“تعديل حكومي مرتقب غداً الاثنين: فصل الرياضة عن التعليم مجدداً، وهل يستجيب لنداءات جمال السوسي؟”

0
202

“التعديل الحكومي المرتقب: فرصة لإعادة هيكلة الرياضة المغربية تحت إشراف الكفاءات”

من المتوقع أن يقوم جلالة الملك محمد السادس بتعديل حكومي غداً، الاثنين، 21 أكتوبر الجاري، وسط توقعات بحدوث تغييرات جذرية في عدة وزارات، أبرزها وزارة الرياضة.

هذا التعديل يأتي في سياق الحاجة إلى تصحيح الأوضاع ومعالجة القضايا الملحة التي واجهتها الحكومة الحالية.

السياق السياسي: الإصلاح أم محاولة لاحتواء الأزمات؟

حسب ما تم تداوله، تلقى بعض الوزراء والمسؤولين المحتمل تعيينهم في التعديل دعوات للحضور إلى القصر الملكي. يرى المراقبون أن هذا التعديل يهدف إلى تصحيح المسار بعد سلسلة من الإخفاقات في الملفات الشائكة، مثل قضايا الطلبة والنقابات. السؤال الذي يطرحه الجميع: هل سيؤدي هذا التعديل إلى تحسين ملموس في الأداء الحكومي؟

فصل قطاع الرياضة: استجابة للانتقادات

من أبرز المقترحات المتداولة هو فصل قطاع الرياضة عن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي، وهو ما أثار تساؤلات حول الأداء الضعيف للوزارة في هذا المجال. الناشط الرياضي جمال السوسي كان من أبرز الأصوات التي نادت بإصلاحات جذرية في قطاع الرياضة.

السوسي، رئيس الجامعة الملكية المغربية للجيوجيتسو البرازيلي والرياضات المشابهة ورئيس الاتحاد العربي ونائب رئيس الاتحاد الأفريقي والخبير الدولي في المجال الرياضي، دعا مرارًا إلى فصل الرياضة عن الوزارة وتخصيص وزارة مستقلة تركز فقط على تطوير الرياضة.

فهل سيكون هذا التعديل بمثابة بداية جديدة للقطاع الرياضي في المغرب؟

مشروع متكامل للارتقاء بالرياضة

إذا كانت هناك نية جادة في تحسين القطاع، فإن مشروع جمال السوسي يجب أن يكون جزءًا من الحوار. هذا المشروع يتطلب رؤية طويلة الأمد، تمتد بين ثماني إلى عشر سنوات، مع التركيز على العمل التطوعي، حيث يسهم جميع المعنيين في تطوير الرياضة بلا انتظار لمكافآت مالية. يطمح هذا المشروع لأن يصبح نموذجًا يحتذى به ليس فقط في المغرب، بل على المستوى العربي والدولي.

السوسي يرى أن الرياضة يمكن أن تكون رافعة للتنمية، شريطة أن يتم تفعيل رؤية واضحة تستند إلى الكفاءات والخبرة العملية. من ضمن الحلول التي طرحها، إنشاء منصة إلكترونية تعمل بالذكاء الاصطناعي لتسهيل التواصل بين الجامعات الملكية الرياضية والوزارة، وأيضا  التواصل المباشر مع الأبطال المغاربة وهو ما من شأنه تحسين الشفافية والقضاء على الفساد والمحسوبية والزبونية والمزاجية.

التحديات أمام الحكومة الجديدة

السؤال الآن: إذا تم فصل قطاع الرياضة عن وزارة التعليم، فهل ستتمكن الحكومة الجديدة من تحسين الأداء بشكل فعلي؟ التحدي الأكبر يكمن في كيفية اختيار الأشخاص المناسبين لقيادة هذا القطاع.

كيف يمكن للحكومة أن تضمن أن يتم تعيين أشخاص ذوي كفاءة عالية وخبرة في مجال الرياضة؟ وهل سيتم الاستماع إلى أصوات مثل جمال السوسي التي تطالب بالإصلاح الجذري؟

ختاماً

يمثل التعديل الحكومي المرتقب فرصة ثمينة لإعادة بناء الثقة بين الحكومة والمواطنين. إذا تم استغلال هذه الفرصة بالشكل الصحيح، خاصة في قطاع الرياضة، فإن المغرب يمكنه أن يشهد تحولاً نوعياً. ومع وجود مشاريع طويلة الأمد مثل مشروع جمال السوسي، قد نشهد مستقبلاً أكثر إشراقاً للرياضة المغربية.