تندوف المحتلة (الجزائر) – تشهد مخيمات تندوف المحتلة ومحيطها مواجهات عنيفة لليوم الثاني على التوالي بين أبناء قبيلة الركيبات وقوات أمنية جزائرية مدعومة بوحدات من ميليشيات بوليساريو، في حدث لم يكن الأول من نوعه إذا شهدت المخيمات مواجهات سابقة على خلفية اعتقال الجبهة الانفصالية لنشطاء كشفوا انتهاكات واسعة.
لكن المواجهات الأخيرة أخذت منحى أعنف من سابقاتها وأكثر اتساعا وتركزت أساسا مع قوات أمن جزائرية، في حراك ينادي بإطلاق سراح أحد أبناء قبيلة الركيبات كانت قد حكمت عليه محكمة جزائرية في تندوف بالسجن خمس سنوات بتهمة الاتجار بالمخدرات، فيما يسود اعتقاد بأن الأمر كيدي لكن ليس ثمة ما يؤكد أو ينفي صحة ذلك، إذ تتنامى تجارة المخدرات في المخيمات الواقعة تحت سلطة الجزائر.
ونظمت مجموعة من الشبان الغاضبين احتجاجات في مخيم الرابوني وقامت كذلك بإشعال الإطارات المطاطية لقطع الطريق على موكب والي تندوف الذي كان في زيارة للمنطقة وذلك للمطالبة بالإفراج عن ابن عم لهم يدعى أحمد ولد بن علي المحتجز بسجن تندوف منذ نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي لقضاء عقوبة سجنية نافذة لمدة خمس سنوات.
وذكرت مصادر أنه بمجرد علم أبناء قبيلة الركيبات أو الرقيبات، بزيارة والي تندوف لمنطقة مناجم غار جبيلات عبر الطريق التي تمر عبر مخيمات تندوف، قاموا بإغلاقها بإطارات مطاطية مشتعلة ما أجبر موكب الوالي على العودة.
وبعدها توجه المحتجون إلى المقر العام لجبهة بوليساريو وأشغلوا إطارات مطاطية أمام ما يسمى بدار الضيافة والأمانة العامة. ولاحقا اعتصموا أمام مديرية الأمن التابعة للجبهة الانفصالية قبل أن تتدخل وحدتين من الدرك تابعتين لبوليساريو لتفريقهم، بينما تردد أن الأمن الجزائري قدم الدعم لهما.
والركيبات أو الرقيبات واحدة من كبرى القبائل البدوية الأمازيغية التي تستوطن منطقة الصحراء المغربية وتتحدث اللهجة الحسانية إحدى لهجات اللغة العربية المستخدمة في المغرب والجزائر وموريتانيا.
وتتواجد هذه القبيلة في المنطقة الممتدة من السمارة المغربية غربا ٳلى تندوف الجزائرية شرقا ومن كلميم المغربية شمالا إلى أطار في موريتانيا جنوبا.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي شهد مخيم الرابوني قلاقل وفوضى تكتمت عليها جبهة بوليساريو، لكن منتدى فورستاين الذي يتابع ما يحدث في المخيمات أكد قيام مجموعة من سكان المخيم بمهاجمة مقر ما تسميه الجبهة بمقر وزارة النقل والطاقة.
كما قامت مجموعة من الشبان باقتحام منزل “وزير النقل” ومنزلين لمسؤولين سابقين في الجبهة الانفصالية يقيمان بالقرب من المقر يستفيدان من امتيازات كبيرة شأنهم شأن المتقاعدين من مسؤولي بوليساريو، وذلك احتجاجا على التهميش وتجويع أهالي المخيم.