الذي طال أمده، والحد من الأزمة الإنسانية الكارثية التي تفاقمت بفعل انقطاع الكهرباء والمياه والغذاء، إلى جانب نفاد المستلزمات الطبية وتدهور القطاع الصحي، بما يعرّض حياة المرضى والأطفال الخدّج لخطر داهم.

ودعت الإمارات كذلك لإدخال الوقود الذي يعد أساسيا لتشغيل المستشفيات ومرافق المياه وغيرها.

كما شدد البيان على ضرورة مواصلة العمل على إيصال المزيد من المساعدات إلى القطاع، خاصة وأن إجمالي عدد الشاحنات التي عبرت في الأيام الماضية لا يلبي سوى ما نسبته 4 بالمئة فقط من عدد الشاحنات التي كانت تدخل قبل اندلاع الأزمة.

وأكد البيان أن للحروب قوانين تحكمها وفي مقدمتها حماية المدنيين، مشيرا إلى مقتل أكثر من خمسة آلاف فلسطيني حتى الآن، منهم 2000 طفل، فيما نزح أكثر من 60 % من سكان القطاع، فضلا عن تدمير 43 % من الوحدات السكنية في غزة.

وفي حماية المدنيين، أشار البيان إلى أن إسرائيل مطالبة بعدم استهداف المدنيين والأعيان المدنية، ومنها المستشفيات والمدارس ومرافق الأمم المتحدة.

وأضاف “كما ندين مقتل عدد كبير من الصحافيين والعاملين في المجال الإنساني والطواقم الطبية، ونشدد على ضرورة حمايتهم بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني”.

وجدد البيان رفض الإمارات القاطع لأوامر إسرائيل بإخلاء أكثر من مليون شخص من شمال غزة إلى جنوبها، وطالب بإلغائها، محذرا من أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه بشكل قسري، يهدد بنكبة جديدة.

وأكدت الإمارات في السياق على ضرورة عدم النظر إلى هذه الحرب بمعزل عن الوضع القائم في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ قرابة ستة عقود، حيث إن غزة حبيسة حصار منذ حوالي سبعة عشر عاما، وتحت وطأة الجوع والفقر والبطالة، فيما تشهد الضفة الغربية، منذ العام الماضي، ارتفاعا حادا في عدد القتلى وهجمات المستوطنين، بالإضافة إلى الإعلان عن إنشاء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة، واستمرار عمليات هدم الممتلكات، وتهجير الآلاف، والتلويح الخطير بخطط الضم، ناهيكم عن الاعتداءات المستمرة على المدن والقرى الفلسطينية.

كما شهدت القدس هذا العام تحديدا تزايد الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك من قبل المتطرفين وأعضاء في الحكومة الإسرائيلية وبحماية من القوات الأمنية الإسرائيلية. وأكدت الإمارات ضرورة اعتماد قرار يدعو إلى وقف إطلاق نار إنساني على نحو فوري ومستدام، ومن ثم العمل جديا على التوصل إلى حل عادل ودائم وشامل لهذا النزاع، بما يتيح لكلا الشعبين العيش في سلام وأمن دائمين.

وحاولت المندوبة الإماراتية، حفظ ماء الوجه بالقول إن الدعوة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة أمر أساسي لتحقيق كل الأهداف الإنسانية.

وتواجه الإمارات وقاداتها العديد من الانتقادات الحادة من قبل النشطاء العرب على مواقع التواصل، بسبب موقفها الذي وصفوه بـ”المخزي” تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

ويتواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الجاري والذي أسفر عن مقتل أكثر من 5400 فلسطيني وإصابة أكثر من 18000 آخرين بجروح متفاوتة غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن.

ويشهد الوضع الإنساني في غزة كارثة غير مسبوقة، بلغت معه المنظومة الصحية مرحلة هي الأسوأ في تاريخها.

جدير بالذكر أن الجيش الإسرائيلي أعلن عزمه على تكثيف ضرباته ضد غزة استعدادا للمرحلة المقبلة من هجومه على القطاع.

وطبعت الإمارات علاقاتها رسميا مع الكيان المحتل في العام 2020، برعاية أمريكية وجرت خلفها البحرين والمغرب، في خطوة فجرت غضبا عربيا واسعا آنذاك، لتأتي عملية طوفان الأقصى بعد 3 سنوات من اتفاقيات التطبيع تلك لتدمرها في ثوان وتوقف مشروع التطبيع بالمنطقة.

 

المصدر: “البيان” + المغرب الآن